المزيد من الأخبار






جلسة محاكمة.. لماذا تراجع الناظوري صلاح عبد السلام عن تفجير نفسه في باريس


جلسة محاكمة.. لماذا تراجع الناظوري صلاح عبد السلام عن تفجير نفسه في باريس
ناظورسيتي: وكالات

بعد 300 يوم على انطلاق المحاكمة في قضية اعتداءات نونبر 2015 في باريس، دفع صلاح عبد السلام المتهم الأول ببراءته، يوم أمس الأربعاء 09 فبراير الجاري، في أول جلسة استنطاق قضائية معه للنظر في قضية هذه الهجمات، وتبحث محكمة الجنايات الخاصة بباريس حاليا بكيف تحول الرجل الفرنسي البالغ من العمر 32 عاما والذي عرف عنه "بحضور الحفلات" وارتياد الملاهي والنوادي الليلية، إلى التطرف والإرهاب.

ورغم تأكيده مجددا على انتمائه لتنظيم "الدولة الإسلامية"، باح صلاح عبد السلام المتهم الأول في اعتداءات 13 نوفمبر 2015 بأنه "لم يقتل أحدا ولم يجرح أحدا"، وذلك في أول الجلسة الأولى لمحاكمته.

يضيف عبد السلام في "تصريح عفوي" أمام قاضي محكمة الجنايات الخاصة في باريس والتي تنظر في القضية منذ خمسة أشهر "لم أقم حتى بأي خدش".


ويشير العضو الوحيد الذي لا زال على قيد الحياة من بين أعضاء المجموعة "الجهادية" التي أوقعت بـ 130 ضحية، في باريس وسان دوني في هذا العمل الارهابي، إلى أنه "منذ بدء هذه القضية، لم يتم التوقف عن الافتراء بحقي"، مؤكدا من جديد انتمائه لتنظيم "الدولة الإسلامية".

واعتبر المغربي الأصل بأن "الأحكام الصادرة في قضايا الإرهاب شديدة للغاية" مضيفا "أنا أتفهم أن القضاء يريد أن يكون ذلك قدوة" لكنه يبعث بذلك "رسالة".

كما أوضح "في المستقبل، عندما يصعد شخص ما في مترو أنفاق أو في حافلة وبحوزته حقيبة مليئة بـ 50 كيلوغراما من المتفجرات وتساوره في اللحظة الأخيرة الرغبة بالعدول، سيعرف أن ليس لديه الحق، وإلا فسيتم سجنه أو قتله".

المحاكمة في قضية الهجمات من المقرر أن تنتهي في ماي المقبل 2022.

وفي أول جلسة استجواب ستطول ليومين، سينحصر استجواب عبد السلام بالفترة التي سبقت شتنبر 2015.

الاستجواب الذي يروم الكشف عن الغموض المحيط بمهمة هذا "الجهادي"، وهل تراجع عن تفعيل حزامه الناسف؟ لهذا وجب انتظار الجلسات القادمة وما ستأتي به من حقائق على لسان المُسْتَجْوَب.

وبعد خمس ساعات من بدء جلسة الاستجواب سألته محامية الضحايا أوريلي سيرسو عن "توبته"، واعتبر عبد السلام أن "الأشخاص الذين لم يقتلوا أحدا، لا يمكننا إدانتهم كما لو كانوا قادة الدولة الإسلامية، هذا غير معقول" (يقول عبد السلام).

وبعد أن ضغط محامو الضحايا بالأسئلة حول انضمامه و"وفائه وحبه" لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي "يضفي شرعية" على أنشطته، ردد المتهم الرئيسي "لا أمثل أي خطر على المجتمع".

وتابع صلاح عبد السلام "إذا أطلقوا سراحي غدا، فلن أهاجم أحدا"، لكنه اعترف بـ"نصيب من المسؤولية في هذه القضية"، وعبَّر عن أسفه لـ "شيطنته" في فرنسا والعمل على "إلقاء كل المسؤولية على عاتقه".

هذا وتمحورت أسئلة محامو الضحايا حول ازدواجية أفكاره وأفعاله، فمن جهة لا يشكك المتهم في التزامه مع التنظيم المتطرف - وهو يعتبر أن عمليات الذَّبح والقتل التي نفّذها تنظيم داعش بحق "الكفار" تمثل "افتراءات" لم يرتكبها.

ومن ناحية أخرى، يتحدث عبد السلام عن "ورطة" وجد نفسه فيها بعد أن انضم أخوه الأكبر ومَثلهُ الأعلى إبراهيم عبد السلام الذي شارك في اعتداءات 13 نوفمبر، و"صديقه المقرب" عبد الحميد أبا عود منسق الهجمات، إلى صفوف تنظيم داعش في سوريا.

وأوضح صلاح عبد السلام قائلا "كانت لي روابط في بلجيكا، أي والديّ وخطيبتي"، وفي ذات الوقت كان هناك "الإخوة" في سوريا "ذبحوا". وأردف المُحاكم بصوت شبه خافت "عندما أعود إلى المنزل مساء، كنت أبكي أحيانا وأذرف بعض الدموع".

وبدأ استجواب المتهمين الـ 14 الحاضرين في المحكمة، حيث استخدم اثنان منهم بالفعل حقهما في عدم الكلام والتزام الصمت، أولهما السويدي أسامة كريم الذي قال إن "هذه المحاكمة وهم"، والذي أبى أن يحضر الجلسات لأسابيع طويلة قبل أن يجلس في قفص الاتهام قبل أمس الثلاثاء المنصرم، وكذلك البلجيكي المغربي محمد بقالي الذي قال للقضاة قائلا "كلامي مشكوك فيه دائما، ليس له قيمة".

وكان صلاح عبد السلام قد التزم الصمت أثناء التحقيق معه بشكل شبه مستمر، وتحدث مرة واحدة ليدفع لتبرءة أحد المتهمين وفي أخرى ليطلق خطبة دينية.

لكن منذ أن بدأت المحاكمة، أعلن عبد السلام موقفه، حيث أنه في اليوم الأول، قدَّم نفسه على أنه "جندي" في تنظيم داعش، ثم أعلن أن "13 نونبر كان حتميا" بسبب ما تقوم به فرنسا من تدخلات في سوريا، قبل أن يدعو إلى "الحوار" لتجنب المزيد من الهجمات، وذلك أمام الادعاء.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح