المزيد من الأخبار






عادات وأجواء عيد الفطر بين الأمس واليوم


عادات وأجواء عيد الفطر بين الأمس واليوم
ناظورسيتي: شيماء ف – محمد ع

عيد الفطر أو "العيد الصغير" كما يطلق عليه المغاربة، هو يوم مميز تسبه استعدادات وتحضيرات كثيرة طيلة الأسبوع الأخير من شهر رمضان، ومع الجيل الحالي أصبحت هذه العادات تضمحل شيئا فشيئا خلال كل سنة، وهو سؤال نقلته "ناظورسيتي" إلى الشارع الناظوري من أجل استسقاء آراء مواطنين عاشوا أجواء العيد خلال العقود الماضة ليبرزوا مدى تشبث المجتمع بهذه التقاليد وهل هي مستمرة أو سارية في طريق الانقراض.

وأجمع عدد ممن حاورتهم "ناظورسيتي، أنه عيد الفطر مناسبة دينية تعد فرصة جيدة لتقوية العلاقات العائلية وتعزيز قيم التضامن ونشر الفرح والسرور، وهذا ما حرص عليه المغاربة على مر الزمان حيث كانوا يرتدون الملابس التقليدية، فيما تتفنن النساء في تحضير حلويات متنوعة لاستقبال الزوار صبيحة العيد، لكن مع مرور الوقت أصبحت هذه العادات تتراجع وتفقد بريقها.

وتعد زكاة الفطر أو "الفطرة" ممارسة أساسية يختم بها المغاربة شهر الصيام، فيخرجونها في الغالب ليلة العيد أو صبيحته لفائدة الفقراء والمحتاجين في محيطهم العائلي أو الجيران، ويكون للنفار أو المسحراتي نصيب منها بعد أسابيع من العمل الدؤوب والمتواصل لإيقاظ الناس للسحور، بينما يفضل آخرون إعطاءها لجمعيات خيرية تتكفل بتوزيعها على الأسر المعوزة.


وظلت الأسر المغربية حريصة في عيد الفطر على استقبال الضيوف بأطباق حلويات متنوعة، ولهذا الغرض تقصد بعض النساء المحالّ لشراء ما يرغبن فيه، حيث تتنوع العروض وتختلف حسب القدرة المادية لكل أسرة.

وفي الوقت الحالي، أصبحت النساء حريصات على شراء حلويات تحت الطلب، فيما تفضل أخريات تحضيرها بأيديهن مستعينات بخبرتهن، أو يجدن ضالتهن في قنوات الطبخ في اليوتيوب حيث المنافسة محتدمة في عرض وصفات متنوعة لشتى الحلويات.
وقال متحدثون، إنه في السنوات الماضية ومباشرة بعد إعلان ثبوت هلال شهر شوال، تشمر النساء عن سواعدهن، ويحضّرن فطائر العيد التقليدية مثل "المسمن" و"البغرير" التي تزين مائدة إفطار العيد إلى جانب الحلويات وكؤوس الشاي المغربي، وتظل المائدة ممتلئة بشتى الأطباق طيلة اليوم لاستقبال المهنئين.

وتبدأ الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر في المغرب في الأسبوع الأخير من رمضان، إذ تغص المحالّ التجارية والأسواق بالراغبين في شراء ملابس العيد للأطفال والكبار.

ويميل الكبار إلى شراء ملابس تقليدية جاهزة مثل الجلباب والجابادور والقندورة والقفطان، إذ تتنافس المحالّ في عرض أزياء تقليدية متنوعة ومختلفة في الأثواب والألوان والتصاميم وصنعة "المعلم"، فيما يلجأ آخرون في وقت مبكر في شهر رمضان إلى مصممين وخياطين لخياطة زي تقليدي خاص بالعيد. أما الصغار ففي الغالب يرتدون ملابس عصرية، ويرافقون آباءهم للسوق لاختيار لباس العيد وقياسه.

وتعتبر الحناء من العادات المرتبطة بعيد الفطر، إذ تميل النساء كبيرات السن إلى تخضيب أيديهن بالحناء، أما الشابات والطفلات فيلجأن إلى نقاشات محترفات لنقش أيديهن وأرجلهن بنقوش حناء بأشكال هندسية مختلفة، وللحناء في المغرب مكانة خاصة فهي تحضر بقوة في المناسبات الدينية والاحتفالات المهمة، إذ يعتبرها المغاربة دلالة على التفاؤل والفرح.

وتعد التفكيرة أو التفكيدة (التفقد) واحدة من أهم العادات في عيد الفطر، حيث تهدي أسرة العريس في هذه المناسبة خطيبة ابنها هدايا خاصة، تكون عبارة عن لباس تقليدي ونعل تقليدي "شربيل" وقطعة ذهب وهدايا أخرى حسب الإمكانيات المادية لكل أسرة، وذلك لتقوية العلاقات بين الخطيبين وإسعاد الزوجة المستقبلية.

هذه التقاليد، يسعى الجيل السابق إلى الحفاظ عليها، في ظل تأثرها بمظاهر العصرنة وظهور جيل جديد من الشباب الذين أضحى تشبثهم ببعض العادات الدينية يتسم بالكثير من الصعوبة وذلك بسبب تأثرهم بثقافات وعادات أخرى، ناهيك عن الحالة النفسية نتيجة لارتفاع مؤشر البطالة والغلاء اللذان يعدان سببان مباشران يدفعان بالكثيرين إلى التخلي عن فكرة الاحتفال بعيد الفطر بنفس الطريقة التي كان يحتفل بها الآباء والأجداد.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح