المزيد من الأخبار






قاموس ياباني ـ أمازيغي.. إنقاذ وإحياء ما يهدده التلف والنسيان


قاموس ياباني ـ أمازيغي.. إنقاذ وإحياء ما يهدده التلف والنسيان
ما يبقى في ملك الإنسان عندما يفقد كل شيء بالنسيان

محمد بوتخريط . هولندا

امتلكني شعور غريب ، أحسست وأنا أتصفح هذا الخبر( رغم قدمه) بمشاعر غريبة لم أعهدها من قبل ، لم أفلح في فهمها إلاّ في وقت لاحق من المساء.

"باحث واستاذ جامعي ياباني بجامعة طوكيو متخصص في علم اللسانيات المقارن ، اصدر قاموسا شاملا.. أتى نتيجة بحث دام سنوات من العمل..وبتمويل من جامعة طوكيو اليابانية ، لإغناء المكتبة اليابانية بهذا القاموس وكمرجع للمختصين ... موجه أساسا لعلماء اللسانيات اليابانيين والباحثين..هذا الباحث يٌدعى - تادايوشي نيشي هيا ـ والقاموس هو قاموس ياباني ـ امازيغي وتم طبعه في اليابان وهو متوفر حاليا في المكتبات الخاصة و موجه أساسا لعلماء اللسانيات اليابانيين والباحثين المهتمين باللغات و الثقافات العالمية اليابانيين.وقد إستعمل الباحث الابجدية الامازيغية تيفيناغ مع اللاتينية معا في كتابة الكلمات الامازيغية المقابلة للكلمات اليابانية ."

هو إذن ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺃﻣﺎﺯﻳﻐﻲ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ ....

نعم أصدقائي..هو ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺃﻣﺎﺯﻳﻐﻲ - ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ .

تذكرت وأنا أتصفح الخبر ، حالنا..تساءلت ما الذي قدمناه..."نحن" !

تمنيت أن أعيش عزائي وأنسى الماضي .. فوجدت عزائي فيما جاء به من سبقوني ..

تذكرت الراحل الأستاذ محمد شفيق ..تذكرت دوره في إنبثاق وتطور الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب بفضل فكره وإسهاماته الثقافية واللغوية الأكاديمية…تذكرت الراحل مولود معمري ودوره الكبير في تحريك عجلة الحركة الثقافية الأمازيغية بالجزائر بفضل إسهاماته الفكرية والثقافية العلمية ونضاله من أجل تصالح الجزائر وعموم بلدان شمال إفريقيا مع ذاتها الأمازيغية ،وتذكرت آخرين من الرجال المتبصرين الذين لم يقبلو أن تتعرض شخصيتهم وهويتهم للتدهور المهين. تذكرت الرجال القلائل الذين سخروا ذكاءهم ووظفو خبرتهم من أجل إنقاذ وإحياء ما يهدده النسيان والتلف ، آمنين كون الثقافة هي، "ما يبقى في ملك الإنسان عندما يفقد كل شيء بالنسيان". على حد قول أحد الكتاب الفرنسيين..

تذكرت كل هؤلاء.. ولكني تذكرت ايضا انه وقبل أشهر عدة ، منذ سنوات عدة، قريبة وبعيدة،رحل هؤلاء ..رحل العظماء، اللذين كانو يحترمون الامازيغية، ومجدها وصناعتها ، ولم تتورط كتابتهم في ما لا يليق بالامازيغية أبدا ، رحل آخرون وآخرون، وعشرات ممن اشتغلوا بالكتابة الجيدة، والحقائق المتقنة ، نقلوا المعارف المتنوعة، أو المتع العظيمة لشرائح وقطاعات كبيرة من الناس، ليس فقط في تلك الأزمنة ، بل اننا لا زلنا نتمتع ونستمتع بها لحد الآن ، كانو دائما أصحاب فكر، وأصحاب نهج ، وأصحاب رؤية . لم يساندو يوما من أخطئوا، ولم يبتعدوا يوما عمن أصابوا....

تذكرت كل هؤلاء وأنا اشاهد ما آل إليه الحال فى عهد "المثقفون" الجدد الذين جاءوا بعد هؤلاء..

اليوم وللأسف اختلطت كافة الأوراق ، اختلط الحابل بالنابل...

لم تعد الأقلام حُرة نزيهة تُقارع الظلم بمدادها الناعم السيَّال الذي يخترق صلابة الفساد..

لم تعد الرؤية واضحة حتى تمكننا أن نستبين شيئا مما يلوح في الأفق..

تذكرت بألم حالنا نحن ، تذكرت وتألمت وتأسفت ..تذكرت أصوات بعض الكتاب ، وبعض الشعراء ، تذكرت أصوات المغنيين .. تذكرت أصواتنا نحن التي باتت (و ..فقط ) تتهم وتتهكم وتهدد بعضها البعض ليل نهار ،

تذكرت حالنا نحن الذين نعاني من حواجز متوهمة يسعى البعض منا لإقامتها بيننا دون ان نفقد الأمل في تجاوز كل أسباب هذه الحواجز المصطنعة ..

تذكرت صرخة صديق ذات مساء بارد ، إثر نقاش ساخن :"هل يا اصدقائي برفع الاعلام فقط...نعيد لهويتنا وثقافتنا مكانتها و...كرامتها."

نحن "اقوياء ..عظماء..شرفاء..مناظلون.." فقط على الــ:"فيس بوك".!!

نناضل..نصرخ..نرسم خرائط..وخطط .. بل ونعربد كثيرا لكن فقط عندما نعتقد أننا في مأمن مؤقت من أي مواجهة أخرى حقيقية.

علينا ألا نبالغ في التهليل لقدرتنا على كل شيء , فنحن كاذبون , و منافقون ..

فقد....

ماتـوا من رفعوا اصوتهم ..ماتـوا ..

ماتـوا من رفعوا أقلامهم.. ماتـوا..

ماتـوا العاشـقين من رفـعـوا اصـواتهـم وهـم هـاتـفيـن..ماتـو..ا

ماتوا الذين وقفوا عاليا و رفعوا أصواتهم، و عانوا ...ماتـوا...

ماتوا من سَيِّجَوا باحلامنا أسوار طفولتنا وبددوا سواد ليالينا..ماتو..ا

وأما..نحن..وفقط في ليالي مُسْكِرة اقمارها ، نتذكر من...ماتوا.

فمتى نحن كذلك نموت لنرقص كما لم نرقص من قبل فرحاٌ بموتنا ؟

كنت – وكان غيري كثيرين – أظن أن الايام وما حملته لنا وتحمله من أحداث قد تغيّر شيئاً من فكرنا وتوجهاتنا ..أوتبدل شيئاً في وعينا أوعلى الأقل تعيد ترتيب بعض اهتماماتنا أو حتى أولوياتنا ..

كنت أظن – وكان غيري كثيرين – أن أصابع الندم قد أشبعناها عضّاً على سنوات مضت أضعنا فيها الكثير من الفرص لبناء أنفسنا . ولكن يبدوا وأن الأصابع لا زالت لم ترتح من عضّنا .. وستظل كذلك إلى أن ينفض الجميع غبار الاتهامات والصراعات التي تُرصد هنا وهناك .. ويعمل الكل سوياً على توحيد الصفوف ، والتلاقي والتنسيق والحوار الايجابي لبلورة الرؤى وصياغة نظرة تكاملية تجاه الاحداث والتعامل بحذر مع الواقع المعاش وكل تطوراته..
وإلا..بقي الحال كما الحال والى اجل غير مسمى...

وإن فكرنا يوما قراءة تاريخنا فالنبحث عنه إذن عند غيرنا، هناك عند من ماتوا...او هنالك في نِيهُونْ٢ ، عند مصدر الشمس أو مَشرقها ..

٢- نِيهُونْ = اليابان باليابانية: ومعناها : مصدر الشمس أو مَشرق الشمس، : نِي أي الشمس، هُونْ أي المنبع أو الأصل.

١- عنوان المقال مقتبس من قول أحد الكتاب الفرنسيين..




تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح