المزيد من الأخبار






مادة لزجة تنتشر بعرض سواحل الناظور تشل قطاع صيد الأسماك السطحية


مادة لزجة تنتشر بعرض سواحل الناظور تشل قطاع صيد الأسماك السطحية
خالد الزيتوني

طفت على السطح مجددا بمصايد الأسماك السطحية بالناظور، مادة لزجة تنتشر بشكل مكثف في المياه، حيث تقوم المراكب بصيدها بدل الأسماك، وتعمل هذه المادة على غلق فتحات الشباك، مما يعقد من عمل " الباربلوك أو البولي " في سحبها نحو المراكب، حيث أنها لا تسمح بنفاذ المياه، مما يزيد من ثقل الشباك ما قد يؤدي في حالة ارتفاع الأمواج لانقلاب المركب وغرقه بسهولة.

وفي اتصال أجراه الموقع مع أحد المجهزين بقطاع صيد الأسماك السطحية بميناء الناظور، أكد أن هذه المادة بدأت تغزوا مياه سواحل الناظور والمصايد التقليدية لمراكب صيد الأسماك السطحية، منذ أكثر من شهر، حيث توقفت كل المراكب بالقطاع باستثناء ثلاثة منها اختارت أن تجرب حظها هذه الليلة قبل أن تتوقف بدورها، موضحا أن الشباك لا تتحمل الثقل التي تسببه هذه المادة المرضية ( حسب قوله )، وقال أنه " في الوقت الذي كان المهنيون ينتظرون فيه تجاوز محنة " النيكرو" وما يسببه من أضرار، تفاجأوا من جديد بهذه المادة الخطيرة تغزو شباكهم وتمنعهم من سحبها من البحر، بعد أن تغلق فتحاتها" وأضاف أن على وزارة " أخنوش " أن تتحرك بسرعة لإيجاد حل لهذه الأمراض التي تهدد الثروات البحرية السطحية، وتضع مستقبل قطاع صيد السردين على حافة الافلاس ".

وقال ربان مركب لصيد الأسماك السطحية بالناظور أنه يعاني مع مادة لزجة شكلت ظاهرة بيئية غريبة، تعرقل عملية الصيد، وتؤدي لتمزق الشبكة، نظرا لثقلها، لدرجة لا يستطيع معها ( الباربلوك أو البولي )، من سحب الشبكة من الماء بسبب ثقلها وانزلاقها.

وكان المعهد الوطني للبحث في الثروات البحرية بالناظور، قد دخل سابقا على خط البحث العلمي، عن أسباب انتشار هذه المادة بالمياه المتواجدة شرق الناظور، واسمها العلمي، وتأثيرها على الثروات البحرية السطحية ومستقبل العاملين بقطاع الصيد البحري، وعلى ماذا تتغذى؟، وكذا خطورتها وفرضية تسممها وأية تأثيرات جانبية، ومدى علاقتها بالتغيرات المناخية، وارتفاع درجة حرارة مياه البحر، وحسب مصدر فإن عناصر المعهد، كانت قد رصدت عن قرب هذه الظاهرة البحرية، كما أخذت عينات من هذه المادة لدراستها ومعرفة خلفيات انتشارها، وبحث الحلول الكفيلة للحد من تأثيراتها على باقي مكونات الوسط الإحيائي البحري، من جهة، ومستقبل الصيد البحري من جهة أخرى.
ويظهر مقطع فيديو، بحارة مركب لصيد الأسماك السطحية بالناظور، وهم يجدون صعوبة كبيرة في استخراج الشبكة من البحر، بعد أن امتلأت بمادة لزجة، التي وصفها أحد البحارة وشبهها ب" بالسرطان "، مما يعمق من معاناة البحارة ويعقد عملية الصيد ويجعلها مستحيلة.

وفي تصريح لأحد البحارة قال أن الشباك تعطي الإنطباع على أنها ممتلئة بالأسماك، بينما هي مادة لزجة، تصعب على جهاز ( البولي ) القيام بعملية سحب الشبكة من الماء، ما يتسبب في تمزقها، متسببة في مصاريف اضافية، تثقل كاهل المجهزين، كما أن الحصيلة من رحلات الصيد تتمثل في صناديق معدودة، حيث تعيقها هذه المادة، وتتسبب في تمزق الشباك، وأصبح الربابنة يتفادون العمل خشية من عواقب ذلك على معدات الصيد وآليات المركب.

من جهة أخرى أكد مصدر من القطاع نفسه أن هذه المادة الذي ظهرت من جديد في عرض سواحل الناظور، تختلف عن تلك التي كانت تظهر في السابق في المياه، موضحا أن لونها أخضر، كما أنها وأثناء سحبها ب"البولي" تفرز مادة لزجة تشبه الزيت، وتخلق صعوبات كبيرة للبحارة في تنقية الشباك والتخلص منها.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح