المزيد من الأخبار






ذاكرة مرسى يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي: المرسى هو الرئة التي كانت تتنفس بها المدينة


ذاكرة مرسى يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي: المرسى هو  الرئة التي كانت تتنفس بها المدينة
ناظورسيتي:

مرسى المدينة.. هو الرئة التي كانت تتنفس بها المدينة كلها.. بل كل المنطقة.. كانت الحركة نشطة في المدينة.. من التوسع في البناء.. .. في الداخل، وفي المدن والبلدات المحيطة.. وما يتربط بها من رواج تجاري منقطع النظير.. طبعا. ليس المرسى وحده من كان ينشط هذه الحركة، بل، عائدات الريفيين في الخارج.. كان لها النصيب الاكبر في هذه الحركة النشطة..
لكن بعد حوالي عقدين من الزمن.. بدأت يشتد الخناق على المرسي.. بدأت تتراجع تلك الحركة النشطة التي كان يعرفها في السابق. تراجعت كميات الأسماك بشكل مهول. الي درجة، تعود في اغلب الاحيان، المراكب من البحر خاوية الوفاض.. لم تلقي حتى الشباك الي البحر.. او تعود بصناديق معدودة.. لا تغني وتسمن في دفع حتي تكاليف هذه الخرجة الي البحر.. من الوقود.. والثلج.. وثمن الخياطة التي اصلحوا الشبكة... البحارة.. لا يحصلوا حتي علي مبلغ الزاد.. الذي حملوه الي البحر..
نضوب هذه الثروة.. له اسبابه طبعا.. فالجميع في المرسي والمدينة يعرف بهذه الأسباب.. هذه الأسباب لا تخفى على احد.. فإذا جلست مع واحد من اهل المدينة، وخضت معه في نقاش حول أزمة المرسى.. سيعدد لك هذه الأسباب التي أدت الي هذا التراجع المؤهل.. ومابالك بالبحارة.. والمتخصصين.. والمتابعين..
الجميع بدون استثناء يؤكدون ان هناك مخططات ممنهجة، حيكت في ليل علي هذه المرسى..، ارادت قتل دوره الاقتصادي.. وبالتالي الاجهاز علي المدينة كلها.. لانه بمثابة الرئة التي تتنفس بها.. هده المخططات بدأت من وقت بعيد.. وتدرجت وتصاعدت حتي بلغت الأهداف التي رسمت لها..
علي بعد امتار من المرسى من جهة الخلف، كان هناك مطرح النفايات.. قبل ان ينقل من هناك.. كانت نفايات المدينة تلقي في هذا المطرح.. مواد سامة من اكياس بلاستيكية سوداء.. تبقي عشرات السنين تغلف الاحجار ومراعي الاسماك.. وكم مرة وجدوا سمك الأخطبوط في هذه الاكياس.. وفي حافضات الأطفال، والنساء... وكانت مراكب الجرار.. عندما تجر علي اعماق ولو بعيدة عن البر.. كانت النصف الاكبر من العرام التي ترفعه من البحر.. عبارة عن نفايات المطرح.. تلك المواد.. أثرت بشكل كبير على بيئة البحرية، وكل المجال الحيوي.. للمرسي.. الي جانب الصيد العشوائي.. الذي كانت تقوم به مراكب الجرار.. بل لم تكن تحترم الاعماق المسموحة بها.. كانت تجر علي اعماق برية.. او في منطقة '' باذيا'' التي تضع فيها الأسماك البيض.. هذه المكان هو خليج الحسيمة.. يفترض ان يكون محمية طبيعية للأسماك.. ويجب ان يخضع للراحة البيولوجية.. لكن حتي مراكب السردين عندما لا تستطيع ان تذهب بعيدا.. تقصد هذا المكان.. وتلقي فيه الشباك.. تطلع كل كوات الشبكة ملئية بالسمكة الجنينية.. وهذا من العوامل المباشرة في تدمير الثروة.. لا احد يمنع تلك المركب.. سواء الجرار او مراكب السردين، ويردعها.. بغرمات ثقيلة الي حد الافلاس.. حتي يتجنب الآخرون الصيد هناك.. او سحب رخص هذه المراكب..الي جانب هذه العوامل التي ذكرنها.. هناك عامل خطير جعلت الأسماك تهجر هذا البحر.. مادة الديناميت.. او مايعرف عند الاهالي.. اقاتس'' الذي كان يستعمله الكثير من البحارة في الصيد.. وحتي المراكب كانت تلتجئ اليه.. امام مرأى السلطات البحرية.. لم يتحرك احد في تلك اللحظة لوضع الحد لهذا الدمار.. صحيح حصلت حالات عقاب لبعض الاشخاص الدين ضبطوا يستعملونه.. لكن تلك الإجراءات الردعية لم تكن كافية.. هذا السلاح المدمر.. لما ينفجر في البحر.. يدفع مجموعات من الاسماك الي الهجرة نهائيا عن هذا البحر.. اما في الآونة الأخيرة ظهر مشكل اخر عويص، لم تستطيع المراكب ان تجد له الحل.. هو هجوم سمك '' نيكرو nigro'' علي الشباك أثناء وجود السمك فيها.. وتقوم هذه الأسماك العملاقة بقطع الشباك.. اربا، اربا.. مما يجعل المراكب تدفع الاثمان في ترقيع الشباك، واصلاحها.. وهذا يؤدي بكثير منها الي الإفلاس، او الهجرة..

البعض يقولون، ان وجود سمك '' نيكرو'' في محيط المرسي.. يعود الي تلك الكميات الهائلة التي ترمى في البحر.. عندما يشبع السوق بالسمك.. لا احد يشتريها.. مما جعلت هذه الاسماك الخطيرة تستوطن هذا البحر.. اما الاخرون.. يؤكدون ان جلب سمكة '' نيكرو الي بحر الحسيمة امر مدبر.. من اجل اجهاز نهائيا علي المرسي وقتل الحركة فيها.. الي جانب الممارسات الاخري التي دمرت هذه الثروة.. وهذا يعجل الاطباق عليه .. ويستدلون علي كلامهم.. ان هذه العلمية جارية في كل المراسي.. وهي افراغ السمك الزائد في محيط الموانئ.. لماذا تتواجد هذه السمكة في محيط مرسى الحسيمة دون غيرها من المراسي.. ويضيفون.. ان هذه السمكة جلبت الي هنا.. وجعل هذا البحر محمية له.. من اجل ان تقوم بهذا الدور..

يتبع


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح