
بقلم: طلحة جبريل (صحافي سوداني مقيم بالمغرب)
أحمد زاهد شاب متميز ولكن قدم لي رشوة من ذلك النوع الذي يروقني.
(1)
كنت في الناظور.. لم أزر المدينة من قبل، أتيحت لي هذه الفرصة في مطلع هذا الشهر. قرر منظمو المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة أن أتولى رئاسة اللجنة العلمية للمهرجان.
كان علي السفر من الرباط إلى الناظور عبر القطار، قيل لي أن "عربة النوم" ستكون اختياراً مريحاً. تغادر الرباط ليلا وتصل إلى الناظور صباحاً، عملت بالنصيحة، وجدت بالفعل "عربة النوم" أكثر من مريحة، كأنك في غرفة فندق من ثلاث نجوم.
موظف المكتب الوطني للسكك الحديدية الذي يعمل في العربة كان لطيفاً للغاية، أحضر لي بعض الصحف وقنينة ماء وحقيبة صغيرة توجد فيها أدوات لترتيب الوجه في الصباح، أبلغني بأنه يمكنني أن أنام ملء جفوني عن شواردها.
وفي الصباح الباكر وقبل نصف ساعة من الوصول إلى محطة الناظور "المدينة"، سيطرق الباب إشارة إلى أن محطة الوصول اقتربت، وزاد قائلاً يمكن أن أحضر لك قهوة مع هلالية "كرواصون" إذا رغبت. بدا لي أن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية لا تشبه بعضها بعضاً.
في الغرفة وجدت فراشاً وثيراً فوق سرير مريح، قرأت قليلاً ثم استسلمت إلى النوم على الرغم من صرير عجلات القطار فوق القضبان. قبل سنوات طويلة، كان هناك قطار يربط القرية بالعاصمة، كنت هناك أيها الفتى تنام فوق سطح العربات التي تفيض بالبشر، كانت مخاطرة. كان القطار كأنه جاء للتو من أحد أصقاع بنغلاديش. آه منك يا زمن النزوح.
وصلت إلى محطة الناظور "المدينة" في الصباح الباكر. كان هناك الممثل "محمد الشوبي" اقترح أن تقلنا سيارة أجرة إلى حيث الفندق الذي يوجد فيه ضيوف المهرجان، طوال ثمانية أيام لم أستطع حفظ اسم الفندق الجديد لكن حفظت اسمه السابق إذ كان يسمى فندق "الريف".
وجدت هذا الفندق قد فتح أبوابه للتو بعد عملية إصلاحات طالته من جميع النواحي، لذلك لم تكن خدماته تغري بالبقاء لليلة واحدة، فما بالك إذا كانت مدة الإقامة امتدت ثماني ليال، لا توجد فيه المرافق المعتادة في فنادق الدرجة الأولى، خمنت أن المشكلة إدارية وفي كل الأحوال لم أكن في نزهة، بالتالي فإن مثل هذه التفاصيل لا تهم، أيام المهرجان هي التي تحتاج إلى كثير من التفاصيل.
(2)
نظم مهرجان "الذاكرة المشتركة" السينمائي لفترة امتدت ستة أيام. كان البرنامج مزدحماً. تقول مزدحماً، بل هو أكثر من ذلك.
في الصباح يقدم الفندق إفطاراً بئيساً، بعده تبدأ طاولة مستديرة يناقش فيها السينمائيون الأفلام التي عرضت الليلة السابقة. كان يشرف على هذه الطاولات عمر بلخمار، وهو من القلائل الذين خبروا جيداً النقد السينمائي.
في كل يوم كانت هناك ندوة تناقش موضوعاً معيناً له علاقة بالقارة الإفريقية أو البحر الأبيض المتوسط. ثم وجبة غداء أكثر بؤساً يقدمها الفندق.
في الثالثة بعد الظهر يبدأ عرض الأفلام الطويلة والوثائقية، وتستمر هذه العملية حتى الحادية عشرة ليلاً.
إذا كان حظك تعيساً، ولا شك أنني من هذه الشريحة، هو أن تتولى رئاسة لجنة تحكيم في مهرجان سينمائي. لأنه أياً كان قرار اللجنة ستسمع بأنك "ظلمت" هذا الفيلم أو ذاك.
رئيس اللجنة عليه أولاً أن يحضر جميع الأفلام متيقظاً منتبهاً. ثم عليك ثانياً إذا كنت رئيساً للجنة العلمية، كما كان شأني، أن تجد علاقة ورابط بين شعار المهرجان "إفريقيا والمتوسط ذاكرة الامتداد والمشترك" والأشرطة التي دخلت المنافسة، سواء كانت أفلاماً طويلة أو وثائقية.
ومطلوب منك ثالثاً أن تسجل ملاحظات حول القيمة الفنية للشريط، والإخراج والسيناريو والتصوير ولغة الحوار وأداء الممثلين، ومدى نجاحه في معالجة الموضوع، وزاوية المعالجة السينمائية، ولحظات القوة والانطفاء في الشريط، وتفاصيل كثيرة أخرى.
كنت قد اتخذت قراراً وأبلغته أعضاء اللجنة، وهو ألا أرجح شخصياً أي فيلم، مع تفادي التأثير على قرارهم، إلا في حالة واحدة إذا لم يتفق أعضاء اللجنة على قرار، وهو أمر لحسن الحظ لم يحدث، لذلك اقتصر دوري على رئاسة الاجتماعات، ثم تقديم نتائج المداولات والحيثيات التي أدت إلى الاختيار.
كان قرار اللجنة منح الجائزة مناصفة بين شريط وثائقي حول أحداث الريف في أواخر الخمسينيات، وشريط وثائقي آخر حول الإبادة الجماعية في رواندا التي تعرضت لها قبائل التوتسي من طرف قبيلة الهوتو.
كانت اجتماعات اللجنة سهلة هينة، والأهم أن علاقة إنسانية نشأت بينهم، والإشكال الوحيد كان استعمال الأعضاء أربع لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية)¡ وهو ما يستدعي وجود ترجمة فورية.
في أكثر من مرة كانت هناك دعوات عشاء بعد أن ينتهي عرض الأفلام، وهو ما يعني أن العودة إلى الفندق في ساعة متأخرة.. حيث كانت خيوط الفجر تتراءى لنا في الأفق.
(3)
كيف وجدت الناظور. ما هي ارتساماتك حول هذه المدينة. توزعت أيام المهرجان مابين مشاهدة الأفلام والندوات. لم يكن هناك متسع من الوقت للتعرف على "الناظور المدينة" كما تقول المذيعة الداخلية في المكتب الوطني للسكك الحديدية.
من شذرات التقطتها من هنا وهناك، دونت ثلاثة انطباعات. هذه مدينة فيها قدر وفير من المال، لكنه مال لا يخرج ليعلن عن نفسه. هذه مدينة محافظة وإن سعت لتبديد هذا الانطباع. هذه مدينة تجاورها مدينة أخرى تخنقها ليل نهار.
تخنقها في النهار لأنها تصدر لها كل شيء، من المياه المعدنية حتى آخر صيحات سراويل الجينز والساعات الإلكترونية. تخنقها في الليل، لأنها تقدم لزوارها ما يرغبون من الليالي. المطاعم الفاخرة والحانات وأمسيات السهر والحبور. ثم بهجة الليل وبعض فرح الفجر. الناظور ضحية "الجار المقلق".. مليلية.
بين الناظور ومليلية وفي الأحراش والغابات يوجد.. السواد الأعظم الجنوبي المتجهم الأنظمة. الشبان والشابات الأفارقة الحالمون "بجنة مليلية" التي يمكن أن تقود إلى "الجنة الأوربية". قيل لي عليك أن تعبر إلى مليلية. هل أحضرت معك جوازك. كان جوابي : جوازي لا يعبر شبراً في هذا الكون. جواز يدور حول نفسه.
مرة سألني الراحل الملك الحسن الثاني " لماذا لم تستبدل جوازك بجواز مغربي". قلت له "يا صاحب الجلالة هو راض بي وأنا راض به".
الناظور هي أيضاً، ناس يتكتمون حول حالهم وأحوالهم. أهم ما كان في رحلة الناظور، بعض الأصدقاء الذين التقيتهم. تعرفت على عبدالسلام بوطيب، رئيس المهرجان. رجل يعرف جيداً كيف يرضي الجميع. تعرفت على المخرج فريد الركراكي. شاب مبدع يتقد ذكاء. عرض شريطاً قصيراً مبهراً. هاجسه أن يكسب مودة كل من حوله.
أحمد البحار، قادنا عبر زورقه إلى رحلة بحرية ممتعة. فهمت خلالها ماذا يعني "البحر والبحار". خالد أحد مسؤولي المهرجان. شاب يوزع الابتسامات دون تكلف.
كان هناك أيضاً أحمد زاهد، من خبراء الهاكا تعرفت عليه عن قرب، خاصة أنه كان عضواً في اللجنة العلمية التي توليت رئاستها. قدم لي رشوة من ذلك النوع الذي يروقني. لا يذهب خيالكم بعيداً. كانت الرشوة عبارة عن غليون وأدوات تنظيفه وتبغ، وكلها أصبحت أندر من أسنان الدجاج. أحمد زاهد شاب متميز. يكفيه أنه المغربي الوحيد الذي أعرف من مدخني الغليون.
حسن الراشدي موظف في وكالة سفر وسياحة. عندما تطرح جميع المشاكل عليه لها حلول. غزلان معروف شابة تفيض ألقاً وسروراً. تجتهد لإرضاء الجميع، ابتسامة وقولاً. الممثل والمخرج محمد نظيف، شاب ودود يضحك حتى وهو نائم. شبان وشابات من المدينة شاركوا في "الأوراش السينمائية". حماسهم ملفت.
التقيت اثنين من الذين أعرفهم قبل سنوات طويلة. مارسيل الخليفة..الذي ما يزال "منتصب القامة يمشي" في اللحن والنغم والكلمة. محمد الدرهم .. قلت له إنك تذكرني دائماً بمقطع غنائي يقول" آه آه يا جيلالة".. ثم ماذا بعد.
أحمد زاهد شاب متميز ولكن قدم لي رشوة من ذلك النوع الذي يروقني.
(1)
كنت في الناظور.. لم أزر المدينة من قبل، أتيحت لي هذه الفرصة في مطلع هذا الشهر. قرر منظمو المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة أن أتولى رئاسة اللجنة العلمية للمهرجان.
كان علي السفر من الرباط إلى الناظور عبر القطار، قيل لي أن "عربة النوم" ستكون اختياراً مريحاً. تغادر الرباط ليلا وتصل إلى الناظور صباحاً، عملت بالنصيحة، وجدت بالفعل "عربة النوم" أكثر من مريحة، كأنك في غرفة فندق من ثلاث نجوم.
موظف المكتب الوطني للسكك الحديدية الذي يعمل في العربة كان لطيفاً للغاية، أحضر لي بعض الصحف وقنينة ماء وحقيبة صغيرة توجد فيها أدوات لترتيب الوجه في الصباح، أبلغني بأنه يمكنني أن أنام ملء جفوني عن شواردها.
وفي الصباح الباكر وقبل نصف ساعة من الوصول إلى محطة الناظور "المدينة"، سيطرق الباب إشارة إلى أن محطة الوصول اقتربت، وزاد قائلاً يمكن أن أحضر لك قهوة مع هلالية "كرواصون" إذا رغبت. بدا لي أن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية لا تشبه بعضها بعضاً.
في الغرفة وجدت فراشاً وثيراً فوق سرير مريح، قرأت قليلاً ثم استسلمت إلى النوم على الرغم من صرير عجلات القطار فوق القضبان. قبل سنوات طويلة، كان هناك قطار يربط القرية بالعاصمة، كنت هناك أيها الفتى تنام فوق سطح العربات التي تفيض بالبشر، كانت مخاطرة. كان القطار كأنه جاء للتو من أحد أصقاع بنغلاديش. آه منك يا زمن النزوح.
وصلت إلى محطة الناظور "المدينة" في الصباح الباكر. كان هناك الممثل "محمد الشوبي" اقترح أن تقلنا سيارة أجرة إلى حيث الفندق الذي يوجد فيه ضيوف المهرجان، طوال ثمانية أيام لم أستطع حفظ اسم الفندق الجديد لكن حفظت اسمه السابق إذ كان يسمى فندق "الريف".
وجدت هذا الفندق قد فتح أبوابه للتو بعد عملية إصلاحات طالته من جميع النواحي، لذلك لم تكن خدماته تغري بالبقاء لليلة واحدة، فما بالك إذا كانت مدة الإقامة امتدت ثماني ليال، لا توجد فيه المرافق المعتادة في فنادق الدرجة الأولى، خمنت أن المشكلة إدارية وفي كل الأحوال لم أكن في نزهة، بالتالي فإن مثل هذه التفاصيل لا تهم، أيام المهرجان هي التي تحتاج إلى كثير من التفاصيل.
(2)
نظم مهرجان "الذاكرة المشتركة" السينمائي لفترة امتدت ستة أيام. كان البرنامج مزدحماً. تقول مزدحماً، بل هو أكثر من ذلك.
في الصباح يقدم الفندق إفطاراً بئيساً، بعده تبدأ طاولة مستديرة يناقش فيها السينمائيون الأفلام التي عرضت الليلة السابقة. كان يشرف على هذه الطاولات عمر بلخمار، وهو من القلائل الذين خبروا جيداً النقد السينمائي.
في كل يوم كانت هناك ندوة تناقش موضوعاً معيناً له علاقة بالقارة الإفريقية أو البحر الأبيض المتوسط. ثم وجبة غداء أكثر بؤساً يقدمها الفندق.
في الثالثة بعد الظهر يبدأ عرض الأفلام الطويلة والوثائقية، وتستمر هذه العملية حتى الحادية عشرة ليلاً.
إذا كان حظك تعيساً، ولا شك أنني من هذه الشريحة، هو أن تتولى رئاسة لجنة تحكيم في مهرجان سينمائي. لأنه أياً كان قرار اللجنة ستسمع بأنك "ظلمت" هذا الفيلم أو ذاك.
رئيس اللجنة عليه أولاً أن يحضر جميع الأفلام متيقظاً منتبهاً. ثم عليك ثانياً إذا كنت رئيساً للجنة العلمية، كما كان شأني، أن تجد علاقة ورابط بين شعار المهرجان "إفريقيا والمتوسط ذاكرة الامتداد والمشترك" والأشرطة التي دخلت المنافسة، سواء كانت أفلاماً طويلة أو وثائقية.
ومطلوب منك ثالثاً أن تسجل ملاحظات حول القيمة الفنية للشريط، والإخراج والسيناريو والتصوير ولغة الحوار وأداء الممثلين، ومدى نجاحه في معالجة الموضوع، وزاوية المعالجة السينمائية، ولحظات القوة والانطفاء في الشريط، وتفاصيل كثيرة أخرى.
كنت قد اتخذت قراراً وأبلغته أعضاء اللجنة، وهو ألا أرجح شخصياً أي فيلم، مع تفادي التأثير على قرارهم، إلا في حالة واحدة إذا لم يتفق أعضاء اللجنة على قرار، وهو أمر لحسن الحظ لم يحدث، لذلك اقتصر دوري على رئاسة الاجتماعات، ثم تقديم نتائج المداولات والحيثيات التي أدت إلى الاختيار.
كان قرار اللجنة منح الجائزة مناصفة بين شريط وثائقي حول أحداث الريف في أواخر الخمسينيات، وشريط وثائقي آخر حول الإبادة الجماعية في رواندا التي تعرضت لها قبائل التوتسي من طرف قبيلة الهوتو.
كانت اجتماعات اللجنة سهلة هينة، والأهم أن علاقة إنسانية نشأت بينهم، والإشكال الوحيد كان استعمال الأعضاء أربع لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية)¡ وهو ما يستدعي وجود ترجمة فورية.
في أكثر من مرة كانت هناك دعوات عشاء بعد أن ينتهي عرض الأفلام، وهو ما يعني أن العودة إلى الفندق في ساعة متأخرة.. حيث كانت خيوط الفجر تتراءى لنا في الأفق.
(3)
كيف وجدت الناظور. ما هي ارتساماتك حول هذه المدينة. توزعت أيام المهرجان مابين مشاهدة الأفلام والندوات. لم يكن هناك متسع من الوقت للتعرف على "الناظور المدينة" كما تقول المذيعة الداخلية في المكتب الوطني للسكك الحديدية.
من شذرات التقطتها من هنا وهناك، دونت ثلاثة انطباعات. هذه مدينة فيها قدر وفير من المال، لكنه مال لا يخرج ليعلن عن نفسه. هذه مدينة محافظة وإن سعت لتبديد هذا الانطباع. هذه مدينة تجاورها مدينة أخرى تخنقها ليل نهار.
تخنقها في النهار لأنها تصدر لها كل شيء، من المياه المعدنية حتى آخر صيحات سراويل الجينز والساعات الإلكترونية. تخنقها في الليل، لأنها تقدم لزوارها ما يرغبون من الليالي. المطاعم الفاخرة والحانات وأمسيات السهر والحبور. ثم بهجة الليل وبعض فرح الفجر. الناظور ضحية "الجار المقلق".. مليلية.
بين الناظور ومليلية وفي الأحراش والغابات يوجد.. السواد الأعظم الجنوبي المتجهم الأنظمة. الشبان والشابات الأفارقة الحالمون "بجنة مليلية" التي يمكن أن تقود إلى "الجنة الأوربية". قيل لي عليك أن تعبر إلى مليلية. هل أحضرت معك جوازك. كان جوابي : جوازي لا يعبر شبراً في هذا الكون. جواز يدور حول نفسه.
مرة سألني الراحل الملك الحسن الثاني " لماذا لم تستبدل جوازك بجواز مغربي". قلت له "يا صاحب الجلالة هو راض بي وأنا راض به".
الناظور هي أيضاً، ناس يتكتمون حول حالهم وأحوالهم. أهم ما كان في رحلة الناظور، بعض الأصدقاء الذين التقيتهم. تعرفت على عبدالسلام بوطيب، رئيس المهرجان. رجل يعرف جيداً كيف يرضي الجميع. تعرفت على المخرج فريد الركراكي. شاب مبدع يتقد ذكاء. عرض شريطاً قصيراً مبهراً. هاجسه أن يكسب مودة كل من حوله.
أحمد البحار، قادنا عبر زورقه إلى رحلة بحرية ممتعة. فهمت خلالها ماذا يعني "البحر والبحار". خالد أحد مسؤولي المهرجان. شاب يوزع الابتسامات دون تكلف.
كان هناك أيضاً أحمد زاهد، من خبراء الهاكا تعرفت عليه عن قرب، خاصة أنه كان عضواً في اللجنة العلمية التي توليت رئاستها. قدم لي رشوة من ذلك النوع الذي يروقني. لا يذهب خيالكم بعيداً. كانت الرشوة عبارة عن غليون وأدوات تنظيفه وتبغ، وكلها أصبحت أندر من أسنان الدجاج. أحمد زاهد شاب متميز. يكفيه أنه المغربي الوحيد الذي أعرف من مدخني الغليون.
حسن الراشدي موظف في وكالة سفر وسياحة. عندما تطرح جميع المشاكل عليه لها حلول. غزلان معروف شابة تفيض ألقاً وسروراً. تجتهد لإرضاء الجميع، ابتسامة وقولاً. الممثل والمخرج محمد نظيف، شاب ودود يضحك حتى وهو نائم. شبان وشابات من المدينة شاركوا في "الأوراش السينمائية". حماسهم ملفت.
التقيت اثنين من الذين أعرفهم قبل سنوات طويلة. مارسيل الخليفة..الذي ما يزال "منتصب القامة يمشي" في اللحن والنغم والكلمة. محمد الدرهم .. قلت له إنك تذكرني دائماً بمقطع غنائي يقول" آه آه يا جيلالة".. ثم ماذا بعد.