المزيد من الأخبار






عيد الأضحى من شعيرة دينية...الى عرف اجتماعي


ناظورسيتي: أسماء زعزوعي (صحافية متدربة)

تجد الأسر المغربية نفسها في هذه الفترة من السنة أمام تكاليف العطلة الصيفية والعيد بإضافة الى تحضيرات الدخول المدرسي الذي على الأبواب، ما يثقل كاهلها وخاصة مع ارتفاع وغلاء الأسعار التي تزيد الوضع سواء، ما يدفع البعض الى الإقتراض لتغطيات تكاليف متراكمة.

يعد عيد الأضحى من أهم الأعياد عند المسلمين، يكون بتاريخ العاشر من ذي الحجة ويأتي قبله بيوم وقفة عرفة، يقدم المسلمون من كل سنة أضحية تذبح أول أيام العيد.

في الأصل تقديم القربان سائد في مختلف المعتقدات بحيث يقوم الانسان بإهدائها عادة للقوى التي يعتقد أنها تتدخل في حياته وذلك خوفا أو حبا، أما في الإسلام فيرتبط الأمر بقصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل و التي ذكرت في سورة الصافات.

منذ زمن بعيد والمغاربة المسلمون يحيون كل سنة هذه الشعيرة الدينية حتى أصبحت من العادات المتأصلة في المجتمع فقد سمي "بالعيد الكبير" نظرا لقدسيته عند المغاربة. لم يعد مجرد مناسبة دينية بل أصبح هاجس اجتماعي ونفسي قد يدخل رب العائلة أو الأم الأرملة او المطلقة في دائرة الخوف من عدم التمكن من اقتناء أضحية العيد وتلبية رغبة الأطفال الملحة.

لكون العادات والتقاليد أخرجت هذه المناسبة الدينية عن قالبها وسياقيها الديني أصبح اقتناء الأضحية أمر الزاميا لكي لا تسقط الأسرة في إحراج أمام الجيران والأقارب بل وحتى يتوجب أن تكون الأضحية جيدة و ضخمة، فإذا مررت بأي حي شعبي في أي مدينة مغربية ستسمع حتما قول الأطفال "حولينا أكبر من حوليكم " ما يدل على قيمة الأضحية في العيد.

نسبة كبيرة من المغاربة ذوي الدخل المحدود أو الموظفين يضطرون الى استدانة مبلغ من المال من أشخاص أو وكلات متخصصة و البنوك التي تستغل فرصة العيد لتقديم عروض و تسهيلات مغرية للمغاربة الذين يواجهون صعوبة مصاريف العيد مع العطلة و الدخول المدرسي.

هذا ما فعله يوسف الذي يعمل كحارس ليلي ذو 37 سنة و أب لثلاثة أطفال أدلى ''لناضور سيتي'' أنه اضطر الى الاستدانة من أحد الأصدقاء لإتمام ثمن كبش العيد.

وقال أنه يرفض الاستدانة من البنوك لشراء الاضحية لعلمه أنها لا تجوز دينيا لكون هذه البنوك تعتمد الفائدة، فسألته إن كان يعرف أن الأضحية سنة وليست فرض؟ و الله سبحانه و تعالى قال '' لا تكلف نفسا الا وسعها ''، فأجاب '' المجتمع لا يرحم استغنيت عن راحتي و أعمل عملا إضافي لجانب عملي كحارس ليلي والدخرت المال من أجل كبش العيد حتى لا أترك أبنائي يبكون من سخرية أقرانهم من أبناء الجيران، أغلب مغاربة يقترضون المال في العيد لكي لا يسقطون في النظرة الدونية أو يشعرون بنقص أمام أخرين ''
تحول العيد من شعيرة وعبادة دينية ذات قيمة روحية الى عادة اجتماعية محضة عدم ممارستها نوع من العيب.
اذن كيف ستعالج هذه الإشكالية المطروحة في المجتمع؟


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح