
ناظورسيتي | مواكبة
صدر مؤخرا عن مطبعة عين بوجدة رواية “أن تحب” للكاتب والباحث سيفاو الهانيس، وتعتبر الرواية العمل الثاني الذي يصدره الكاتب بعد إصداره لديوان صوتي سنة 2009، وهو متوفر الآن في المكتبات.
وتدور أحداث الرواية، في إطار اجتماعي رومانسي شيق، يبدأ في لحظات عسيرة يمر بها “ماسين” في مدينة وجدة، حيث يتلقى فيها تكوينه الجامعي بجامعة محمد الأول، وهو ابن مدينة الحسيمة، وهناك بين أسوار كلية العلوم سيتعرف على فتاة جميلة كانت بالنسبة له صدرا رحبا اتسع للهفته اللامتناهية، احتضنته وتبنت آماله الكبيرة…
لكنه سرعان ما سوف يترك الدراسة، لينتقل إلى مدينة “ثينكَي” (طنجة) بحثا عن عمل يسد به رمق أسرته بعد وفاة والده الذي ألزمه مرض “السرطان” الفراش لشهرين… وفي مدينة “ثينكي” سيشتغل “ماسين” في إحدى المصانع، إلا أنه سيطرد منها بعد شجار له مع أحد المراقبين بالمصنع، وهو الذي مهد له فراق حبيبته “توناروز”… حيث سينقل بعدئذ لكي يعيش حياة ليست كالتي رسم ملامحها من قبل، فيضطر لفعل ما لم يكن في الحسبان، فلا يجد من حل أمامه إلا الهروب لتعاطي الخمر الذي اعتقد إنه وحده من يخفف عنه آلام الفراق والعزلة…
وتمضي الأيام وتتبعها الأخرى، فيعتقل “ماسين” من حي “دار التونسي” بطنجة بتهمة القتل العمد، وهي التهمة التي لم يصدقها أحد من أقرباءه وأصدقاءه، حيث سيخرج بعد سنة ونيف بالبراءة بعدما ألقي القبض على الجاني الحقيقي الذي أفشى بسر القتل لصديق سيفضحه فيما بعد… وهناك داخل أسوار السجن بطنجة سيتعرف على معتقل كانت مشاركته في انتفاضة 1984 بالريف وراء اعتقاله… وفي فترته السجنية، ستضطر أسرته إلى تزويج أخته “مازيليا”، وجعل أخيه “أنير” يغادر أسوار الثانوية قصد البحث عن عمل يستر به شرف الأسرة…
ثم يخرج ماسين وكله أمل في أن لا يكون حاضره أخا للماضي الجريح، إلا أن عودة ذاكرته في كل لحظة إلى ماضيه: مغادرة الدراسة، رحيل والده، فراق الحبيبة له، دخوله السجن…، كانت وحدها المسؤولة عن ضياعه في عوالمه… وتمضي أيام أخرى، وتتبعها الأخرى فيعود “ماسين” إلى وجدة بعدما ألح عليه أحد أصدقاءه بالعودة إليها قصد استكمال مساره الدراسي، وكذا التسجيل في مباراة الأساتذة…
وفي وجدة سيفتقد أصدقاءه الذين قاسم وإياهم حلاوة الحياة ومرارته، فيتأقلم رغما عن الظروف والحياة الصعبة التي يعيشها… وبعد أيام سيتوصل بنجاحه في مباراة الأساتذة، فيغادر مدينة وجدة في اتجاه “ثامسنا” (الرباط)، حيث سيتعرف على صحفي من الناظور يشتغل بإحدى الجرائد، والذي كان سببا في بقاءه بثامسنا… وبعد عام سينجح، فيتم تعيينه إلى “ثارجيست”، وهناك سيكون ما لم يكن في الحسبان، حيث سيرى حبيبة قلبه القديمة التي أبصر معها الوجود…
وتمضي أيام أخرى، فتصارحه “توناروز” عبر الهاتف، حين بحثت عن هاتفه، بأخطاءها وبكونها مسؤولة عما لقيه ماسين من معاناة… وبعد أشهر، سيتزوج بها حين ستعود المياة إلى مجاريها… فينجب معها ماسين ولدين “أكسيل” و”نوميديا” كانا ثمرة حبهما الجميل… وتنتهي الرواية، و”توناروز” قاعدة في المستشفى تنتظر جواب الأطباء في السبب الذي كان وراء سقوطها قبل أيام بالقسم حين كانت تشرح لتلامذتها إحدى المحاور التي تضمنها الكتاب المدرسي، لكن ماسين الذي سكنه سؤال قديم –افتتح به الكاتب روايته- “ما هو الحب؟ ولماذا؟ كيف…؟ وما معنى أن تحب؟”، لم يجد من جواب له عبر مسيرته الطويلة، إلا أن يقول “إن السؤال صعب، والإجابة عنه أصعب. حقا أصعب، حقا أصعب… حقا.”…
ويبدو من الرواية أن الخيط الرابط هو علاقة غرامية بين “ماسين” وحبيبته “توناروز”، غير أن الخيط خرجت عنه تفرعات أغنت الرواية، وذلك بطرحه لمواضيع ولقضايا شتى، أهمها: واقع الطالب المغربي، سرد أحداث انتفاضة الريف سنة 1984 التي تزامنت مع ميلاد ماسين، سياسة التعريب بالمغرب، اغتيال القيم الأمازيغية وتعويضها بأخرى دخيلة مست بالقيم الأمازيغية، المد الوهابي الرامي إلى اغتيال الحياة… إضافة إلى قضايا سياسية كلها وجدت لنفسه مكانا داخل الرواية.
وهذا ولم يفت سيفاو الهانيس في تقديمه لروايته الفرصة لكي يشكر أصدقاءه الذين ساهموا وكذا صديقاته اللواتي ساهمن من أجل إخراج هذه الرواية من زنزانة خزانته، إذ كان مشروع طبعها مؤجلا لديه في أمد قريب، وذلك بعدما عمد ثلاثة من أصدقاءه إلى إطلاق حملة على الفايسبوك للمساهمة في إخراج هذه الرواية إلى النور، حيث وجدت طريقها إلى المساهمين والمساهمات الذين رحبوا بالفكرة/الحملة… وبذلك قال في تقديمه “…وبيّن جمهور داعم أنه قادر على طبع الكتاب ونشره، وقادر على أن يكون ناشرا لما يقرأه… وبذلك فقد عبّر بهذا الفعل أنه واع أتمّ الوعي بقيمة من قيم “ثيموزغا” تسمى “ثاويزا” استعجل إحياءها…”.
كما لم تفته الفرصة أيضا لكي يشكر الفنان التشكيلي الأمازيغي “علي البوستاتي” على إبداعه للوحة التشكيلية (صورة الغلاف) التي حملت مضمون الرواية…
صدر مؤخرا عن مطبعة عين بوجدة رواية “أن تحب” للكاتب والباحث سيفاو الهانيس، وتعتبر الرواية العمل الثاني الذي يصدره الكاتب بعد إصداره لديوان صوتي سنة 2009، وهو متوفر الآن في المكتبات.
وتدور أحداث الرواية، في إطار اجتماعي رومانسي شيق، يبدأ في لحظات عسيرة يمر بها “ماسين” في مدينة وجدة، حيث يتلقى فيها تكوينه الجامعي بجامعة محمد الأول، وهو ابن مدينة الحسيمة، وهناك بين أسوار كلية العلوم سيتعرف على فتاة جميلة كانت بالنسبة له صدرا رحبا اتسع للهفته اللامتناهية، احتضنته وتبنت آماله الكبيرة…
لكنه سرعان ما سوف يترك الدراسة، لينتقل إلى مدينة “ثينكَي” (طنجة) بحثا عن عمل يسد به رمق أسرته بعد وفاة والده الذي ألزمه مرض “السرطان” الفراش لشهرين… وفي مدينة “ثينكي” سيشتغل “ماسين” في إحدى المصانع، إلا أنه سيطرد منها بعد شجار له مع أحد المراقبين بالمصنع، وهو الذي مهد له فراق حبيبته “توناروز”… حيث سينقل بعدئذ لكي يعيش حياة ليست كالتي رسم ملامحها من قبل، فيضطر لفعل ما لم يكن في الحسبان، فلا يجد من حل أمامه إلا الهروب لتعاطي الخمر الذي اعتقد إنه وحده من يخفف عنه آلام الفراق والعزلة…
وتمضي الأيام وتتبعها الأخرى، فيعتقل “ماسين” من حي “دار التونسي” بطنجة بتهمة القتل العمد، وهي التهمة التي لم يصدقها أحد من أقرباءه وأصدقاءه، حيث سيخرج بعد سنة ونيف بالبراءة بعدما ألقي القبض على الجاني الحقيقي الذي أفشى بسر القتل لصديق سيفضحه فيما بعد… وهناك داخل أسوار السجن بطنجة سيتعرف على معتقل كانت مشاركته في انتفاضة 1984 بالريف وراء اعتقاله… وفي فترته السجنية، ستضطر أسرته إلى تزويج أخته “مازيليا”، وجعل أخيه “أنير” يغادر أسوار الثانوية قصد البحث عن عمل يستر به شرف الأسرة…
ثم يخرج ماسين وكله أمل في أن لا يكون حاضره أخا للماضي الجريح، إلا أن عودة ذاكرته في كل لحظة إلى ماضيه: مغادرة الدراسة، رحيل والده، فراق الحبيبة له، دخوله السجن…، كانت وحدها المسؤولة عن ضياعه في عوالمه… وتمضي أيام أخرى، وتتبعها الأخرى فيعود “ماسين” إلى وجدة بعدما ألح عليه أحد أصدقاءه بالعودة إليها قصد استكمال مساره الدراسي، وكذا التسجيل في مباراة الأساتذة…
وفي وجدة سيفتقد أصدقاءه الذين قاسم وإياهم حلاوة الحياة ومرارته، فيتأقلم رغما عن الظروف والحياة الصعبة التي يعيشها… وبعد أيام سيتوصل بنجاحه في مباراة الأساتذة، فيغادر مدينة وجدة في اتجاه “ثامسنا” (الرباط)، حيث سيتعرف على صحفي من الناظور يشتغل بإحدى الجرائد، والذي كان سببا في بقاءه بثامسنا… وبعد عام سينجح، فيتم تعيينه إلى “ثارجيست”، وهناك سيكون ما لم يكن في الحسبان، حيث سيرى حبيبة قلبه القديمة التي أبصر معها الوجود…
وتمضي أيام أخرى، فتصارحه “توناروز” عبر الهاتف، حين بحثت عن هاتفه، بأخطاءها وبكونها مسؤولة عما لقيه ماسين من معاناة… وبعد أشهر، سيتزوج بها حين ستعود المياة إلى مجاريها… فينجب معها ماسين ولدين “أكسيل” و”نوميديا” كانا ثمرة حبهما الجميل… وتنتهي الرواية، و”توناروز” قاعدة في المستشفى تنتظر جواب الأطباء في السبب الذي كان وراء سقوطها قبل أيام بالقسم حين كانت تشرح لتلامذتها إحدى المحاور التي تضمنها الكتاب المدرسي، لكن ماسين الذي سكنه سؤال قديم –افتتح به الكاتب روايته- “ما هو الحب؟ ولماذا؟ كيف…؟ وما معنى أن تحب؟”، لم يجد من جواب له عبر مسيرته الطويلة، إلا أن يقول “إن السؤال صعب، والإجابة عنه أصعب. حقا أصعب، حقا أصعب… حقا.”…
ويبدو من الرواية أن الخيط الرابط هو علاقة غرامية بين “ماسين” وحبيبته “توناروز”، غير أن الخيط خرجت عنه تفرعات أغنت الرواية، وذلك بطرحه لمواضيع ولقضايا شتى، أهمها: واقع الطالب المغربي، سرد أحداث انتفاضة الريف سنة 1984 التي تزامنت مع ميلاد ماسين، سياسة التعريب بالمغرب، اغتيال القيم الأمازيغية وتعويضها بأخرى دخيلة مست بالقيم الأمازيغية، المد الوهابي الرامي إلى اغتيال الحياة… إضافة إلى قضايا سياسية كلها وجدت لنفسه مكانا داخل الرواية.
وهذا ولم يفت سيفاو الهانيس في تقديمه لروايته الفرصة لكي يشكر أصدقاءه الذين ساهموا وكذا صديقاته اللواتي ساهمن من أجل إخراج هذه الرواية من زنزانة خزانته، إذ كان مشروع طبعها مؤجلا لديه في أمد قريب، وذلك بعدما عمد ثلاثة من أصدقاءه إلى إطلاق حملة على الفايسبوك للمساهمة في إخراج هذه الرواية إلى النور، حيث وجدت طريقها إلى المساهمين والمساهمات الذين رحبوا بالفكرة/الحملة… وبذلك قال في تقديمه “…وبيّن جمهور داعم أنه قادر على طبع الكتاب ونشره، وقادر على أن يكون ناشرا لما يقرأه… وبذلك فقد عبّر بهذا الفعل أنه واع أتمّ الوعي بقيمة من قيم “ثيموزغا” تسمى “ثاويزا” استعجل إحياءها…”.
كما لم تفته الفرصة أيضا لكي يشكر الفنان التشكيلي الأمازيغي “علي البوستاتي” على إبداعه للوحة التشكيلية (صورة الغلاف) التي حملت مضمون الرواية…