المزيد من الأخبار






لمحة على أحداث شارلي إيبدوا


لمحة على أحداث شارلي إيبدوا
بقلم : محمد أبركان

بعد أن كـان الدين - الموروث المقدس – لا يخضـع لدينامية العقـل , أي يبقى ثابتا لا تزحزهُ الإسقاطات أو الادعاءات أو الاراء الدخيلة !!تحت عدد من المسميات

تتدخل جدلية النبش عن الحقيقة من بابها الأوحد من أجل إبظهار الحق وإعلاءه ، وأحيانا يكون باب الجدلية المذكورة مدخلا يراه بعض الحاقدين على فئة معينة فرصة للتشويش والأستفزاز , وعندنا نحن المسلمين يقول عز من قائل في كتابه العزيز " وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " بمعنى أن حرب الاعتقادات قائمة على المستوى الديني الاعتقادي في كل ديانة.

تطرقت الحركة السفسطائية مع بروتوغراس حين قام بإسقاط بنية الفكر الديني والاعتقاد المثيولوجي وكل ما يمثل الحدس العشري وما الى ذلك ... وكـل هذا لا يعدوا كونه من بوابة التمـلق لا أكثر ولا أقـل في نظـر سقراط والذي يعتبر من مؤسسي الفلسفة الغربية.

وفي نفس السياق تطورت الـأحداث حتـى أضحى المساس بالدين شيئا روتينياً , منهم من هدد بحرق القرآن وقد أقدموا على ذلك ومن بينهم" الفتاة التونسية التي أحرقت القرآن في فرنسا كما أقدمت على تعرية جسدها معبرة عن غضبها " تحت مسمى الحرية أهكـذا تكون الحرية ؟.

وفريق منهم من قـام بتصـوير رسولنا الكريم بطريقة ساخرة أي كاريكاتورية هذا الذي كان أيضا بقناع حرية التعبيـر مما أدى الى ضجة إعلامية , لأن من تم المساس بهم يعتبرون دينهم أقدس المقدسات، بالرغم مما ظهر مؤخرا من ملاحظات تكيل للمخابرات الفرنسية بنفس المكيال الذي كالت به للمسلمين.

كي تفرض طائفة ما رأيها لغرض سامي جدي من خلاله يتم دحض الادعاء وتمجيد الحقيقة التي هي من نفسها هـم العـالم بأسره وأما الخطابات التي تؤدي الى الشبهة أو الجلبة القومية بمعنـى تروم الى إضرام نار الحرب ، والعودة إلى الأزمنة الغابرة عن طريق الخروج من سكة معقولة.

لكن السؤال المطــروح هنا هـو , ما الغايةمن المحاكاة الكاريكاتورية للجوانب المقدسة التي - لا تقبـل المساس بهـا - الغاية بدون غرض معرفي يعـزو للمعرفة بحد ذاتها , الغاية هي الاستهزاء العلني وهذا ما أثار حفيظة معتنقي ديانة يفوق عددهم المليار ونصف المليار.

جلي بأن أي قومي يملك نزعة دينية إنتماءً لطائفته وإن لم يكن يملك حس النزعة للدين فهو ملحد أصيل لا يؤمن الا بالمدركات في الوجودفمن غير المعقول أن نقف على هامش ديانة بأكملها يعتنقها الملايين لنقول شيئاً غبيا أو غيبياً لا يرمي الى المعقول , بل يعتبر اعتداءً من نوع سطحي وأي تعبير بقصد المساس فهو ليسمن الحرية في شيء , للحرية حدود مسطرة من خلالها يقوم النظام والاحترام وما الى ذلك وان تجاوزت الحرية حدودها فذاك تطرف ببغية البلبلة وإثارة الفتنة .

فنموذج ما يحدث اليوم في الساحة الاعلانية والإعلامية من الغضب الذي أصاب جمهور المسلمين ليس نتيجة لغباء معتمد , قام صاحبه بثمتيله باسم الفن الكاريكاتوري ،فمـع العلاقة التي تربط المعقول بــ اللامعقول وجدنا أنه تم اخت​​لاط الحابل بالنابل والجد بالهزل لصبح العالم بلا نظام محدد.

وكانت هذه السطور مجرد لمحة من زاوية معينة ، وما يخفيه التاريخ من حقائق ستظهر وتكشف الأقنعة التي يحتمي بها متطرفون بمسميات الحرية، ولا شك ستعري الحقيقة ولن يجد المتطرفون ورقة التوت ليسترو بها عوراتهم.

للتواصل: theaberkan@gmail.com


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح