
ناظورسيتي | بـدر أعراب
جزمـاً أنّ أغلب أبناء المنطقة لا سيما القاطنين منهم وسط مدينة الناظور تحديداً، ممّن كانوا صِبياناً فصاروا في راهن اليوم شباباً أو ممّن كانوا شبّانا فصاروا كهولـاً، سيتذكرون ولا ريب هذين الوجهين المعروفين للسيدتين اللتـين تحملان نفس الإسم "مليكـة".
بيد أن إحدى "المليكتيـن" اِشتهرت في أوساط الساكنة بلقـب "المسيحة" والأخـرى ينادونها بـ"العشّابة"، بحيث أقـامتا وسط المدينة لـأعوام بحالها تجاوزت العقد من الزمن، لم تَبرحـا بعض الأمكنة بعينها، متخذات من الأرصفة الباردة لكبرى شوارع الحاضرة مستقراً لهما، حيث أنّ الرائح والغادي من المارّة يعرفهما حقّ المعرفة، إذ هُم من شكلـوا مصدر مدخولهما المادي الذي كـان بالكاد يكفي لسدّ رمقهما وعطشهما لمقاومة غريزة البقاء من أجل العيش وإنْ بلُقمة تعترض الحنجرة كحجرة عثرة لتقف غصّة لا تـزول.
وحسب من يعرفهما عن كثب، فـ"المليكتـان" المسيحة وَ العشّابة، تجمعهما قواسم مشتركة عديدة، إذ فضلاً عن التشابه الكبير إلـى حدّ تعذر التمييز بين سُحنتيهما الشاحبتين اللتين تعلوهما سُمـرة شمس لافحة، كانتـا أيضاً معروفتان بين الساكنة بسلاطة لسانهما اللاذعين والتهكم والسخرية، وهـو ما يستأنس به أصحاب المحلات التجارية ويخلق لـدى المارة نوعـاً من الفرجـوية ترتسم على ثغورهم إبتسامة نابعة من القلب.
وقبل سنوات قليلة فقط، غابت المليكتـان اللتـان أحَبَّهما الناس لطرافتهما ولطافتهما وتَفكّههما رغم كلّ شـيء، ولم يعُد يعرف أحدٌ مصيرهما الذي ظـلّ مجهولا حتى في ماضيهما ناهيك عن الحاضر والمستقبل، فلا يملك الواحد إلا تذكرهما بخير والترحم عليهما إذا كان ربّ العباد قد أخذ أمانته، وعمرٌ مديد مع موفور الصحة لمن بقيت منهما على قيد.. الحيـاة، ونحن في ناظورسيتي نستحضر السيدتين ضمن فقرة وشم الذاكرة، لكونهما وجهان معروفـان وفقا للمرامي النبيلة المتوخـاة من إدراج هذه الفقرة.
جزمـاً أنّ أغلب أبناء المنطقة لا سيما القاطنين منهم وسط مدينة الناظور تحديداً، ممّن كانوا صِبياناً فصاروا في راهن اليوم شباباً أو ممّن كانوا شبّانا فصاروا كهولـاً، سيتذكرون ولا ريب هذين الوجهين المعروفين للسيدتين اللتـين تحملان نفس الإسم "مليكـة".
بيد أن إحدى "المليكتيـن" اِشتهرت في أوساط الساكنة بلقـب "المسيحة" والأخـرى ينادونها بـ"العشّابة"، بحيث أقـامتا وسط المدينة لـأعوام بحالها تجاوزت العقد من الزمن، لم تَبرحـا بعض الأمكنة بعينها، متخذات من الأرصفة الباردة لكبرى شوارع الحاضرة مستقراً لهما، حيث أنّ الرائح والغادي من المارّة يعرفهما حقّ المعرفة، إذ هُم من شكلـوا مصدر مدخولهما المادي الذي كـان بالكاد يكفي لسدّ رمقهما وعطشهما لمقاومة غريزة البقاء من أجل العيش وإنْ بلُقمة تعترض الحنجرة كحجرة عثرة لتقف غصّة لا تـزول.
وحسب من يعرفهما عن كثب، فـ"المليكتـان" المسيحة وَ العشّابة، تجمعهما قواسم مشتركة عديدة، إذ فضلاً عن التشابه الكبير إلـى حدّ تعذر التمييز بين سُحنتيهما الشاحبتين اللتين تعلوهما سُمـرة شمس لافحة، كانتـا أيضاً معروفتان بين الساكنة بسلاطة لسانهما اللاذعين والتهكم والسخرية، وهـو ما يستأنس به أصحاب المحلات التجارية ويخلق لـدى المارة نوعـاً من الفرجـوية ترتسم على ثغورهم إبتسامة نابعة من القلب.
وقبل سنوات قليلة فقط، غابت المليكتـان اللتـان أحَبَّهما الناس لطرافتهما ولطافتهما وتَفكّههما رغم كلّ شـيء، ولم يعُد يعرف أحدٌ مصيرهما الذي ظـلّ مجهولا حتى في ماضيهما ناهيك عن الحاضر والمستقبل، فلا يملك الواحد إلا تذكرهما بخير والترحم عليهما إذا كان ربّ العباد قد أخذ أمانته، وعمرٌ مديد مع موفور الصحة لمن بقيت منهما على قيد.. الحيـاة، ونحن في ناظورسيتي نستحضر السيدتين ضمن فقرة وشم الذاكرة، لكونهما وجهان معروفـان وفقا للمرامي النبيلة المتوخـاة من إدراج هذه الفقرة.

