المزيد من الأخبار






شارع مُحمد الخامس بالنّاظور.. الثابت والمُتَحوّل


شارع مُحمد الخامس بالنّاظور.. الثابت والمُتَحوّل
ناظورسيتي: م. مقرش/ع.بنحدّو

ظل شارع محمد الخامس بالناظور، وطيلة السنين الماضية، فضاء يجمع بين مختلف المكونات والعناصر والمعالم التي جعلت منه مدينة قائمة الذات، بل وغالبا ما كان العديد من ساكنة الناظور يعتبرون هذا الشارع هو الناظور في حدّ ذاته. لكن بين الأمس واليوم حدثت تحولات كثيرة وجرت مياه تحت الجسر، فتغيرت ملامح وهوية هذا المكان بكل ما كان يوحي به. فماذا بقي من روح شارع محمد الخامس؟ وماذا تغير؟ وكيف تحوّل من حياة الأمس إلى حياة اليوم؟.

في الماضي كان..

تعود أولى مراحل بناء نواة مدينة الناظور خلال الفترة الاستعمارية الاسبانية إلى مستهل سنوات الأربعينيات من القرن الماضي، بل وكل النقط والمنطقة المحيطة بشارع محمد الخامس يعود بناءها إلى هذه السنوات نفسها.
ومن بين أبرز الخصوصيات التي ظلت تميّز هذا المكان، حيوية وحركية رواده ومتعة الجلوس تحت ظلال أشجاره المميزة والتي كانت ممتدة على طول جنبات هذا الشارع حيث أعطت رونقا وجمالية لهذا الفضاء، قبل أن تستوطنه أشجار النخيل الشامخة والشائخة والغريبة عن هذا المكان.

كما أن شارع محمد الخامس بمختلف فضاءاته كان بالنسبة لرواده يشكل مصدر تُسْتوحى منه تاريخ وذاكرة المدينة. كما كان القبلة المفضّلة لعشاق شرب "الأتاي" المنعنع وأكل "التْشُورّو" أو قبلة لهواة لعبة "البارتْشي"- لعبة النرد...أي أن لرواد هذا الفضاء مذاهب في عشقهم لشارع محمد الخامس.

وفضلا عن كونه كان قبلة لسكان وزوار الناظور ومتنفس المدينة الوحيد في اتجاه الكورنيش وبحيرة مارتشيكا، فقد ظل فضاء له عمق في ذاكرة الناظوريون من خلال احتضانه لبنايات قديمة من العهد الاسباني، كما هو الشأن بالنسبة للبناية التي تشغلها وكالة مارتشيكا والتي كانت خلال السنوات الأولى للاستقلال مقرا لعمالة الناظور. إضافة إلى تواجد ساحة التحرير المقابلة ل "كلوب" والمقاهي المتواجدة على طول الشارع والتي ظلت تخلق تقاليد على مستوى الفرجة الكروية.

ماذا تَبقّى من الأمسِ

ماذا تبقى من الأمس البعيد والقريب لشارع محمد الخامس؟ ولماذا فَقَدَ بريقه ولم يعد كما كان في السابق كما تركه الإسبان؟. هذه جملة من الأسئلة التي نطرحها ونحن نلاحظ كيف أن العديد من خصوصيات وملامح هذا الفضاء قد تغيّرت.

بعد الإصلاحات وإعادة الهيلكة التي خضع لها هذا الشارع على عهد العامل الأسبق عبد الوافي لفتيت، وأمام الحلة التي اكتساها في ظل هذه الإصلاحات، اختفت الكثير من العلامات التي كانت تميز هذا الشارع، لعل أهمها الأشجار الجميلة والتي عوضتها أشجار النخيل دون جدوى ودون أن تضفي أي جمالية على هذا المكان، بل وهناك من الساكنة من اعتبر ما حدث من اصلاحات في شارع محمد الخامس هي "جريمة"، بالنظر لحجم المال العام الذي صرف. كما أن الكثير من الجوانب المعمارية والجمالية والثقافية لشارع محمد الخامس تحولت مع مرور الزمن، وهو ما سجله العديد من أبناء مدينة الناظور من رواد هذا الفضاء. كما أن العديد من الساكنة ظلت تتساءل عن غياب أي نافورة أو تمثال رمزي يؤثث هذا الشارع، بل حتى التمثال الذي كان قد وضع تخليدا لانطلاق جيش التحرير تمَّ إزالته ونُقل إلى جوار ضريح "سيدي علي".

تصريحات وآراء من عايش أجواء الحياة اليومية بهذا الشارع خلال السنوات الماضية من أبناء هذه المدينة، أكدت أن التحول الذي طرأ على هذا الفضاء جعله يفقد العديد من مميزاته وخصوصياته وروح عمقه وارتباطه بذاكرة هذه المدينة، وهو ما شكّل عنصر حسرة لديهم.

فيديو آراء المواطن الناظوري:




















تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح