المزيد من الأخبار






"مستوطنة على أرض أمازيغية مغربية".. كتاب يصور مليلية مثالا لاستمرار الاستعمار وتأثيره العميق على الناظور


ناظور سيتي: مريم محو

أصدرالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مؤخرا، كتابا جديدا لمؤلفه عز الدين الفراع، عنونه بمناطق الحدود الاستعمارية: المجتمع والاقتصاد والهوية حالة الناظور/ مليلية.

ويتناول الكتاب، إشكالية العلاقة بين الأزمات التي تفرزها الحدود السياسية و كيفية تأثيرها في ساكنة المناطق الحدودية.


ويصور الكاتب، مدينة مليلية السليبة، على أنها مستوطنة إسبانية تحمل طابعا أوروبيا تم تشييدها على أرض أمازيغية مغربية فصلت بجدران وتمت إحاطتها بالمراقبة، إذ اعتبرها رمزا للاستعمار المستمر ولحدود وصفها بغير العادلة.

وجاء في الكتاب أيضا، أن المدينة المحتلة تقدم بكونها تقاطع لتواريخ الاستعمار، وواقع التهريب والهجرة والهويات المتشابكة، وكذا أزمات التنمية المركبة، موضحا أن التهريب والهجرة ليسا سوى نتاج طبيعي لسياسات استعمارية واقتصاد هش، إذ تمكنت هذه الحدود الوهمية لمليلية من خلق اقتصاد غير نظامي تمخضت عنه هشاشة تنموية، وأرغم سكان الناظور على الهجرة.

ويسترسل المؤلف، أن أزمة كورونا، دفعت إلى تشديد القيود على الحدود، الأمر الذي فجر وفقا لتعبيره أزمة اقتصادية عميقة، أدت إلى اتساع نطاق الهجرة بما فيها ظاهرة "الريسك"، مشيرا إلى أن محاولات الهجرة هذه توسعت لتشمل حتى العائلات والمتزوجين، وذلك للبحث عن حياة خارج التهميش.

وذهب المصدر ذاته، إلى أن هناك نوع من الهوية المركبة والازدواجية في الولاء، ذلك أن المؤلف يكشف في كتابه عن مفارقة يعيشها البعض من سكان الناظور الذين يرون في مليلية ثغرا محتلا ويبدون في نفس الوقت رغبتهم في استمرار السيطرة الإسبانية عليها أملا في الرفاه والحداثة والتنمية.

ويرد الكتاب هذه المفارقة، إلى الهوية الريفية المركبة التي تمزج وتجمع بين إرث المقاومة والشعور بالتهميش من قبل الدولة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح