المزيد من الأخبار






شاهدوا ليلة الحناء.. تقاليد ريفية عريقة تتحدى طقوس "الموضة" والعصرنة في أعراس المنطقة


ناظورسيتي: متابعة

تنفرد عدد من المناطق في الريف، بمراسيم زفاف ذات طابع خاص، تميزها عن باقي أقاليم المغرب، سواء بالنسبة للحفلات التي تقام بمنزل العروس أو العريس، وذلك قبل اليوم الثالث الذي ينقل فيه الزوج زوجته إلى منزله حيث سيقيم الاثنان لتأسيس أسرتهما الصغيرة وخلق نواة جديدة لتوسيع المجتمع المحلي.

وطقوس العرس الريفي، تبدو للوافدين أشبه بلوحة يصعب فك رموزها وفهم طقوسها، لكن أبناء المنطقة يعرفون جيدا ماذا تعنيه لحظة دخول فناء المنزل بعد أن دخل الليل ثلثه الأخير، لوضع الحناء للعروس أولإنشاد "أرازيق" للعريس،وهي لحظات تتوج الزفاف بطقوس متجذرة في تاريخ المنطقة رغم مرور مئات السنين.

وللحفاظ على هذه الطقوس، تجسد الجمعيات المحلية خلال مختلف الاحتفالات، لاسيما التي تتزامن مع حلول السنة الأمازيغية الجديدة، لوحات تعبيرية تعرض فيها أهم مراحل الزفاف الريفي، وذلك صونا لهذه التقاليد وحمايتها ومنعها من الاندثار أمام مظاهر العصرنة التي أصبحت تفرض قسرا في الكثير من الحفلات المقامة بأقاليم الريف لاسيما بالحسيمة والدريوش والناظور.


وتعتبر ليلة "الحنة" أحد أبرز هذه الطقوس التي تسبق حفلة الزواج و تحظى بها العروس في ليلة عمرها، وهي المناسبة التي تبقى خالدة في ذهن الزوجة الجديدة وعائلتها،.
فالعرس الريفي مناسبة مهمة وخاصة، تعمل العائلات المقبلات على تزويج أبنائهم وبناتهن على إظهار جل ما يميّز العرس من تقاليد وعادات عن غيره من الحفلات.. وهو تراث يتجسد عموما في اللباس والمأكولات و غيرها.

ولعل هذه الليلة (ليلة ربط الحنة ) من بين الطقوس التي بقيت تصارع "العصرنة" من اجل البقاء شاهدة على حب وتمسك الأسر الريفية بأصالتها و تراثها .

ومن ضمن الأسباب التي تدفع الجمعيات الأمازيغية إلى تنظيم أمسيات ثقافية وإقامة لوحات تعبيرية للأعراس، هو الحفاظ على هذه الطقوس والعادات التي ما زالت العديد من العائلات الريفية تحتفظ بها رغم موجة التحديث و العصرنة التي تشهدها في الآونة الأخيرة وذلك لحمايتها من الاندثار الذي أصبح يهددها، نتيجة طقوس دخيلة أفرغت معها الريفي من حمولته الثقافية و التراثية و أفقدته مذاقه الخاص.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح