المزيد من الأخبار






شهادات مؤلمة لمغربيات بحي مولنبيك خائفات على أبنائهن من اختراق داعش


شهادات مؤلمة لمغربيات بحي مولنبيك خائفات على أبنائهن من اختراق داعش
توفيق السليماني*

لا أرغب في أن يتحول أي من أبنائي إلى وحش مثل صلاح، ولا أعرف، في الوقت نفسه، كيف أحميهم من شر التطرف”، تقول المغربية خديجة بنبرة قلق من خطر التطرف على تسعة من أبنائها في حي مولنبيك، في إشارة واضحة إلى الجهاديين المغاربة صلاح عبد السلام، وعبد الحميد أباعوض ونجيم العشراوي ومحمد أبريني الذين رأتهم يترعرعون بالقرب من بيتها في حي مولنبيك، والذين تحولوا إلى إرهابيين روعوا العالم ومبحوث عنهم من قبل الاستخبارات العالمية.

إنهن أمهات خائفات من تقاطر المعلومات حول الاختراق الداعشي الكبير لحي مولنبيك، يفتحن قلوبهن، خوفا من أن يكون أبناؤهن متورطين في الخلية الجهادية الحالية التي تسعى الأجهزة الأوربية إلى تفكيكها.

“لم أخلد إلى النوم طوال الليل. أنا خائفة جدا. لقد عشت كل حياتي في بلد السلام، حيث تعاملوا معي بشكل جيد. بلد تلقى فيه أبنائي تعليمهم الأساسي في احترام تام. الكفار الوحيدون الذين أراهم هم هؤلاء الجهاديون أنفسهم، يستحقون الأسوأ، فليذهبوا إلى الجحيم”، تقول المغربية فاطمة، وهي أم لخمسة أبناء، أربعة منهم في سن المراهقة، في حي مولنبيك.

تعرف فاطمة، في ظل ما يشهده الحي، في أحايين عدة، أنها تبالغ في مراقبة ابنها البكر. “يبدو أنني مصابة بالجنون. ابني يدرس في المعهد، وفي بعض الأحايين عندما يخرج من البيت أتبعه في الشارع دون أن ينتبه إلى ذلك لا لشيء إلا لأعرف أين يذهب ومع من يتحدث. أريد أن أراقب كل تحركاته على طول الساعة، لكي لا أخسره إلى الأبد. لا أريد أن يجعلوا منه قنبلة موقوتة”، تقول فاطمة، مضيفة أن المسؤولين عن تطرف الشباب في أوروبا هم “أقوى بكثير من الأمهات اللواتي يتفرغن لتربية فلذات أكبادهن”، مشيرة إلى أنها ليست لديها الأدوات والإمكانيات التي لدى المتطرفين الذين تُوضع رهن إشارتهم كل “الاستراتيجيات لخداع الشباب الأبرياء” في الحي

التربية المهمة المستحيلة

هذا الحوار مع الأم المغربية فاطمة جرى في شارع “Karreveld”، حيث توجد على بعد بضعة أمتار حانة “Jupiler”، التي تم إغلاقها بقرار إداري في أوائل نونبر الماضي بسبب ترويج المخدرات، وهي الحانة التي كانت في ملكية عبد السلام إبراهيم، أحد انتحاريي باريس، وشقيق صلاح عبد السلام الذي اعتقل قبل أيام.

إبراهيم الذي كان يشتغل في الأصل كهربائيا، والمطلق، كان يُعرف في الحي بتهريب المخدرات. الجميع يقول إن تاريخه أقرب إلى الإجرام منه إلى الجهادية، فهو متورط في أعمال السرقة والتزوير، والنصب والاحتيال، إلى جانب إدمان المخدرات.

“ما يقوم به هؤلاء المجانين ما تيقبلو لا ربي ولا العبد. نحن مسلمون وديننا يحرم كل ما يقوم به هؤلاء. أكثر من ذلك، ما ذنب هؤلاء الضحايا الأبرياء الذين لقوا حتفهم في الميترو والمطار؟ لا نريد لهذا أن يحدث، سواء في بلجيكا أو في أي بلد آخر”، تقول بحرقة فاطمة، ربة بيت البالغة من العمر 43 عاما.

يعيش في بلجيكا أكثر من 430 ألف مهاجر مغربي (من الجيل الأول والثاني والثالث)، أي أن المغاربة يمثلون حوالي 3.9٪ من مجموع السكان. ووفقا للإحصائيات الرسمية، فإن المغربيات لديهن معدل متوسط الخصوبة، يصل إلى 1.5 طفل أكثر من النساء البلجيكيات، وهن يقررن جميعهن بأنهن المسؤولات الوحيدات عن تربية وتعليم أبنائهن. “الرجال أقل تضررا من معاناة تربية الأبناء”، تقول الأم المغربية مليكة بنوع من السخرية.

في هذا السياق، الذي يعم فيه الجهل والخوف، يصبح تعليم وتربية الأبناء المراهقين مهمة صعبة، وهن يأسفن لأنهن يجدن أنفسهن غير قادرات على حماية أنفسهن، فكيف يحمين فلذات أكبادهن من آفة التطرف.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح