المزيد من الأخبار






مدينتي: أَنْ تَعِيشْ... فَأنْتَ بَطَل


مدينتي: أَنْ تَعِيشْ... فَأنْتَ بَطَل
ناظورسيتي: جواد شهباري

في عالم كَثُر فيه الحديث عن البطولات الرياضية، والمهرجانات السينمائية، والفنية والملتقيات الأدبية، والعلمية... حيث يُوشّح الأبطال بأوسمة، وميداليات، ودروع، وتوشيحات؛ شكرا لمجهوداتهم واستحقاقا لإنجازاتهم، التي خدمت الإنسانية والإنسان. وساهمت في تنمية ذاته أو في تطوير قدراته وتسهيل حياته...هكذا هو حال البطولة في العالم الجديد ...أي أنك لن تكون بطلا إلا بمشقة الأنفس، فلابد لك أن تتمرن وتتعب وتقضي ليال وأنهارا وأنت تستعد لليوم الكبيرالذي تستعرض فيه عظلاتك وتبين عن قدراتك.

لكن في مدينتي الأمر مختلف تماما. فلست بحاجة لأن تُسجِّل نفسك في ناد رياضي، أو أن تدخل مدرسة عسكرية لتحترف فنون الحرب، والقتال... لتصبح بطلا. ويصفق عليك الناس، وتقابلك مختلف الصحف، والمنابرالإعلامية، والمواقع الإلكترونية، وتتلقى مباركات وتبريكات من لَدُنِ معجبيك وربما الهدايا أيضا.لكن في مدينتي؛ أن تكون بطلا أمر سهل لن يكلفك الكثير:

- في مدينة أصبحت فيه المؤسسات سوقا لتبادل المصالح عوضا عن تقديم الخدمات عملا بفلسفة "باك صاحبي" وما جاورها.

- في مدينة أصبحت فيه المستشفيات مجازر بشرية.

- في مدينة بدون حدائق عمومية:لتخرج وأسرتك -وأصدقائك - وأطفالك لتستمتع بالهواء النقي والطبيعة الخلابة فيها.

- في مدينة بدون مسرح :حيث يمكنك أن تُرفِّهَ عن نفسك بمشاهدة عرض مسرحي أو سهرة فنية تزيل عنك عبئ العمل أو الدراسة، وروتين الحياة.

- في مدينة بلا سينما: حيث تهرب من واقعك المليئ بما يوقض مضجعك إلى عالم خيالي مُبْدَع وتعيش الحُلم.

- في مدينة بلا مدارس بلا معاهد عليا، حيث يتمكن الطلبة من متابعة دراساتهم العليا والحصول على مناصب شريفة.

- في مدينة بدون معاهد للمسرح ولا للموسيقى ولا للفنون:حيث يتمكن شبابنا من ممارسة هواياتهم الفنية.

- في مدينة بلا دار للشباب: حيث يقضي الأطفال أوقات فراغهم.

في مدينة بدون فرص (التعليم والعمل والتكوين...) -

-في مدينة بلا ثقافة :(بدون مكتبات عمومية)حيث يتمكن الشباب من الحصول على المعلومة.

- في مدينة بلامتحف: حيث يمكنك متابعة تاريخ ومنجزات أجدادك لتسير على طريقتهم ونهجهم.

- في مدينة اللامسؤولية :حيث يغيب المسؤولون عن مسؤولياتهم ويتحولون إلى مسؤولين أشباح.

- في مدينة الأسواق...في مدينة الباعة المتجولين والضوضاء والصراخ والإقتصاد الغير المنظم.

- في مدينة الإحتكار والرأسمالية الغُولِيّة.

- في مدينة الفنادق الفخمة والمشاريع السياحية حيث يباع لحم أخَواتنا.

- في مدينة مليئة بالأزبال والروائح الكريهة.

-في مدينة اللاضمير...

-في مدينة التهريب والمافيا(...).

- في مدينةتعطي ل"لبراني"وتهمل أصحابهاوتنسى أبنائها

في مدينة ....كذا... وكذا -

كل هذا وأنت لازلت تتنفس وتأكل وتشرب كل هذا ولا زلت حيا في هذه المدينة:...

إذن ...""أنت بطل"".


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح