المزيد من الأخبار






ناظوريون يتساءلون عن سبب غياب "نفّار السحور" وعن سر توقّفه عن إحياء تقليد رمضاني دام نصف قرن


ناظوريون يتساءلون عن سبب غياب "نفّار السحور" وعن سر توقّفه عن إحياء تقليد رمضاني دام نصف قرن
بدر أعراب


لفت مؤخرا اِنتباه عددٍ من الناظوريين، سيما منهم القاطنون بكبرى الأحياء السكنية وسط المدينة، كـ"لعري الشيخ، الكندي، وَ أولاد اِبراهيم"، خلال شهر رمضان الحالي، غياب إنبعاث إيقاع موسيقي فولكلوري من الشّارع العمومي، يؤثثه قـرع طّبلٍ ونغـم مزمارٍ اِعتادت أهالي الناظور سَمَاعه قُبيل مواعيد السحور على مـدى عقود زمنية بحالها إبّان شهر الصيام من كلّ عـام.

وكان صَدْح الإيقاع الموسيقي المقترن في الذاكرة الجماعية لدى الناظوريين بـ"رمضان"، يصدر من "مسحراتي" يدعى "اجبيلو"، يرتدي عباءة ناصعة البياض ولا تفارق شفتيْه آلـة مزمار، وبجانبه نجله الأكبر الذي يلازمه كظلِّه أينما حل وارتحل، ولا يكّف هو الآخر عن قرع دفتيْ الطّبل، دائبين على هذا المنوال، على مدى عقود بحالها بلغت في تِعدادها نصف قرن، من أجل إيقاظ ساكنة أحياء وسط المدينة، بغية تناول وجبة السحور خلال رمضان، سيراً على "سُنَّـة" الأجداد.

وتساءل عديدون ممّن عاصروا نفّار السحور المؤثث لطقسٍ رمضانيٍّ بامتياز طيلة حقبة زمنية، عن سبب اِختفاء هذا الرّجل الصالح المعروف هو ونجله، لدى شريحة واسعة بتسمية "صاحبيْ الطبل والمزمار" أو "النفّار"، عن الأنظار وتوقّفهِ فجأة عن إحياء تقليد رمضاني ضارب في عمق القدم..

وجاء هذا الغياب المفاجئ لـ "نفّار الناظور"، بعد توارثه العادة المحمودة التي تلقى إستئناسا كبيرا من قبل الجميع، عن أبيه وأجداده الذين كرّسوا حيواتهم من أجل إيقاظ الناظوريين في جوف ليل الشهر الفضيل، حتى لا تفوتهم مواعيد وجبات السحور؛ فمتى يعود نفّار الناظور كما تساءَل بدورهم عددٌ من الأطفال الذين أحبّوه حتى دون أن يروه أو يتعرفوا عليه وجها لوجه.





تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح