المزيد من الأخبار






عندما تجرأ محند العنصر بالقول "لا" لتأسيس الحزب الأمازيغي.


عندما تجرأ محند العنصر بالقول "لا" لتأسيس الحزب الأمازيغي.
عمر افضن :

صرح أمين العام لحزب الحركة الشعبية محمد العنصر، في حوار أعدته القناة الأمازيغية يوم 3 يوليوز 2014 ، وفي برنامج يعده أحمد عصيد ، عن واقع الأمازيغية بالمغرب ، ونظرا لكون الموضوع الذي أثاره السيد العنصر حول موقفه الشخصي ، والحزبي من تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي يحتاج إلى توضيح بل الدفاع عن هذا المشروع مادام أن السيد العنصر يدعي أن حزبه هو الذي يمثل الأمازيغ والحقيقة تفند ذالك وسنوردها بالتفصيل ، فكما نعلم فحصيلة الحركة الشعبية من عمر الحكومات التي تعاقبت عليها بشان الأمازيغية هي الصفر ، وكل ما يقوم به هذا الحزب هو دور " الخادم" بعقلية «الإطفائي» على غرار كل الأحزاب التي تعطى لها رخصة الحزب ليؤدي الدور المنوط به .

ولهذا العنصر أمين العام للحزب الحركة الشعبية يقول لكم لا تحاسبوه سوى على مهمة «امازيغي ديال السربيس»، أما بناء المرجعية الامازيغية ، والعمل على تفادي التهميش والإقصاء المتكررة في العمل السياسي المغربي، فهذه مهمة أخرى. ويمكن أن تخلق القلاقل والفتن وو...

فلماذا تم إعداد هذا البرنامج في هذا التوقيت بالذات وتقديم السيد العنصر على أنه يمثل الأمازيغ ؟ ومتى قدمت الحركة الشعبية منذ تأسيسها شيئا للاما زيغ ؟ الشباب الامازيغي يعرف هذا جيدا ولا نحتاج لتذكيره هذا معناه أن أمين العام للحركة الشعبية يقول، لمن يهمه الأمر، إن أكبر إنجاز لهذا الحزب، هو تصديه لتأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي، ويلمح في موقفه أنه كان يهدد الإستقرار السياسي في المملكة. والحقيقة كان بالأحرى أن يقول انه كان يهدد مصالحه الشخصية ، فأي عمل سياسي لشخص فاق كل التوقعات للجلوس على كرسي حزب تقليدي دو صبغة عروبية ودينية "انظر بطاقة الانخراط" ، مادام أنه يركز على الأتباع وليس البرنامج فمنذ أن تربع هذا الحزب على هذه الحكومة وعلى كرسي السلطة عموما، تعثرت الامازيغية ، وأصبح الامازيغ يعانون من ويلات التهميش ، ولعل العبرة في وسط المغرب التي يمثلها حزب العنصر. والإنجاز الثاني لحزب العنصر وله شخصيا هو إعادة بيع أوهام التحكم في الأمازيغ إلى سلطة الدولة . أما ثالث إنجاز فهو الإبقاء على نهب ثروات الأمازيغ ، وتعزيز مكانة المفسدين ، سواء في تقليد مناصب المسؤولية في الفلاحة والمعادن ..، بل وزارة الداخلية، فعندما تقلد العنصر منصب الوزير تحركت العصا بشكل مشبوه وكانت موجهة أساسا إلى المناطق الأمازيغية.. أما رابع إنجاز فهو اعتماد منهجية التقرب إلى دواليب القصر عوض الصراع المؤسس على الاختلاف والبرامج ، وجعل الوثيقة الدستورية محط اشمئزاز تحت ذريعة مطلب تنزيل القانون التنظيمي لدسترة الأمازيغية ، عوض المطالبة بتأسيس وزارة خاصة بالأمازيغية . أما الإنجاز الخامس فهو التزام الصمت حول معاناة الأمازيغ بالمهجر ، حيث لم نسمع قط أن حزب العنصر كان يوما يخطط لرفاهية المهاجرين الأمازيغ ولا مناقشة أوضاعهم المزرية مثلا في اسبانيا وهولندا ولا يعير أي اهتمام للعملات الصعبة التي ينعشون بها اقتصاد الوطن... ، ناهيك عن ضعف الطرح الامازيغي في القضية الوطنية ، رغم أن ذالك سيخفف الضغط على المغرب في مجال حقوق الإنسان وفي ملف الصحراء. وقد كان لافتا تذكير السيد العنصر ، إذا كان أصلا يحتاج إلى تذكير، عن موقف حزبه من أحداث أكديم إزيك سنة 2010، وعن حركة ازواد التي استقبلها الملك محمد السادس بمراكش ، واستغلتها الجزائر بعد ذلك وعن معاناة امازيغ المزاب ، كناريا وليبيا .. ،لنقول إن حزب العنصر مني بالفشل في مثل هذه الملفات وأضعف الأمازيغ بالمغرب.

الرسالة الأهم من عموم الرسائل التي يريد إيصالها السيد العنصر وحزبه هو اعترافه الضمني على أنهما كان ضد تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي. وهنا يجب أن ننتبه إلى من هو المخاطَب الأول في عقل العنصر... إنها الإملاءات من أطياف المخزن ، مادام زمن استغلال الأمازيغ في الإنتخابات قد حان وهذه المرة له حساسية كبيرة في المجالات التي اشتغل فيها حزب العنصر مع حكومة بن كيران وعلى رأسها ترسيم الأمازيغية وانتزاع أراضي السكان ...، وحاول أن يوهم الأمازيغ ، و يؤيد فكرة التماطل بدعوى أنه كان براغماتيا ومرنا.

أما الشعب فقد لايهم حزب العنصر ، فما هي الإنجازات الصغيرة والرمزية التي قدمها حزب العنصر اليوم للامازيغ من طنجة إلى الكويرة ؟ غير الاجترار في الحديث عن حرف" تيفناغ"، الحرف الذي "لايسمن ولايغني من جوع" ، رغم أنه لم يقدم فيه شيئا ، فيكفي تذكيره بأنه تقلد منصب وزير الداخلية ووزير الإسكان اليوم دون أن تحضي قيادات ودوائر سعادته بأسماء بحرف "تيفناغ" ومازالت تحتفظ بأسماء العربية ، كما أن غالبية ساكنة البوادي الذي يدعي أنها يمثلها حزبه تعيش الويلات وحالات مزرية اقل ما يقال عنها أشبه بوضع "غزة" ، كما أن مشاركته في حكومة الإسلامويين وتقليد منصب الداخلية فيها، عززت من موقع حكومته في إطفاء مشروعية حزبه على انتزاع أراضي السكان وتمرير قوانين في العمق كانت ضد الامازيغ ، هكذا يريد السيد العنصر أن يكون حزبه فاعلا في هذا المشهد في البرلمان والحكومات المتعاقبة التي تقلد فيها حزبه المناصب.. السيد العنصر أولا يعترف أنه يقف حجرة عثرة ضد تأسيس الحزب الأمازيغي ويتمادى في تهميش مطالب الشعب. ثانيا من كلامه يريد تطمين دواليب القرار بتقديم أوراق اعتماد للمرحلة المقبلة لانضمام إلى الحكومة القادمة وهي خاصية الترقيع حيث لايمكن الإستغناء على هذا الحزب في حسابات أطياف المخزن، حيث دائما على حسن نيته واستعداده للتوافق أكثر وإزالة الألغام من الطريق. و ثالثا ، وهي أن حصيلته في الأمازيغية، وإن كانت سلبية إلى الآن، إلا أن السيد العنصر يعول على تفهم "أمازيغ السربيس" للتوجهات المحيطة به، واعتماده على أسلوبه المألوف في التواصل مع الأعيان وهنا لاقيمة لتنظيم حزبه.
في كل هذا، يبقى مشروع التحول الديمقراطي رهين بتأسيس أحزاب ديمقراطية ومنها الأمازيغية تلبي طموح الشعب و تعطي إضافات نوعية للمشهد السياسي ، وحينما يتم الإبقاء على اللغة الخشبية لأمثال السيد العنصر ولمنهجية حزبه آنذاك سيطالب المغاربة بالأحزاب الجهوية حيث لاينفع التجميع ولا حزب الحركة الشعبوية ، وهناك قصة أخرى ولكل مقام مقال .



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح