المزيد من الأخبار






تخلّى عن مليلية لصالح الرباط.. هجوم لاذع على وزير خارجية إسبانيا


ناظورسيتي: متابعة

في خطوة لا تخلو من التناقض ومحاولة للهروب من المسؤولية، شنّت النائبة البرلمانية عن حزب الشعب الإسباني في مليلية المحتلة، صوفيا أسيدو، هجومًا حادًا على وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، متهمة إياه بـ"التخلي عن مصالح المدينة" لصالح المغرب، في تصريحات تعكس انزعاجًا واضحًا من التحولات الإقليمية التي باتت تُعيد ترتيب موازين القوة في المنطقة.

وفي مداخلة لها، عبّرت أسيدو عن غضبها من تجاهل الحكومة المركزية لمطالب مليلية، متهمة ألباريس بـ”التواطؤ الضمني” مع السياسات المغربية، خصوصًا في ملف إغلاق الجمارك التجارية وتجميد نظام عبور المسافرين. وقالت: “الحكومة تكتفي بالتصفيق لما يقرره المغرب، دون أن تدافع عن حقوق المواطنين الإسبان في مليلية”.

وأضافت النائبة أن ألباريس خصّص دقيقتين فقط للحديث عن مشاكل الحدود في مداخلته الأخيرة أمام البرلمان، وهو ما اعتبرته دليلاً على أن الحكومة “تمر مرور الكرام على ملف في غاية الخطورة”، رغم أن سكان مليلية يعيشون يوميًا تبعاته الاقتصادية والاجتماعية.


وأكدت أن المدينة تمر بـ”أسوأ مراحلها التجارية”، وأن الوعود الحكومية بوجود “خريطة طريق” منذ عام 2021 لم تُترجم على أرض الواقع. وقالت: “كل شيء يتم بشروط المغرب، بدون ضمانات قانونية، ما يجعل أي استثمار في المدينة شبه مستحيل”.

ولم تقتصر أسيدو في هجومها على وزير الخارجية فقط، بل اتهمت مندوبة الحكومة في مليلية بأنها مجرد “مصفقة رسمية لقرارات مدريد”، حتى وإن كانت هذه القرارات ضد مصالح المدينة.

وطالبت النائبة بعقد جلسة برلمانية خاصة لمناقشة ملف الجمارك ونظام المسافرين، مشددة على أن “قرارات المغرب السيادية لا تعنينا بقدر ما تعنينا قرارات حكومتنا التي يجب أن تحمي مليلية لا أن تسلّمها للجهة الأخرى من الحدود”

وتأتي هذه التصريحات في سياق محاولات حزب الشعب الإسباني، الذي يتولى تدبير الشأن المحلي في مليلية، لتضليل الرأي العام الإسباني وتحميل الحكومة المركزية مسؤولية الفشل التنموي والاقتصادي الذي تعرفه المدينة، في حين أن الواقع يثبت أن الحزب نفسه لم يقدّم أي حلول جادة منذ سنوات لتحسين ظروف العيش والاستثمار في هذه البقعة التي تعيش وضعًا غير طبيعي نتيجة فشل السياسات المحلية.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه أسيدو عن "مصالح الإسبان في مليلية"، تتجاهل أن تلك المصالح تقوم على وضع استعماري مرفوض، وأن أي خطوة مغربية لإعادة ترتيب الأوضاع على الحدود أو تنظيم عمليات العبور والتجارة، هي في صميم السيادة الوطنية، ولا تقبل الإملاءات الخارجية.

وما يُثير الاستغراب هو مطالبة الحزب بعقد جلسة خاصة لمناقشة قرارات المغرب السيادية، في وقت لم تُعقد فيه أي جلسة لتقييم أوضاع مليلية المتدهورة تحت إدارة الحزب نفسه، الذي لم يُقدم سوى خطابات عدائية ضد المغرب بدل تقديم بدائل عملية تخرج المدينة من أزمتها الخانقة.

وتأتي هذه الحملة الإعلامية والسياسية في ظل تزايد الوعي الأوروبي والدولي بعدالة الموقف المغربي في قضايا السيادة، وهو ما يبدو أنه يُزعج بعض التيارات اليمينية في إسبانيا، والتي لم تستوعب بعد أن الزمن القديم قد ولّى، وأن المغرب اليوم يتحدث من موقع الند، لا التابع.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح