المزيد من الأخبار






عید بأیة حال عدت یا عید


عید بأیة حال عدت یا عید
عید بأیة حال عدت یا عید
بقلم عبد الله اشرقي
عید بایة حال عدت یا عید. في مثل ھذه الایام من سنة 1975 من القرن الماضي. استلھم المغاربة فكرة المسیرة
الخضراء. مسیرة مشیا على الاقدام الى الصحراء. وحیث انني عشت ھذا الحدث صبیا، طفلا، شابا، كھلا، تلمیذا، طالبا
ومعلما، فأود ان اساھم بتواضع في كتابة بعض الكلمات والسطور للتعریف بھذا الحدث التاریخي العظیم. وكما قال
الخلیفة الراشد أبو بكر الصدیق رضي الله عنھ — ’إذا وعظت فأوجز ، فإن كثرة الكلام ینسي بعضھ بعضاً- ان المقال لا
یسع ان اعرض ھذا الحدث في مساره التاریخي، ولكنني اود ان ابدأ بشيء اساسي. ان ما تعجز عن تحقیقھ البندقیة،
السیف والرمح یمكن ان تحققھ الكلمة، القلم والمداد. واللون الاخضر ینتصر غالبا على اللون الاحمر وان السلم خیر من
الحرب.
ان المسیررة الخضراء حدث استلھمھ المغاربة لتحریر احد ربوع وطنھم. انھ حدث میز حقبة سیاسیة في المغرب تمیزت
بالتدافع، الحراك والنضال. فالكل كان یناضل، وان اختلفت المرجعیات وتعددت الاسباب، فان الھدف كان حسب اعتقادي
الشخصي ھو تحریر الوطن وتحریر الانسان. ان الھدف كان ھو التقسیم العادل لثروات البلاد. ان الھدف من المسیرة
الخضراء ھو استعادة الامجاد وكتابة التاریخ المغربي الحدیث كما كتبھ طارق بن زیاد ویوسف بن تاشفین الا وھو نشر
التعالیم الدینیة السمحة ومقاومة الظلم والاستبداد ونشر السلم والعدل.
ان العاھل المغربي الراحل الحسن الثاني، رحمھ الله، قاد المسیرة الخضراء من واقع ان المغرب كان في حاجة الى كل
ابنائھ، صغارا وكبار، رجالا ونساء، معلمین ومتعلمین. وھذا ھو الدرس الذي ارید ان استنتجھ من المسیرة. ان المغرب
وبفضل موقعھ الجغرافي المتمیز وثرواتھ الطبیعیة، الاقتصادیة والبشریة، لعب دورا مھما في التاریخ. وانھ من الاكید انھ
یستطیع الحفاظ على ھذا الدور الاساسي في الوقت الحاضر ان توفرت مجموعة من الشروط الذاتیة والموضوعیة.
فبعجالة، اود ان اسرد بعض النقط:
- ان الوطن في حاجة الى كل ابنائھ وبناتھ. كل حسب موقعھ وحسب طاقتھ. فالوطن وعاء لكل المغاربة.
- لا فضل لمواطن على موطن ولمواطنة عن مواطنة الا بالتضحیة.
- ان خیرات الوطن من بحر، جبال، رمل، تراب، معدن وماء ملك للوطن ولكل المواطنین.
- لكل مواطن مغربي الحق في نصیبیھ من خیرات الوطن. فان عجل مواطن بطلبھ وحیازة نصیبھ من ھذه
الخیرات ووجب على المؤتمن تسلیم الطالب نصیبھ من ھذه الخیرات. وان أجل المواطن المطالبة بحقھ ووجب
على المؤتمن توفیر نصیب المواطن في بنك الوطن لیستفید بھ عند الحاجة وفي وقت الرخاء والشدة.
انني ارى من وجھتي وقناعتي الشخصیة ان ما یحدث الآن في وطننا العزیز ھو تعبیر عن شیمات الانسان المغربي الحر
الذي لا یخاف في الله لومة لائم. فھناك من یجھر بالنضال وھناك من یسر بھ. ھناك من یجھر بھ اناء النھار وھناك من
یخفیھ اناء اللیل. ان معاقبة اللصوص یجب ان تكون من جنس عملھم. اولا ارجاع ما سلب كل سارق من مسروقات الى
ذویھا. "فمن یسرق بیضة یمكن ان یسرق ثورا" كما یقول المثل. ومن اجل النھوض بالوطن ومواطنیھ فان ھناك امور
یتعین على المتعلم والأمي ان یعرفھا، الا وھي:
- یجب ان یكون التعلیم اجباریا الى حدود سن الرشد. ویجب خلق جھاز وطني ومحلي كما ھو الحال في المملكة
الھولندیة، یسھر على تنفیذ قانون اجباریة التعلیم.
- یجب على كل مواطن لم یبلغ سن الرشد ان یكون مكانھ اما في المدرسة او الكتاب.
- یجب ان تكون السجون المغربیة مدرسة وبیتا للحكمة. ففي السجن یربى الجاني ولا یقمع. ففي السجن یمنح
الجاني فرصة العمر لتصحیح اخطائھ بنفسھ ولا ان یكون السجن وكرا للعصاة والمجرمین. واود ان اسرد ھنا
قول الله سبحانھ وتعالى في سورة یوسف: " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا یَدْعُونَنِي إِلَیْھِ ۖ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي
كَیْدَھُنَّ أَصْبُ إِلَیْھِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاھِلِینَ."
ففي الختام ازف بأحر التحیات والرجاء الى الوطن العزیز والى كل ابناء وطني اینما تواجدوا، بمناسبة ھذا العید السعید
وھذه الذكرى العظیمة. وانني اناشد الوطن الصفح عن ابنائھ وانني اناشد المواطن ان یجعل الوطن احب الیھ من ابنائھ
ونفسھ بعد حب الله سبحانھ وتعالى وحب حبیبھ محمد صلى الله علیھ وسلم وحب والدیھ.
عاش الوطن، عاش العدل، عاشت الحریة. ولنا لقاء في مغرب ینعم بالسلم والسلام. فاھلا وسھلا بك یا عید وبأیة حال
عدت یا عید...... بشعار الله الوطن الملك.
مواطن مغربي من ارض الغربة
وانني اھدي ھذه القصیدة الشعریة الى الوطن والمواطن. فمزیدا من الاستمتاع بقراءة القصیدة.


عید بأیة حال عدت یا عید



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح