المزيد من الأخبار






مُسلسل "ميمُونت" بعيُون مُشاهد مُغترب


مُسلسل "ميمُونت" بعيُون مُشاهد مُغترب
ناظورسيتي: سفيان أشن

ما إن وصل إلى بلدة "أيت سعيد" موطن أجداده، قادما من الديار الألمانية، وبعد أن مضى بعض الوقت مع أفراد عائلته، حيث ألقى عليهم التحية، ضرب "محمد الحافت" موعدا مع أصدقائه، أياما قليلة بعد وصوله، في أحد مقاهي القرية، وبعد تبادل أطراف الحديث بشأن حال وأحوال الهجرة والغربة، سأل "محمد" أصدقائه متى السبيل لاستكشاف تلك الأماكن التي تم فيها تصوير أحداث ومشاهد المسلسل الاجتماعي "ميمونت"؟

لن نجد أفضل من هذا اليوم كذلك قال أحد أصدقائه، وبالفعل بمجرد ما انتهوا من احتساء وارتشاف ما طلبوه من قهوة وشاي أخضر حتى نفذوا ما اتفقوا عليه.

لم يمض وقت طويل حتى تحركت السيارة التي ستقلهم إلى المواقع المراد استكشافها، وما إن لمح "محمد" مقهى بودهان حتى استحضر مشاهد "حميت" وهو جالس برفقة "حمادي العفسة" و"المسطول" وهم يتناوبون على تدخين الكيف بواسطة السبسي، مستحضرا ما كان يدور بينهم من ثرثرة ووشايات وكلام في الناس.

وفي نفس المكان وبجوار المقهى يوجد محل "علي أمزيل"، والد البشير الُمتيَّم ببنت "الشيخ محند"، ذلك الشاب المنتمي لفئة الحدادين، كان له صراع مرير مع ابن كبير القبيلة "سلاّم" منافسه الأول في كسب ود "ميمونت".

وعلى بعد أمتار قليلة ينتصب مسجد القرية غير بعيد من المقهى، ثاني المواقع التي سيزورها "محمد" برفقة أصدقائه. هنا دفن الحاج "علال" قال أحد الأصدقاء لضيفهم، وهنا جرى أيضا استقبال كبير القبيلة الحاج "علال" لمّا كان عائدا من الناظور.

الدُّوار الذي تم فيه تصوير مشاهد عائلة الحاج "علال بودماني" وأخيه عبد القادر، وعائلة الشيخ موحند لا يبعدُ سوى مئات من الأمتار عن مسجد القرية، لمّا وصلوا إلى عين المكان بقي الأصدقاء في بداية الزقاق، لم يَشَؤُوا اختراقه لاكتشاف جميع مواقعه؛ احتراما للساكنة التي تسكن في الحي، حيث بدا الزقاق هادئا لا يعبره إلاّ قاطنيه كما أنه لا يفضي إلى مسلك آخر، لهذا عاينوا مسكن "الشّيخ موحند" والحاج "علاّل" من بعيد.

واختتم "محمّد" وأصدقائه جولته الاستكشافية لمواقع تصوير مشاهد المسلسل الاجتماعي "ميمونت" بزيارة الواد الموجود في نفس المنطقة، تلك المشاهد التي صورت فيه لا زالت حاضرة بقوة في مُخيّلتهم جميعا، خاصة تلك التي جمعت أحيانا بين "ميمونت" و"سلام"، وأحيانا أخرى بين حفيدات "بودماني" وبطلة الفيلم.

وفور انتهائهم من اليوم الاستكشافي لأماكن تصوير أحداث المسلسل، سأل أحد الأصدقاء ضيفهم، ما الذي أعجبك في مسلسل "ميمونت" يا "محمد"؟ دون انتظار، أجاب: من شاهد المسلسل وهو في المهجر ليس كمن شاهده وهو في وطنه، إنّه شعور وإحساس مختلف، حتى إنّه لا يمكن وصف درجة ذلك الإحساس، صدقوني إنه إحساس خاص. لقد أحببت المسلسل لأنني وجدت نفسي فيه، كما لو كنت واحدا من تلك الشخصيات التي تقمصت دورا من أدواره. لقد نجح المسلسل، يضيف "محمد"، في أن يجعل كل مُشاهد يجد نفسه في شخصية من شخصياته، لا أنكر أن الكثيرين ممن التقيتهم في ألمانيا أو في بلدان أخرى في أوروبا، عبَّرُوا لي عن إعجابهم بالمسلسل، وقال لي أحدهم إنّني أجد نفسي في شخصية "سَلاَّم" مثلا، وأضاف آخر إنَّني أجد نفسي في شخصية "محمّد" صديق بطل المسلسل، وهناك أيضا من وجد نفسه في شخصية الحاج "علاَّل" أو أخيه "عبد القادر".

وعبّر "الحَافت" لأصدقائه عن أمله في استغلال هذا الإشعاع الذي حظيت به البلدة خاصة بعد أن حصلت على فرصة تصوير مشاهد هذا المسلسل على مستوى ترابها، مُؤكّدًا على أنّه يجب العمل على استثمار السينما في التنمية السياحية للمنطقة، كما هو شأن التجارب التلفزيونية المختلفة التي نجحت في استقطاب سُيّاح محليّين أو أجانب لاستكشاف أماكن تصوير تلك المشاهد التي أعجبوا بها، تماما مثل سلسلة "بنات لالة منانة" التي حققت تسويقًا كبيرًا لمدينة "الشّاون"، التي عرفت ازدياد عدد السياح بعد عرض تلك السلسلة على القناة الثانية المغربية.

وجدير بالذكر أن "ميمونت" مسلسل تلفزيوني اجتماعي، عرض على قناة الثامنة، خلال شهر رمضان الماضي، سيناريو "محمد بوزكو"، إخراج "الجلالي فرحاتي" ، وقد شارك فيه نخبة من الممثلين على مستوى الريف. وتدور فكرة هذا العمل حول الموروث الغنائي بالريف في علاقته بالحياة اليومية للسكان، حيث تم إعادة عقرب الزمان إلى ما قبل فترة التسعينات وتسليط الضوء على الأحداث والعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الحقبة. من خلال إبراز نظرة العامة إلى بعض شرائح المجتمع منها على الخصوص فئة "امديازن" والحدادين.









تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح