المزيد من الأخبار






عيد الأغنياء وبؤس الفقراء


عيد الأغنياء وبؤس الفقراء
بقلم : أمال الغرابي

لم يعد يفصلنا عن العيد سوى يوم واحد . في خضم السعادة التي تكتنف الجميع يبقى الأطفال الأكثر بهجة بهذه المناسبة فبها يشترون الملابس الجديدة ,يمرحون كل يوم مع أضحياتهم كل واحد منهم يباهي بأن أضحيتهم أكبر من باقي أضاحي أصدقائه. مستعملا عبارة "حولينا أكبر من حوليكم ".

في هاته المناسبة تعلو مراسم الاحتفال ببوجلود ,الكل ينتظر فقط حلول اليوم الموعود.

و لكن مهلا مهلا ماذا ان كسرنا حاجز الفرح هذا من أجل التبصر في صورة أخرى أيضا هي من أجواء ما قبل العيد
هذا المساء بينما أرمق المارة من النافذة كعادتي ,أبصرت عيني مجموعة أطفال مجتمعين حول فتاة تقربهم في السن ,لا علم لي بما وقع بالضبط لكنهم انصرفوا فجأة و بقيت الطفلة وحيدة جالسة وسط "مزبلة" تحمل محفظة على ظهرها و ملابسها الرثة تصغرها بقليل .أخذت تبحث وسط أكياس النفايات لعلها تجد شيئا نافعا تسد به جوع أهلها و تسعدهم به فهي أيضا باحثة عن السعادة وسط مخلفات لذة الاخرين .لم تجد أي شيء ,فانصرفت بخيبة أمل .

ليست سوى واحدة من بين آلاف الأطفال و الأسر التي تعاني من الفقر بالمجتمع المغربي .ففي الوقت الذي يتباهى به أفراد الطبقات المتوسطة و الغنية بما حملت لهم مناسبة العيد من ملابس جديدة و أضحيات مليحة ,أسر أخرى و أفراد الطبقات الكادحة تعاني في صمت .كيف لا ,وأثمنة الأضاحي و الملابس و المأكولات تتضاعف خلال هذه "الأيام المباركة " يستغلها التجار كي يحصلوا على أرباح أكبر ,غير مكترثين بعجز فقير ولا لهفة كادح و لا نظرة طفل بائسة لحقه في حياة لائقة.


( صور التقطت بعدستي)


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح