المزيد من الأخبار






هل يسير المغرب الكبير نحو الخراب الاقتصادي؟


هل يسير المغرب الكبير نحو الخراب الاقتصادي؟
ذ.عبد الله بوفيم


الكثير أدرك أن الشرق الأوسط في المستقبل القريب سيقسم بين إمبراطوريتين كبيرتين هما إمبراطورية الصهاينة من النيل وإلى الفرات وإمبراطورية الفرس من نصف باكستان وأفغانستان كلها وإلى الفرات فالخليج ( الفارسي) كله تقريبا، وملامح تكون الإمبراطوريتين بادية لمن كان له عقل يفهم ويستشرف به المستقبل.

يتبقى للمسلمين طبعا ما بين النيل والمحيط، مجال جغرافي واسع وغني فيه ستتكون قوة المسلمين ومنه سيبدأ إعادة فتح بلاد الإسلام ورفع راية الإسلام لتبلغ ما لم تبلغه من قبل.

المغرب الكبير ونصف مصر الغربي سيكون لهذه الرقعة الجغرافية حيث يتجمع أكثر من 200مائتا مليون مسلم تقريبا. تعداد سكاني في تزايد مطرد سيتجاوز في المستقبل القريب تعداد أوروبا إن خصمنا طبعا عدد مسلمي أوروبا.

المغرب الكبير أقصد به، المغارب والصحراء الكبرى كلها وسينضم إليه طبعا المسلمون الأفارقة الذين سينزحون من قلب إفريقيا تحت ضربات الحلف "الصهيو صليبي" وبذلك سيتجمع في المغرب الكبير وفي غضون العشرين سنة المقبلة أكثر من ثلاثمائة مليون مسلم.

سيكون على المغرب الكبير أن يقاتل على جبهات أربع. منع العدوان من المحيط الأطلسي والبحر المتوسط ومنع الزحف الصليبي من إفريقيا والحفاظ على الحدود مع دولة الصهاينة ومنع تأثير الشيعة المجوس طبعا.

حلف الكفار يعي هذا جيدا ويستشرف المستقبل جيدا. ويعي أن المغرب الكبير سيهدد أوروبا في المستقبل القريب وسيتوغل في قلب إفريقيا من جديد ليصل وإلى رأس الرجاء الصالح مستقبلا.
لكني وللأسف الشديد فإني ألحظ أن الكثير من رجال الدولة في المغرب الكبير لم يفهموا بعد التحديات التي تنتظرهم ولا يقدروا بعد المخاطر التي ستواجههم.

هاهي فرنسا تعلن الحرب جهارا نهارا على الإسلام وليس على الإسلاميين ولا على الجهاديين, إنها تحارب الإسلام ومباشرة, وتعلن عزمها على حرب الإسلام والمسلمين وفي كل مكان.

لقيام حضارة وعمارة وتنمية وازدهار لابد من الماء, إن توفقت دول المغرب الكبير في إستراتيجية حقيقية للماء فإنها ستكون أغنى وأقوى منطقة في العالم تقريبا, لوجود إمكانيات بشرية هائلة, وأراضي شاسعة ورغبة شديدة في الدفاع وحماية الإسلام والمسلمين.

المغرب الأقصى بالطبع هو القلب النابض في المغرب الكبير وعبر التاريخ, لذلك سأشرح عواقب سياسته المائية وعواقبها على خراب المغرب الأقصى ومعه المغرب الكبير عامة.

التقارير الدولية ذكرت أن المغرب والجزائر وتونس ستعرف العطش في المستقبل القريب, وبالفعل عرفت أقاليم في المغرب الأقصى العطش خلال سنة 2014 ومثال حي إقليم زاكورة وإقليم الصويرة وإقليم سيدي افني وغيرها من أقاليم الصحراء.

المغرب الكبير يعرف تساقطات مطرية يمكنها أن تضمن له مخزون مائي لعشرين سنة المقبلة, وكمثال مدينة كلميم التي أغرقت فيها الوديان أكثر من 30 ضحية نهاية شهر نونبر 2014, ضاع فيها وفي أسبوع واحد حوالي 26 مليار متر مكعب من الماء ، أي ما يكفي المغرب كله لسنتين وأكثر. وقد يكون مجموع ما ضاع من المياه العذبة في المغرب وخلال نهاية نونبر 2014 أكثر من 500مليار متر مكعب من الماء.

المغرب حاليا استطاع أن يجمع عبر انتهاج سياسة السدود وعلى مدى أكثر من ستين سنة 13 مليار متر مكعب من الماء فقط, هذه الكمية في تناقص سنة بعد أخرى بفعل توحل السدود, والحل حسب خبراء آخر الزمان, هو بناء سدود أعلى السدود لمنع توحل السدود.

الدواب في وطني فهمت أن جريان الأودية ساهم في تقوية الفرشة المائية, وقد ظهرت عيون في قلب الطرق المعبدة, منها مثلا عين في طريق القصر الملكي بمدينة كلميم يبلغ صبيبها أكثر من خمس لترات في الثانية, ماؤها حاليا يجري في شارع المختار السوسي بكلميم.

عين خرجت فوق الأرض ولم يمنعها ما وضع فوقها من حواجز لمنع جريانها في الشارع العام وعرقلة السير فيه. المسؤولون عن الماء في وطني غباء منهم لم يطرحوا السؤال كيف ظهرت تلك العين ومئات العيون الأخرى؟ وكيف ارتفع مستوى الماء في الآبار؟

الخبراء الحقيقيون لابد أن يتساءلوا, كيف ارتفع مستوى الماء في الآبار؟ وكمثال بئر العائلة لدينا ارتفع فيه الماء حتى كاد يفيض, وبعد انتهاء جريان الأودية تناقص الماء في البئر.

والدتي يحفظها الله رب العالمين, لم تفهم وحسبت أن البئر سينتهي ماؤه كما انتهى ثلاثة أشهر قبل نزول المطر, فشرحت لها أن الماء طبعا ينفذ في قناته السابقة التي قطعناها بالحفر وإن منعنا نفاذه منها فإن ضغط الماء في البئر سيفجر تلك القناة بعيدا عن البئر وسنخسر الماء برمته.

خبراء الماء طبعا فهموا أن جريان الأودية هو من سبب انتعاش الفرشة المائية, لكنهم لم يفهموا بعد كيف حدث ذلك؟ ولم يبحثوا ليعرفوا كيف؟ في مقالي السابق تحت عنوان( كيف تتكون الفرشة المائية طبيعيا) شرحت كيف تكونت وعبر ملايين السنين ثقوب مائية في الأودية ينفذ منها الماء لقنوات في باطن الأرض بعضها في حجم الأودية فوق الأرض.

تقدمت بمشروعي لتقوية الفرشة المائية للحكومة المغربية منذ بداية يونيو 2014 وشرحت لهم كيف يمكن أن نضمن أكثر من 500مليار متر مكعب من الماء كل سنة بعد عشر سنوات من الإنفاق في تقوية الفرشة المائية.

المخطط المائي المغربي يعتزم تحقيق 16 مليار متر مكعب من الماء كل سنة بعد سنة 2030 وحاليا يحقق فقط 13 مليار متر مكعب من الماء. تناسى الحالمون أنه في 15 سنة المقبلة ستفقد السدود المغربية أكثر من نصف حمولتها من الماء بفعل الترسبات, وكلما ارتفع حجم الوحل في السد ارتفعت نسبة الماء التي يمتصها الوحل, زيادة على ارتفاع درجات الحرارة مما يعني أننا في غضون 15 سنة المقبلة سنستفيد فقط من حوالي 20في المائة من حقينة السدود.

بتكلفة بناء سد كبير التي هي 5.5 مليار درهم يمكننا حفر وتجهيز 18333 ثمانية عشر ألف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون, ثقب مائي يبلغ قطر كل ثقب 80سنتمر وعمقه 100متر في قلب الأودية. مسؤولو قطاع الماء يزعمون أن الثقوب ستغلق بالطمي, لكنهم لم يفهموا كيف لم تغلق الثقوب الطبيعية التي أنعشت الفرشة المائية في الأمطار الأخيرة؟

صحيح أن الثقوب المائية تبدو مغلقة بالطمي بعد انتهاء جريان الأودية, والطمي يحميها من الكثير من المخاطر والتلوث لكن حال جريان الوادي من جديد وبعد دقائق ومرور جميع الملوثات في الدقائق الأولى يزيل الماء الترسبات والرمال في قلب الأودية لتبدو الثقوب التي ينفذ منها الماء، وحال نقصان صبيب الوادي يترسب الطمي من جديد وقبله الرمل طبعا لتغلق الثقوب من جديد.

سد بمبلغ 5.5 مليار درهم سيضمن حوالي 700مليون متر مكعب من الماء بعد ثلاث سنوات أو أكثر, وليستفيد المواطنون من ذلك الماء يلزم أكثر من ملياري درهم لمد القنوات ويلزم لذلك سنتين أو ثلاث سنوات أخرى. معناه أنه سنستفيد من ذلك الماء بعد ستة سنوات على الأقل, وسد الوحدة الذي مر على إنشائه 20 سنة لم تستفد بعد الساكنة القريبة منه من الماء.

18333 ثقب مائي يمكن توزيعها على مجموع التراب الوطني ليكون نصيب كل إقليم منها هو حوالي 350 ثقبا مائيا, وبالتالي يكون نصيب كل جماعة قروية أو حضرية حوالي 15ثقب مائي.
سيتم انجاز خريطة تقاطع أودية كل جماعة مع الفرشة المائية في أقل من شهر واحد, وحفر 15 ثقب في كل جماعة وفي جميع جماعات الدولة في أقل من سنة وتبدأ الاستفادة من الثقوب المائية المزدوجة الدور قبل انتهاء السنة وفي غضون ستة سنوات ستكون الفرشة المائية في تلك الثقوب قد توسعت بعشرة أضعاف عما كانت عليه.

كل ثقب مائي بعد سنتين أو ثلاث على أبعد تقدير سيضمن متر مكعب من الماء في ثانيتين تقريبا إن كان قطر الثقب 80 سنتمر, وبالتالي سيضمن في السنة حوالي 170 ألف متر مكعب من الماء, لن يتبخر منه لتر واحد ولن يضيع منه بالتوحل لتر واحد.وعليه سيكون مجموع ما ستضمنه لنا 18333 ثقبا مائيا هو أكثر من 3 مليار متر مكعب من الماء كل سنة, مع عمر افتراضي للثقوب غير محدود يزداد صبيب الماء الذي تسربه للفرشة المائية ولا ينقص مع مرور السنوات.

والنتيجة توزيع عادل للمياه في جميع جماعات الوطن, وانتعاش للتشغيل والفلاحة والاقتصاد, وقوة وازدهار الدولة واستعدادها لاستقبال ملايين البشر مستقبلا من غير أن يضجر الشعب.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح