المزيد من الأخبار






كبدانة.. الجوهرة الزرقاء


كبدانة.. الجوهرة الزرقاء
بوكراع ميمون / ألمانيا

بمجرد أن تعود إلى مشارف كبدانة، من رحلة قادتك الى مناطق وسط او جنوب المغرب، كفاس ونواحيها ، الرباط ، الدار البيضاء، مراكش، اكادير...حتى تستنتج وبكل سهولة، ان المدن ومجالها الحضاري والفلاحي التي زرتها قد حضيت بعناية استثنائية فائقة، فهي تبدوا في احيائها ومرافقها ومجالها الحضاري والفلاحي ، أكثر أناقة ونظاما ونظافة وأنها تتمتع بكل مايحتاجه المجتمع من فضاءات، كالملاعب والمصحات والمدارس والمسابح والمكتبات والمسرح وشبكات طرقية حقيقية تصرف عليها الملايير. ناهيك عن إنجاز مشاريع قطارات سريعة جدا لاتتوفر عليها إلا دولا كاليابان، وألمانيا، وفرنسا ...!!

وهنا يطرح السؤال عن القواعد او المعايير المعتمدة من طرف المسؤوليين في تنمية مناطق المغرب .

أوليست منطقة كبدانة مثلا واحدة من المناطق التي تشكل الجهة الشرقية للريف الكبير، الذي كان حصنا منيعا ضد الأستعمار الغاشم !!.هذه المنطقة بجماعاتها ومداشرها ودواويرها التي لاتعد ولاتحصى ، التي تشكل الامتداد والنفوذ الترابي والأداري لاقليم الناظور .ألا يحق لها ان تنال حضها من التنمية مثلها مثل باقي مناطق المغرب ؟

إن منطقة كبدانة هي الحلقة الأضعف على مستوى بنيات ومشاريع التنمية الاقتصادية والأجتماعية والفلاحية ، خاصة ما إذا نظرنا الى تعدادها السكاني ونموها الدمغرافي المطرد . فرغم مؤهلاتها الطبيعية والبشرية ، والأمكانيات التي يزخر بها مجالها الترابي، لاسيم المؤهلات السياحية التي تتبوء موقعا استراتيجيا بامتياز، أذ توسد جبال كبدانة خاصة (جبال سبعة رجال) المطلة على البحر الأبيض المتوسط بشموخها العالي، وتضع او تمدد ( اي كبدانة) رجليها في المياه الدافئة لشاطئ قرية اركمان الجوهرة الزرقاء المعروف وطنيا برماله الذهبية التي لامثيل لها في المنطقة . كل هذه المؤهلات إلا ان الميزان المختل للمسؤولين في تنمية الامتداد الشمالي للمغرب جعل منطقة كبدانة ضحية هذا الأختلال الذي ظهرت آثاره التعسفية مع مرور الأيام، مما جعل جل شباب المنطقة يغادرونها الى اوروبا بحثا عن سبل افظل للرزق.

أن الحرقة واللهيب... الذي يأكل ذواتنا كلما جال في خاطرنا... المستقبل المظلم الذي ينتظر اطفالنا وشبابنا ، والحيف والضيم الذي طال رجال وكهول وشيوخ كبدانة . هذه الحرقة وهذا العسف ، يجعلنا نهيب بكل مكونات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية ومسؤولينا في الجماعات القروية او البلدية ، التي تقع منطقة كبدانة في مجال اختصاصها الأداري ، ان تفكر جديا في انجاز مشاريع هيكلية تساهم في خلق قاعدة اقتصادية سياحية تؤهل هذه المنطقة لآستيعاب شبابها وحفض كرامتهم من خلال مناصب شغل قارة !! ولتكون في مستوى الأقلاع الأقتصادي الذي تشهده مارتشيكا. ولا يمكن ان نتحدث عن اي تأهيل إلا إذا تعززت البنيات التحتية لفك العزلة عن العالم القروي، الذي يشكل القاعدة الأساسية لمجال كبدانة . فالمسالك الطرقية التي تشهد حالة مزرية بجميع المقاييس ، تعد الشريان الحيوي لربط الجهات كالبحر بالجبل وربط الجماعات والمداشر والدواوير بعضها ببعض . ولتحقيق ذلك لابد من شبكة طرقية حقيقية تعمل على نقل الناس والبضائع والمصالح وربط السياحة البحرية بالسياحة الجبلية (هذا الثنائي السياحي الذي يعطي فرصة كبيرة للأنسان لكي يشاهد السماء المنقوشة بالنجوم ويستمتع بمشاهدة المنظر الرائع لشروق الشمس ، وليقظة الحياة بعد انتهاء فصل الشتاء حيث تنتشر او تمتد الحقول الخضراء والنباتات والحيوانات ، وبالتالي يعيش الأنسان متصلا بالطبيعة وعناصرها المتنوعة التي توحي بثقافة جمالية لامتناهية ليست معروفة لأنسان المدينة) .ثم العمل على تطوير بنيات القطاع الفلاحي بالنظر الى الكثافة السكانية التي تمتاز بها منطقة كبدانة رغم نزيف الهجرة الى الخارج ، هذا النزيف الذي سوف يتوقف إذا ما شهدت المنطقة إقلاعا إقتصاديا وسياحيا حقيقيا.

وفي انتظار تعديل كفة الميزان ورفع اختلالات المسؤولين في التعاطي مع مناطق المغرب ككتلة واحدة، فستظل كبدانة تعاني من العوائق البنيوية التي تعرفها ، ما لم يوضع مخطط شامل للنهوض بها. وفي انتظار الأستجابة الى هذه التطلعات التي تستمد مشروعيتها من المشروع الملكي الرامي الى فك العزلة عن العالم القروي، وكذا مشروع التنمية البشري الرائد تبقى كبدانة شامخة بجبالها وجمال موقعها ...ابية برجالها ونسائها وشبابها... وسخية معطاءة بطبيعتها وفلاحتها وشواطئها. من زآرها واستكشف اغوارها ووقف على شموخ علوها ونظارة بحرها وطبيعة تضاريسها، لايمكن إلا أن ينحني تقديرا وإجلالا لعظمة خالقها... فتبارك الله احسن الخالقين .























تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح