المزيد من الأخبار






محمد بوزكو يكتب حول قضية بني أنصار.. إنجاز آخر على درب الفضائح…


بقلم: محمد بوزكو

إن التستر عن الفضائح هو مساهمة بليدة في ترسيخ المزيد من الفضائح… وتبرير هذا التستر بدعوى أننا نفضح أنفسنا نحن الريفيون الطاهرون الورعون هو تبرير وعذر أقبح من الزلة نفسها… الفضيحة الحقيقية هو أنك تتستر على الفضيحة…

من هذا المنطلق انطلقنا منذ سنوات في الكتابة عن هذا النوع من العقليات التي تضفي على التستر أو الستر شرعيات مختلفة لتطبيق حل الصمت اتجاه الفضائح التي يعرفها المجتمع… والحال أن الفضيحة فضيحة… جنسية كانت أم سياسية أم حتى دينية… وفضحها يعد الخطوة الأولى نحو العقاب ثم نحو الردع…

الصمت أو السكوت ما هو في الحقيقة سوى اغتصاب للحقيقة وستار لاخفاء الجرم وحقل مخصب لتفريخ المزيد من المناكر… وهو أيضا غطاء شفاف لفضائح مستقبلية… أي صمام أمان للسير قدما في مسيرة فضائحية لا تنتهي…

ماذا تنتظر من مجتمع يضمن الستر أو التستر المسبق عن فضائحه المستقبلية!؟…

وحين تحاول في بعض المشاهد من بعض الاعمال السينمائية والتلفزية أن تفضح هذه الأمراض وإن بطرق غير مباشرة… يخرجون فيك عيونهم… بل وجميع أعضائهم… ويمسكون في قبضتهم فؤوسا للردم والهدم… مع بعض من توابل الشيطنة والتشويه… والحال أنك، بكل الحرقة التي فيك، وبكل الغيرة التي لديك، تحاول أن توقف المجتمع أمام مرآة حقيقته ليس من اجل الفضح… فالواقعة إذا وقعت هي أكبر من الفضح… ولكن تجنبا للمزيد من الفضائح…


تصوروا مشهد أم مع ابنها في الفراش يمارسان الجنس على مواقع إباحية تغزو العالم… تصوروا أن المشهد ليس مشهدا فيلميا… ولكن حقيقة من حقائق هذه المنطقة التي نسميها الريف ونلفها في لحاف العفة والمحافظة…

ها نحن الآن عراة أمام فضيحة من فضائحنا… فضيحة أخرى تضاف لسجل فضائحنا… هل سنغطّيها بالصمت!؟… هل نتستر عليها بالسكوت!؟… الى حين فضيحة أخرى!؟… هل يكفي أن نردد تأففًا داخليا ونمضي!؟… أم علينا أن نصرخ ملء حناجرنا ونفضح هذه السلوكات حتى لا تتكرر أو على الأقل حتى لا يُسْتَسهلَ الأمر وتؤخذ الواقعة على أنها مجرد des faits divers… يطويها النسيان كلما أُحْكِم عليها لحاف الستر والتستر الشفافين!؟…

سَتْرٌ وتستُّر… ليستا مجرد كلمتين… إنهما معا تختزلان عقلية تخفي الكثير من الجبن… وتعبد الطريق أما المزيد من الفضائح… إن لم نقل بأنها السبب في تنامي مختلف أشكال الفاحشة عندنا وعلى رأسها أم الفواحش… زنى المحارم التي نُعد أبطالا لها في هذا الوطن… مع كامل الحزن والأسف… والأسى كذلك…


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح