المزيد من الأخبار






سعيد فارس.. "جندي الخفاء" المرابط في الطرق الجبلية بالحسيمة وسط العواصف الثلجية


سعيد فارس.. "جندي الخفاء" المرابط في الطرق الجبلية بالحسيمة وسط العواصف الثلجية
ناظورسيتي: سلام المحمودي

في الوقت الذي يلوذ فيه كثيرون للدفء هربًا من قساوة الطقس، يواصل سعيد فارس المدني، الموظف بمديرية التجهيز والنقل واللوجستيك بإقليم الحسيمة، السهر ليلًا ونهارًا مع زملائه لضمان سلامة مستعملي الطرق الجبلية، خصوصًا خلال فترات التساقطات الثلجية الكثيفة التي تعرفها مرتفعات الإقليم ضمنها جماعة إساكن.

ويعد سعيد واحدًا من جنود الخفاء في قطاع التجهيز، إذ يقود تدخلات ميدانية متواصلة على الطريق الوطنية رقم 2، الرابطة بين جماعتي مولاي أحمد الشريف وإساكن وصولًا إلى باب برد، أحد أبرز المحاور الطرقية تأثرًا بالتقلبات المناخية خلال فصل الشتاء الجاري.

وفي تصريح له لناظورسيتي، قال سعيد فارس إنه يظل في حالة استنفار دائم، قائلا: «نبقى ساهرين ليل نهار على مراقبة وضعية الطريق، ونتدخل فور تسجيل تكتل للثلوج. وفي حال اشتداد التساقطات وتعذر ضمان السلامة، نقوم بالتنسيق مع مدير المديرية لوضع حواجز وإغلاق الطريق مؤقتًا تفاديًا لأي مخاطر».


وأضاف سعيد من موقعه الميداني، موجها رسالة تحذيرية إلى السائقين، حاثًا إياهم على تجنب التنقل عبر الطرق الجبلية إلا للضرورة القصوى، ومؤكّدًا في الوقت ذاته أن السلامة تظل الأولوية في ظل الظروف الجوية الصعبة.

وتجدر الإشارة أن الفرق التقنية التابعة للمديرية، وبتأطير مباشر مع مديرية التجهيز والنقل واللوجستيك بإقليم الحسيمة، كانت قد باشرت منذ مساء أمس الأحد عملية رشّ الملح لإذابة الثلوج، مستعينة بشاحنتين لرش نحو ثلاثة أطنان من الملح على المقاطع الأكثر تضررًا، في تدخل استمر إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، وذلك قصد ضمان انسيابية حركة المرور والحد من حوادث الانزلاق.

ويعكس هذا المجهود اليومي حجم التضحيات التي يقدمها العاملون في قطاع التجهيز والنقل، الذين يواجهون البرد القارس وظروف العمل القاسية لضمان استمرارية حركة السير وربط المناطق الجبلية بمحيطها، في مشهد يجسد روح المسؤولية والخدمة العمومية بعيدًا عن الأضواء.




تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح