المزيد من الأخبار






محسن فخري زاده.. تعرّف على عالم الذرة الإيراني الذي اتهمت بلاده إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله


ناظورسيتي -متابعة

يعدّ العالِم النووي محسن فخري زاده، الذي تم اغتياله الجمعة الماضي، والذي اتهمت إيران إسرائيلَ باغتياله، واحدا من "شخصيات الظل"، الذي لم تُسلّط عليه الأضواء إلا بعد إعلان "وفاته" رغم الخدمات الجليلة التي أسداها للبحث العلمي النووي في بلاده.

وكانت للراحل مكانة بارزة لدى النظام الإيراني، إذ ظهر، في يناير 2019، جنبا إلى جنب مع آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، وفق ما أظهرت صور وزّعها مكتب المرشد بعد "اغتيال" العالِم النووي.

وكان العالم يتنقل على متن "سيارة مصفحة" وبرفقة فريق حماية، ما يدلّ على المكانة الرفيعة التي يخصّه بها النظام الحاكم. كما توعّد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري بـ"انتقام قاس" من اغتياله.

وكان فخري زاده قد شغل منصب رئيس "منظمة الأبحاث والإبداع"، التابعة لوزارة الدفاع. كما أكد أمير حاتمي، وزير الدفاع الإيراني، أن العالِم المغتال كان معاونا له و"أدى دورا مهمّا في الابتكارات الدفاعية وفي الدفاع النووي".

وصرّح حاتمي للتلفزيون الرسمي قائلا "نحن أيضا كنا نعرف أنه كان مهددا بالاغتيال وأنه كان مراقبا".

وبدوره، قال كريم سجادبور، الباحث في "مركز كارنيغي"، إنه لن يتم تقدير كل تبعات "وفاة" فخري زاده قبل شهور، وربما سنوات. وكتب الباحث المختصّ في الشؤون الإيرانية في صفحته في تويتر "من كانوا يفهمون حقا دوره الدقيق اليومي في النشاطات النووية لإيران لا يتحدثون.. ومن يتحدثون لا يعرفون".

ومن جانبها، صنّفت وسائل إعلام أمريكية فخري زاده بأنه بمثابة "الهدف الأول" لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" و"العقل المفكر للبرنامج النووي الإيراني".

وكان اسمه قد ورد قبل ثلاثة أعوام على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين تنانياهو، إذ ظهر اسم فخري زاده في تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دجنبر 2015.


وأفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، التي يوجد مرقرها في فيينا، بأن "فخري زاده أشرف، انطلاقا من مطلع الألفية الثالثة، على نشاطات ترتكز على بعد عسكري محتمل ضمن البرنامج النووي، بدأت في أواخر الثمانينيات، قبل أن تجمع تحت إدارته ضمن برنامج باسم "آماد"، ويتم التخلي عنها في أواخر 2003.

كما أفاد مجلس الأمن، في القرار الأممي 1747، بأن "فخري زاده يعدّ واحدا من كبار علماء وزارة الدفاع والرئيس السابق لمركز البحوث الفيزيائية".

وأبرز المصدر ذاته أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبت الالتقاء به لسؤاله عن أنشطة المركز"، لكن إيران "رفضت" ذلك. وبعد سنة من قرار مجلس الأمن، أدرجت الولايات المتحدة اسم فخري زاده (في 2008) في "اللائحة السوداء" للأشخاص الذين تفرض عليهم عقوبات، على خلفية "نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي"، الذي كان حينئذ تحت العقوبات الأممية.

وقد رُفعت هذه العقوبات مع بدء تنفيذ الاتفاق حول البرنامج النووي، الذي أبرم في 2015، بين إيران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصّين وألمانيا.

وبعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحاديا من هذا الاتفاق في 2018، أعادت واشنطن تطبيق العقوبات التي كان مفروضة على فخري زاده.

وتحدّث علي أكبر صالحي، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، للتلفزيون الرسمي عن "تعاون جيد مع فخري زاده في مجال الدفاع النووي". وأضاف أنه كان يحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية والهندسة وعمل على أطروحته مع فريدون عباسي دواني، الرئيس السابق للمنظمة الإيرانية، والذي كان قد نجا، في 2010، من محاولة اغتيال.

وتحدث المسؤول السابق لوسائل إعلام محلية عن "صديق مقرب" (فخري زاده) و"تعاون مِهني وثيق على مدى 34 سنة"، مبرزا أنه كان معه خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) في الصفوف الأمامية.

وتابع المتحدث ذاته أن زاده "عمل في كل مجالات دعم النشاطات النووية للبلاد"، خصوصا المتعلقة منها بـ"تخصيب" اليورانيوم، واصفا إياه بـ"المدير القدير والعالم المرموق".

وواصل دواني أن "دور فخري زاده يرتقي في مجال العلوم إلى مرتبة الشهيد سليماني"، في إشارة الى اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري وأحد أبرز الضباط الإيرانيين، الذي كان قد اغتيل، في يناير الماضي في بغداد، بضربة جوية أمريكية.

وصرّحت أرملة فخري زاده للتلفزيون الرسمي، بعد ساعات من اغتياله، إن "عمله كان مهمّا بالنسبة إليه"، واصفة إياه بـ"الزوج اللطيف والمتعاطف". وتابعت "كان يحب بلده.. أطالب المسؤولين متابعة السير على الطريق التي رسمها لئلا يذهب دمه هدرا".

وقد كانت زوجة، بحسب نجله حامد، برفقته في السيارة التي تعرضت للهجوم الذي استهدفه وأنهى حياته.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح