المزيد من الأخبار






محمد بوتخريط يكتب.. كلّ شيء على ما يُرام


محمد بوتخريط يكتب.. كلّ شيء على ما يُرام
محمد بوتخريط - هولندا

كلّ شيء على ما يُرام ، و...أحــلامي قيـد الأنتظار.
اتناول قهوتى المسائية...
انظر للشاشة التى لا تقول شيئا عن المدينة..
انتبه لصفحات أصدقائي.. حين أدلف إليها أشعر وكأنهم يطرقون أبواب المجد!
اتناول قطعة بيسكويت مع قهوة لونها يشبه لون ليل المدينة اعاتب نفسي اني لا أقاسمكم إياها ..
وأنا لا شيئ يرويني غير شجون عيون المدينة ورعشة من يدي ويدها..لكن لسنا نحن من نصنع قدرها .. وهي ما زالت تئن من ظلمنا.. ومن نعال الجنود تدوس ترابها... أسلاكٌ وأسوار وأبواب موصدة، وكاميرات مراقبة وشوارع لا زالت تحمل أثر نعال الجند .
عسكرة المدينة غير مزاجات الناس , أم ربما أن عسكرة الحياة هو من غيّر جوهر المدينة..
ولكن..كلّ شيء على ما يُرام..
و...إن كان فرحنا فقد بات طبقاً شهيًّا..كديك "بلْدي"..على مائدة الانتظار..


كل شيء على مايرام ،لا شيء في المدينة يدعو للتشائم .. أو عدم الإطمئنان .. حقاً لا ادعاءً.
الامن والامان سيدا الموقف.
العساكر رحلوا.. فالرأي مع الشعب ..
والشعب اتفق وقرر أن على العساكرالرحيل ليلاً من غير طبل ولا مزمار،الى أماكن أخرى حيث مساحات فارغة واسعة وأرض فسيحة تصلح للحرب ..
رحل الجند همسة من غير صوت ولا حركة ، وأما من كان معهم من البيادق والخونة الغرباء فأنهم رحلوا متفرقين ..كل منهم طلب مدينته ومكانه..

كل شيء على مايرام ،لا شيء في المدينة يدعو للتشائم .. أو عدم الإطمئنان ..
صفوف المواطنين امام الادارات انتهت ولم يعد لها وجود‏..‏.‏
سكر وخبز وحليب تراجعت اسعارها تماما وتوافرت بالأسواق‏..‏ لم تعد فيوض العتمة تملأ أحلامنا.،
بيروقراطية وروتين أصبحا في خبر كان‏..‏
الرشاوي انتهت وتفككت امبراطورية المرتشين‏..‏

كل شيء على مايرام ،لا شيء في المدينة يدعو للتشائم .. أو عدم الإطمئنان ..
المعطلين تسلموا وظائفهم ولم تعد شوارع وازقة المدينة ومقاهيها تعج بهم بعد أن تآكلت صفوف البطالة‏..‏وتراجعت الاضرابات والاحتجاجات.
معدلات قياسية غير مسبوقة للنجاح يجري تحقيقها‏..‏في مدارسنا.‏
مستشفيات المدينة أصبحت تنافس الفنادق المريحة ولم يعد المريض مطالبا بإحضار الفراش والاغطية ولا أدوات تمريضه وعلاجه‏..‏
مواصلات مكيفة مريحة تتمنى البقاء فيها لأطول مدة ممكنة.

كل شيء على مايرام ،ولا شيء في المدينة يدعو للتشائم .. أو عدم الإطمئنان ...
شوارع المدينة تتنظف كل صباح وتظل نظيفة في كل الاوقات.. الدخول اليها يذكرنا بعبق التاريخ بما تحملها من أسماء لعلماء وكتاب وشعراء وشهداء الريف والمدينة والمناطق المجاورة..
أطراف مدينتي لم تعد ملتهبة ، ولا دماء أبنائها بقيت مبذولة بلا طائل.
مساحات الحرية فيها أصبحت اوسع ..
معتقلات الفقر والجهل والمرض اقتُلعت من جذورها..


باختصار ياسادة يا كرام ..
كل شيء على مايرام ،تماما ،ولا شيء في المدينة يدعو للتشائم .. أو عدم الإطمئنان ...
أصبح المواطن فيها يرقص من الفرح..
يعاني من الترف‏ ..
يعيش الفائض في الدخل..
بل اصبح كل مايشغل باله هو كيف التصرف في هذا الفائض ..‏
والأجمل من كل هذا أن حدود الفرح بات يتكاثر في المدينة مع إشراقة كل صباحٍ جديد.
و. كل شيء على مايرام ،تماما ،ولا شيء في المدينة يدعو للتشائم .. أو عدم الإطمئنان ...


آه يا جرحي المكابر ..
آه يا سادة يا كرام...
يا أصدقاء..يا رفاق..ويا كل الإحبة ..
هي سلالة من الزواحف تلبَست أجساما آدمية..من تقول لست أنا ..
بل وتُعيد أن كل شيء على مايرام...وأن لا شيء في المدينة يدعو للحيرة أو عدم الإطمئنان ..!! وأن الأمر .. حقاً لا ادعاءً.
و فرحنا بات طبقاً شهيًّا..كديك "بلْدي"..على مائدة الانتظار..


لو سئل أي سائل موجوعٍ يعاني ويتألم في كل بقعة من بقاع ريفنا الباكي عن احلامه وأمنياته لَمَا تخطت أحلامه أحلامي .. لَمَا تخطت حد بسط الأمن والامان والحق في العيش الكريم، وتوفير لقمة العيش للمحرومين بلا معاناة...لكل الملايين الشقية...
لا أحدا يدعي أنه لا يحلم أبداً ...
سنحلم كما نشاء علنا نغير القدر ولو باحلامنا لنرسم الفرح ونعطي للقلب أمل عله بالغد يشرق الفجر الجديد..علَّنا نغير ما بنفوسنا، لنغير ما بنا، نشد على أيادي بعضنا نبوس الأرض تحت نعال أهالينا. ونقول نفديهم...نهديهم ضيا عيوننا..ودفء القلب نعطيهم .. حباً في ريف يضمنا بذراعي الشوق والحب و..الأمل في غدٍ آمن.
سنظل نحلم بعِيدٍ ، نرقص فيه حتى الفجر.. نرفع ونلوح فيه بأعلامنا، ، ونردد أغاني العشق للوطن، حباً في القادم من رحم المعانات، عساه يكون رفيقا بأهلنا في المدينة وفي الريف وفي كل مكان من البلد الباكي.
يا أهالي المدينة...وحدكم تعلمون ما فى الامر..
وأن لاشيء على ما يرام...
تعلمون سر كل الشقاء وكل الحزن..وتشعرون بما يتمناه القلب...
لست أحلم بأكثر من أن يشعرأهالينا هناك بالفرح..بالسعادة..والامن والامان .
وأنا لم أحلم بأني كنت أحلم ...لازالت المدينة معي في كل شيء..
كل شيء واقعي . كنت أعلم أنني ألقي بنفسي جانباً…لكن ،هي فقط همسة وحلم من قلب مازال ينبض.. يحلم..أحلاما... هي الأن قيد الأنتظار.





تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح