المزيد من الأخبار






محمد بوزكو يكتب عن سوق "البابوش" بالناظور.. صفقة سرية في مزاد علني


محمد بوزكو يكتب عن سوق "البابوش" بالناظور.. صفقة سرية في مزاد علني
محمد بوزكو

باعو كل شيء...

باعوا كرامتنا في غفلة منا... باعوا الطرق... باعوا الأسفلت الممتاز... باعوا إشارات المرور الأنيقة... باعوا الأرصفة... لملء الأرصدة...

باعوا المسارح ودور السينما... باعوا الفضاءات ودور الشباب... باعوا البحر والشطئان...باعوا مراكز التجارة... باعوا حلمنا... وكل شيء فينا ولنا... باعوا حتى جمالنا وعشقنا للحياة... باعوا أملنا... باعووووونا....

ألا فبيعوا آخر الأسواق...

بيعوا الحديقة السوقية... بيعوها كما شئتم في المزاد سرا أو في المزاد علنا... لا فرق... فالمتعود على البيع متعود والمتعود على الصمت متعود...

الناس نيام... السكان طاب قلبهم ولم يعد ينبض إلا لضمان حق التنفس من أجل استمرار الحياة... في غفلة من العيش... أما السلطة فهي مرتاحة ما دام الكل مرتاح ساكت... قانع... خانع...

احترفتم البيع ولا داع للخوف... حددوا الثمن انتم... اقبضوا الثمن انتم فالكل منكم وإليكم... صادقتم منذ زمان على إجراء عملية جراحية للحديقة... اكلتم عشبها وخضرتها ثم انبتتم فيها بنايات وصناديق اسمنتية... زوقتموها...

زينتموها... لاغراء الشاري... الذي هو نفسه البائع في حلة أخرى... فقبضتم وتقبضون...

هكذا أنتم منذ القدم... تهندسون دائما للقبض... تترشحون... وحتى تزيحوا منافسيكم تدفعون... ولكن دائما في الأخير تقبضون... وتجمعون باراطو... فأنتم أصحاب الكارطة وأنتم الذين تعيطون ونفسكم أنتم من يجمع براطو... وويل
ثم الويل لمن شاء أن يدخل عليكم... ستكشطونه تكشيطا أو تكشيطة...

الآن... ها أنتم بعدما قمتم بتنفيذ الجزء الأول من الهندسة بكل تفوق على الساكنة والمجتمع المدني الغارق في التفاصيل التافهة للحياة... وبعد أن رفعتم الإسمنت عاليا بدل أن ترفعوا جودة الخدمات... وزينتم السوق بعمران صالح للبيع والكسب فقط بدل أن تزينوا شوارع المدينة المصابة بالترهل والجذام وداء القبح ... وبعد ان طيبتموه في الكوكوت مينوت... ها أنتم تتنحمزون... تشمزون في عبوضتكم... لتقبضوا براطو... أمام أعين السلطة رغم أن لها اعينا لا تنام...

بصحتكم وراحتكم هذا الإنجاز التاريخي وأكيد انه سينضاف لسجلكم الحافل بالكبوات والهزائم في مجال التسير والتدبير إلى أن اخرجتم لنا للوجود هذا النوع من الحاضرة التي لا هي مدينة... ولا هي قرية... ولا هي تجمع سكاني وفقط... إنها عجب لم نر مثله عجبا... ومسخ ما بعده مسخ... أفلا تحشمون! !

القانون...!!!

إنها الكلمة الساحرة التي تبرد الدم في العروق...

كل شيء تم وفق القانون... حديقة تم تحويلها جينيا بالقانون... وبالقانون سيبيعونها وأيضا بالقانون سيقبضون... ولأن القانون قانون فلا يمكن أبدا اختراقه... الا في بعض الحالات المنصوص عليها هناك حيث تعرفون...

ومهلا عليكم أيها الناضوريون... مهلا... سيأتي يوما وسيبيعونكم أنتم وما تملكون... فقط استمروا في تلذذ ببوش السوق وسمك السوق... وهندية السوق... فأكيد أن كل شيء يباع في هذا السوق سيكون لذيذا... ألا انه سوق مهندس احلى هندسة... !!!

مزيدا من البيع...

مزيدا من القبض...

مزيدا من الهندسة...

لا تخافوا... فالسكان يهجرون تباعا... وشباب المستقبل يغادر البلد نحو المستقبل... والرقم بلغ 15 ألفا... والاتي آت... إلى أن تستيقضوا يوما وتجدوا المدينة فارغة... شوارعها يعبرها الضبع في واضحة النهار... أزقتها عشعشت
فيها العنكبوت... وحاراتها تحولت لفراغ يغوي الكلاب... ولا كلاب...

آنذاك ابحثوا عن ساكنة أخرى... أو استقدموها عن طريق التهريب أو بالتزوير... لتهندسوها هي الأخرى...


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح