المزيد من الأخبار






عبد الكريم حلات يكتب.. المحطة الحرارية "بويافا" أخطر مشروع على الناظور


عبد الكريم حلات يكتب.. المحطة الحرارية "بويافا" أخطر مشروع على الناظور
بقلم: عبد الكريم حلات

- بحث موضوعه: المحطة الحرارية والأمور ذات العلاقة.

لحد الآن لا معلومات جديدة حول المحطة الكهربائية، في "BOYAFA"، الغموض يلف هذا الموضوع من جوانب كثيرة، حتى الجرائد والمواقع الإلكترونية، التي كانت تكتب عن المحطة ابتداء من 2015 إلى غاية الشهور الأولى من 2018، مثل: "leconomiste"، "lopinion.ma" ومواقع أخرى إخبارية، لم تعد تذكر أي جديد مرتبط بهذا الموضوع بما فيها موقع "Le matin" هذا الأخير الذي أورد بتاريخ 18 فبراير 2015 تأكيدا من مصدر مسئول في المكتب الوطني للكهرباء لم يكشف عن أن اسمه: أن المحطة ستصبح واقعا في الناظور بين سنتي 2018 و2021 باستثمار يقدر ب 23 مليار درهم.
ومرت سنة 2018 ولم يتم الشروع في بناء المحطة.
نفس الغموض طبع الإشارة للمحطة في الكثير من الدراسات المرتبطة بميناء "NADOR WEST MED " ك: الدراسة التي أعدها
مركز: .Se solution (Pty) Ltd سنة 2015 تحت عنوان:
(Projet Nador West Med Résumé Non Technique)
حيث تمت الإشارة إلى إمكانية إنشاء المحطة في صفحة 21:
(La construction possible d’une centrale thermique ). دون تفاصيل .
و كذلك الدراسة التي أُعدت لمجموعة البنك الإفريقي، أحد الممولين الرئيسيين للمشروع تحت عنوان:
PROJET DE CONSTRUCTION DU COMPLEXE PORTUAIR NADOR WEST MED
في الصفحة 3 وفي سياق الحديث عن أهمية الميناء المتوسطي، تمت الإشارة بوضوح إلى المحطة الحرارية المزمع إنشاؤها بالقرب من الميناء: (la future centrale thermique prévue dans la zone du projet)، دون ذكر تفاصيل أكثر. رغم ورودها في الفقرة بصيغة أقرب إلى التأكيد (المحطة الحرارية المستقبلية).
و نفس الإشارة، وكالعادة دون تفاصيل، وردت في الدراسة المُعدة للآثار المحتملة للميناء المتوسطي على محيطه: (Etude d’impact sur l’environnement du nouveau port NADOR WEST MED)
الصادرة في يوليوز 2014 في الصفحة 27 بصيغة :
(Assurer l’approvisionnement du Maroc en produits énergétiques notamment le charbon pour la future centrale thermique programmée dans la zone)

أما المصدر الآخر للخبر ويكتسي صبغة رسمية فهو: ضابطة التهيئة – البحث العلني ومداولات المجلس الجماعي. الصادرة في: 2017
Règlement D’aménagement)
– Enquête Publique Et Délibération Communale) 2017
و هو المصدر الوحيد الذي أشار لبعض التفاصيل المتعلقة بالمشروع سواء في نسخته لسنة 2017 أو في نسخته لسنة 2018 والتي تضمنت بعض التعديلات في مواضع أخرى، لكن في ما يخص المحطة الحرارية بقيت الأمور على حالها دون تغيير.
في الصفحة 31 من نسخة 2017 تضمنت جدولا لأهم الأنشطة الاقتصادية المزمع إنشاؤها في المنطقة وكذا المساحات المخصصة لها بالهكتار، وفي الخانة الأولى من جدول الأنشطة، نجد "ESP1" : المحطة الكهربائية، وكذا المساحة المخصصة لها والتي تقدر ب50 هكتار، وإذا تتبعنا موقع "ESP1" في تصميم التهيئة؛ الذي تم الإعلان عنه بالتزامن مع الإعلان على ضابطة التهيئة؛ نجده بالقرب من الموقع المسمى" Punta Negri " غير بعيد عن موقع السفينة الكبيرة . أما في الصفحة 26 من نفس الضابطة وتحت عنوان : (CENTRALE ELECTRIQUE)، نجد بعض التفاصيل المتعلقة بالقوانين التي تخضع لها مؤسسات من نفس النوع كظهير :
3 شوال 1332(25 Aout 1914) الحامل لضوابط المؤسسات الغير الصحية، والخطيرة، و الظهائر المكملة لسنوات (1923،1933،1937،1938،1940،1952) والتي تُلزم هذا النوع من المؤسسات باحترام القواعد والمتطلبات المتعلقة بحماية البيئة .
أما المصدر الرسمي الآخر للخبر، فهو: الموقع الرسمي على الانترنيت، لوزارة التجهيز و النقل والذي ورد فيه بشكل واضح: أن المحطة الحرارية ستُدشن في المنطقة، وغير بعيد عن الميناء المتوسطي وبنفس الصيغة التي ذكرت في دراسة سابقة مرتبطة بالميناء المتوسطي:
(Assurer l’approvisionnement du Maroc en produits énergétiques notamment le charbon pour la future centrale thermique programmée dans la zone)

وما يثير الانتباه في الصفحة التي ورد فيها خبر المحطة الحرارية في الموقع، هو الصيغ المستعملة لتأكيد الخبر : نجد صيغيتن أساسيتين "المحطة المستقبلية"، دون ذكر تفاصيل أكثر، و صيغة " المحطة المُبَرمَجَة " وهي الصيغة التي تفسر بشكل واضح أن تخصيص رمز ومساحة وموقع للمحطة الحرارية، في ضابطة التهيئة - البحث العلني ومداولات المجلس الجماعي. لم يكن أمرا عابرا ولكنه مُبرمج، وكذلك عبارة :
Date de mise à jour : février 2019
التي نجدها أسفل الصفحة المعنية في موقع وزارة التجهيز والنقل و تعني أن آخر تحديث للصفحة كان في فبراير 2019 وهو ما يحيل على أن مضمون الصفحة جديد ما يعطي مصداقية أكبر لخبر إنشاء المحطة الحرارية في جماعة " اعزانن"، وما يزيل الغموض الذي أحدثه ذكر مواعيد ثابتة لبداية المشروع من طرف بعض الجرائد والمواقع، ويفتح الباب على مصراعيه لاستنتاج مايلي :
- المحطة الحرارية قادمة للمنطقة بلا شك.
- لا مواعيد ثابتة للإنشاء .
- الأمر متروك لجملة عوامل ذات علاقة بإنشاء المحطة ك: استكمال بناء الشطر الأول من ميناء الناظور غرب المتوسط، واستكمال بناء مواقع تخزين ملايين الأطنان من الفحم الحجري سنويا، والتي تدخل ضمن نطاق أنشطة الميناء الرئيسية. خاصة إذا علمنا أن الطاقة الاستهلاكية لمحطة من هذا الحجم تقدر بحوالي 10 آلاف طن من الفحم الحجري يوميا، وهو ما يعني أن أشغال بناء المحطة لا يمكن أن تنطلق قبل استكمال بناء مخازن الفحم الحجري، الضرورية لتشغيل المحطة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة "BOYAFA" بحسب بعض المواقع 1.320 MW مقسمة على وحدتين للإنتاج بطاقة 660 MW للواحدة. أي ما يقارب الطاقة الإنتاجية للمحطة الحرارية لآسفي مع فارق بسيط، والبالغة 1386 MW من الكهرباء، وأكبر بحوالي 4 أضعاف من محطة جرادة التي تنتج حوالي MW 380 .

المخاطر المُحدقة بالبيئة وبالصحة العامة في جماعة إعزانن.

كما لا يخفى فإن : مشروع الناظور غرب المتوسط هو عبارة عن مدينة صناعية متعددة الأدوار، بمساحة تقدر ب آلاف الهكتارات من أراضي غالبيتها تقع في جماعة " إعزانن " وهذه المساحات مقسمة بين أراضي المناطق الحرة وأخرى صناعية، وأخرى تتبع مباشرة للميناء والذي بدوره سيشهد عدة أنشطة، منها التصدير والاستيراد ومنها تخزين المواد الطاقية وغيرها من الأنشطة الواعدة بنقل المنطقة نحو العالمية نظرا للموقع الاستراتيجي لمنطقة متمركزة على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ، ونظرا لضخامة البنية التحتية التي ستقام على الأرض.
وعلى الرغم من هذا الكم الكبير من المؤسسات التي ستدخل المنطقة للاستغلال والاستثمار، ورغم تعدد الأنشطة التجارية والصناعية التي ستشهدها المنطقة تبعا لذلك، إلا أن " المحطة الحرارية " إضافة إلى المصانع ذات الإنتاج الكيميائي إضافة إلى تخزين الفحم الحجري بملايين الأطنان، تظل أخطر المشاريع التي ستقام في " BOYAFA" في السنوات المقبلة، نظرا للعوامل التالية :

- انبعاثات " ثاني اكسيد الكبريت" السام للغاية للبشر ويسبب : سرطان الرئة، ومشاكل في الأوعية الدموية والقلب والجهاز التنفسي، كما يتسبب في الربو .
- سقوط أمطار حمضية نتيجة تكاثف ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى إتلاف النباتات وتشبع التربة بعناصر كيماوية كما حصل بدواري البورات وأيت بعمران القريبين من كيماويات المغرب حيث أصبحت أرضهم شبه قاحلة.
- انبعاثات النيتروجين والأمونيا والميثان والكبريت إلى الغلاف الجوي. والآثار الخطيرة على ا لمحيط والبيئة .
- رائحة تشبه رائحة البيض الفاسد تفرزها بعض المحطات الحرارية وتنتشر في الهواء لمسافات طويلة.
- إن إنشاء محطة حرارية في "اعزانن" غير بعيد عن الميناء المتوسطي، يعني بشكل مباشر، جانب الصحة العامة لكل سكان الناظور، نظرا لقرب موقع هذه المحطة من غابات "كوروكو" التي تُعتبر " الرِّئَة " الوحيدة التي يتنفس منها إقليم الناظور ككل، قبل أن تكون موقعا مصنفا عالميا ضمن اتفاقية "Ramsar " للمناطق الرطبة، وإنشاء محطة حرارية في مكان لا يبعد أكثر من عشرة كيلومترات تقريبا عن غابات "كوروكو" ستكون له آثار حتمية على الغابات هناك كما ستكون له آثار مباشرة على غابات جماعة "اعزانن" أو ما تبقى منها بعد اقتلاع مئات الهكتارات منها لصالح الميناء، وآثار أخرى مباشرة وغير مباشرة متوقعة نتيجة إنشاء ميناء الناظور غرب المتوسط بأنشطته المُختلفة، كما أقرت بذلك الدراسة المقامة لصالحه من طرف مجموعة " Novec " الهندسية :
Etude d’impact sur l’environnement du nouveau port NADOR WEST MED
Mission 01 :Etude d’Impact Environnemental

حيث أوردت في أكثر من صفحة إفادات واضحة على إمكانية تعرض المناطق المصنفة "Ramsar " للآثار السلبية للمشروع سواء أثناء فترة الإنشاء، أو أثناء فترة الاستغلال .

- أن انتاج أكثر من 1000 mw من الكهرباء سنويا يحتاج إلى حوالي 10 آلاف طن من الفحم الحجري يوميا، ما يعني إنتاج حوالي 500 ألف طن من النفايات السامة الملوثة الناتجة عن حرق الفحم الحجري، ما يعني أيضا إنتاج حوالي 400 ألف طن من الرماد المتطاير، إضافة إلى أطنان أخرى ناتجة عن تطاير الفحم من المخازن نتيجة الرياح والنقل والتخزين في الهواء الطلق وعوامل أخرى ...

وهي الأمور التي يمكن أن تسبب في تلويث الآبار والمياه الجوفية، وهو ما سينعكس سلبا على الأنشطة الفلاحية. وعلى صحة المواطنين .

خاتمة :
- هل ستتمكن الجماعة الترابية في المنطقة إضافة إلى المنتخبين إضافة إلى ممثلي الأحزاب السياسية إضافة إلى جمعيات المجتمع المدني إضافة إلى المواطنين في المنطقة، من إبعاد المحطة الحرارية و مخازن الفحم الحجري، و مكب نفايات الفحم السام المُحترق عن جماعة اعزانن،بعد ما ثبت بالدليل أن المحطة قادمة ؟
- هل ستتضافر جهود الناظوريين ككل، لإبعاد هذا المشروع عن الإقليم الغني بالتنوع البيئي وبالمناطق الرطبة وبالمؤهلات السياحية ذات الصيت العالمي ؟
- هل سيغض الفرقاء السياسيون في الناظور الطرف عن خلافاتهم المُزمنة ويجتمعوا على هدف إبعاد المحطة عن الإقليم؟
للأسف حتى هذه اللحظة قليل من يولي أهمية تُذكر لهذا الأمر رغم خطورته البالغة على السكان، وقطعا تحرك آخر لحظة لن يجدي نفعا، ومحطة آسفي خير نموذج .


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح