المزيد من الأخبار






مجرد رأي على هامش ندوة أيت سعيد والنخب المحلية


مجرد رأي على هامش ندوة أيت سعيد والنخب المحلية
محمد الإدريسي

تزخر قبيلة أيت سعيد بأطر وطاقات كثيرة تشتغل في العديد من المجالات السياسية، الثقافية والرياضية. لكن تبقى هذه المؤهلات البشرية مشتتة ومتناثرة هنا وهناك، فبعضها يقيم في مدن متفرقة داخل الوطن وبعضها الآخر في بلدان مختلفة داخل المهجر، ولا يوجد رابط بينها كي تشكل نخبة فاعلة ومؤثرة في القرار المحلي ومساهمة في التنمية المحلية.

وإذا أخذنا بالتعاريف النظريق للنخبة، من أنها تلك الفئة المتميزة في المجتمع والمتحكمة في مواقع اتخاذ القرار الهامة سواء كانت سياسية أو اقتصادية، قد يجعلنا ذلك نعتبر أيت سعيد قبيلة بدون نخب محلية. ويمكن تأكيد ذلك باستمرار المنطقة العيش تحت العزلة والتهميش اللذان ينعكسان بشكل كارثي على حياة ساكنتها.

أمام ذلك يبقى السؤال الذي يتبادر إلى ذهننا، لماذا لا تمتلك هذه البلدة نخبة محلية قادرة على التأثير في القرار المحلي؟ ذلك ما سنحاول تحليله في هذه الورقة التي سنبرز فيها أبرز العوامل التي تحول دون بروز نخبة محلية بقبيلة أيت سعيد قادرة على التأثير في القرار المحلي ومساهمة في التنمية المحلية.

بالنسبة للعامل الأول، فهو يتمثل في الهجرة المكثفة لأبناء أيت سعيد نحو وجهات مختلفة داخل وخارج الوطن، الشيء الذي ساهم في تشتيت الأطر البشرية التي أنجبتها المنطقة، ذلك بسبب قساوة المناخ الذي اضطرهم للهجرة بحثا عن عيش أرحم، بعيدا عن الجوع والقحط وانعدام البنيات التحتية الأساسية كالكهرباء والماء الصالح للشرب.

أما بخصوص العامل الثاني، فهو مرتبط بالسلطة المحلية المتحكمة في بينة القبيلة وذهنيتها. التي تمكنت من تحقيق أهدافها المتجسدة في إخضاع قبيلة أيت سعيد لإرادتها وتوجهها المعتاد، من خلال التحكم في أعيان المنطقة، الذين دفعتهم إلى الانخراط في المجالس المحلية على حساب الطبقة المثقفة، ذلك بعد قيامها بالتقطيع الانتخابي الأنسب لضمان نجاحهم. لا يقتصر فعل التحكم في أعيان المنطقة على السلطة المحلية فحسب، بل إن فئة تضم وجهاء ينتمون إلى القبائل المجاورة (من مثل أعيان الدريوش وبن طيب) تقوم هي أيضا بالتحكم كما تشاء في أعيان أيت سعيد.

خلاصة القول، أيت سعيد يمكن أن تمتلك نخبة محلية قادرة على التأثير في القرار المحلي، رغم كل ما سبق ذكره، إذا تم التفكير من جديد في إعادة إحياء مشروع المؤسسة التي تم إحداثها من قبل بعض أبناء المنطقة قبل ثلاث سنوات، وفق تصور جديد، ذلك لأن هذه الوسيلة هي الوحيدة القادرة على خلق تواصل بين طاقات وفعاليات المنطقة، أما دونها فأعتقد أن أيت سعيد ستستمر على حالها زمنا طويلا.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح