
ناظورسيتي: خاص
حوالي الساعة العاشرة صباحا من يوم الثاني والعشرين من يوليوز، سُلمت في مليلية للكومندان لوبيث رويث برقية عاجلة لتوها من أنوال. فقرأ توليو لوبيث نص هذه البرقية:"نحن بخير.سلام حار.خوان".في ثلاث كلمات إذن، هدأ مساعد سيلفيستري السيد خوان نظيره ايرنانديث أولاغيبل، فاطمأنت القيادة العسكرية،وما هي إلا دقائق حتى تغير كل شيء.
كان المجلس العسكري يعقد جلساته، بكيفية مستمرة،داخل خيمة سيلفيستري، وفجأة دخل الكومندان بيار المسؤول عن كارثة أبران، وهناك وتحت أشعة الشمس المحرقة تجلت للعيان "الحركة" وعي تتقدم بخطوات متزنة عبر الطريق الملتوية. كانت الاعداد كبيرة، وقد وزعت إلى ثلاث أو خمس فرق بحيث لا نتوفر على أرقام مضبوطة بشأنها، فأعطت الانطباع على وجود جيش منظم وقوي.فعم القلق، وفجأة بدأت طلقات النيران تدوي عاليا،وعمت الفوضى،فنادى سيلفستري على يامس،فوجد هذا الأخير صعوبة جمة في الصعود إلى خيمة الجنرال. وكرر سيلفيستري أوامره التي جاءت على النحو التالي: "يجب أن لا يذكر القادة شيئا لضباطهم حتى لا يتسرب النبأ إلى الجيش،فيدب الرعب في النفوس وتعم الفوضى". وذكر سيلفيستري يامس مرة أخرى بثلاثة أمور، تلخصت في تعطيل وإتلاف المدفعية الخفيفة مع ترك المعسكر على حاله،وأخيرا منع كليا أخذ الأمتعة. قبل سيلفيستري بفكرة الانسحاب لكنه لن يتحمل شبح العار الذي سيطارده بسبب هذا الهروب الجماعي، لكن ما حدث هو أن الكل عارض الأوامر.
تجمهر عدد من القادة عند مدخل خيمة سيلفيستري، ودخلوا في نقاش حاد وهم يتبادلون عبارات اللوم والعتاب الصارخ. وفي الجهة الأخرى كانت رصاصات الريفيين تحصد أرواحا على الدواب والرجال.واحتدم النقاش بين الضباط غير العابئين بالفوضى التي تحيط به، ورأى القائد بيدرو شاكون فالديكانياس من المدفعية، كيف أن الكولونيل الذي كان رئيسا على تلك الثكنة، يحتج بقوله انه الشخص الوحيد الذي صوت داخل مجلس الرؤساء بعدم مغادرة الموقع، وانه مستعد للانتحار عوض الانسحاب. وفي رباطة جأش توسل شاكون لمانيلا بالعدول عن موقفه، الأمر هذا سيؤثر على معنويات الجيش الذي يسمعه.لكن الكولونيل عقب بقوله أن الأمر لم يعد يهمه. تملك الجميع الشعور بالكارثة،وسرت بين الجند إشاعات مرعبة تفيد بأن الجنرال يبحث عن مسدس ليقدم على الانتحار.كان الأمر منطقيا. فسيلفيستري نادرا ما كان يحمل السلاح.
وحانت لحظة وداع أخرى مع مانويل فرنانديث سيلفيستري دوارتي وهو يودع أباه ويقدم له التحية الرسمية.كان الاثنان يرغبان في كتم عواطفهما،واستعد الملازم للصعود إلى السيارة، ثم استدار عند سماعه لصوت الجنرال وهو يناديه بلقب الدلل،كما في طفولته "وداعا بوليطي". وسيروي مانويل هذا المشهد الدرامي للملك ألفونصو الثالث عشر الذي استقبله بعد الحدث بخمسة أيام في جلسة خاصة.واعترف: "خرجت دون أن اسلم عليه لتضايقي من الأحداث".
كان جهاز الراديو ما يزال بخيلر، وقام سيلفيستري بإرسال اخر برقية إلى برنكر يخبره فيها بأن العدو يتقدم نحو الأمام في فرق يزداد عددها في كل لحظة،ولا شيء في حوزته سوى مائة خرطوشة لكل رجل،وأنه اصدر أوامره بالرحيل إلى ابن طيب.وفي فندق تطوان تسلم البرقية ضابط طويل القامة يعرف باسم الكومندان خوان بيغبيدر أتيينثا كان عمره 33 سنة، وهو من أصبح فيما بعد مقيما عاما ثم وزيرا للشؤون الخارجية ما بين 1942و1944 في عهد فرانكو.وسجل بيغبيدرو هذه الجمل المأساوية التي تنذر بحلول فاجعة قريبة وأسرع بتسليم النص إلى رئيسه برنكر...
حوالي الساعة العاشرة صباحا من يوم الثاني والعشرين من يوليوز، سُلمت في مليلية للكومندان لوبيث رويث برقية عاجلة لتوها من أنوال. فقرأ توليو لوبيث نص هذه البرقية:"نحن بخير.سلام حار.خوان".في ثلاث كلمات إذن، هدأ مساعد سيلفيستري السيد خوان نظيره ايرنانديث أولاغيبل، فاطمأنت القيادة العسكرية،وما هي إلا دقائق حتى تغير كل شيء.
كان المجلس العسكري يعقد جلساته، بكيفية مستمرة،داخل خيمة سيلفيستري، وفجأة دخل الكومندان بيار المسؤول عن كارثة أبران، وهناك وتحت أشعة الشمس المحرقة تجلت للعيان "الحركة" وعي تتقدم بخطوات متزنة عبر الطريق الملتوية. كانت الاعداد كبيرة، وقد وزعت إلى ثلاث أو خمس فرق بحيث لا نتوفر على أرقام مضبوطة بشأنها، فأعطت الانطباع على وجود جيش منظم وقوي.فعم القلق، وفجأة بدأت طلقات النيران تدوي عاليا،وعمت الفوضى،فنادى سيلفستري على يامس،فوجد هذا الأخير صعوبة جمة في الصعود إلى خيمة الجنرال. وكرر سيلفيستري أوامره التي جاءت على النحو التالي: "يجب أن لا يذكر القادة شيئا لضباطهم حتى لا يتسرب النبأ إلى الجيش،فيدب الرعب في النفوس وتعم الفوضى". وذكر سيلفيستري يامس مرة أخرى بثلاثة أمور، تلخصت في تعطيل وإتلاف المدفعية الخفيفة مع ترك المعسكر على حاله،وأخيرا منع كليا أخذ الأمتعة. قبل سيلفيستري بفكرة الانسحاب لكنه لن يتحمل شبح العار الذي سيطارده بسبب هذا الهروب الجماعي، لكن ما حدث هو أن الكل عارض الأوامر.
تجمهر عدد من القادة عند مدخل خيمة سيلفيستري، ودخلوا في نقاش حاد وهم يتبادلون عبارات اللوم والعتاب الصارخ. وفي الجهة الأخرى كانت رصاصات الريفيين تحصد أرواحا على الدواب والرجال.واحتدم النقاش بين الضباط غير العابئين بالفوضى التي تحيط به، ورأى القائد بيدرو شاكون فالديكانياس من المدفعية، كيف أن الكولونيل الذي كان رئيسا على تلك الثكنة، يحتج بقوله انه الشخص الوحيد الذي صوت داخل مجلس الرؤساء بعدم مغادرة الموقع، وانه مستعد للانتحار عوض الانسحاب. وفي رباطة جأش توسل شاكون لمانيلا بالعدول عن موقفه، الأمر هذا سيؤثر على معنويات الجيش الذي يسمعه.لكن الكولونيل عقب بقوله أن الأمر لم يعد يهمه. تملك الجميع الشعور بالكارثة،وسرت بين الجند إشاعات مرعبة تفيد بأن الجنرال يبحث عن مسدس ليقدم على الانتحار.كان الأمر منطقيا. فسيلفيستري نادرا ما كان يحمل السلاح.
وحانت لحظة وداع أخرى مع مانويل فرنانديث سيلفيستري دوارتي وهو يودع أباه ويقدم له التحية الرسمية.كان الاثنان يرغبان في كتم عواطفهما،واستعد الملازم للصعود إلى السيارة، ثم استدار عند سماعه لصوت الجنرال وهو يناديه بلقب الدلل،كما في طفولته "وداعا بوليطي". وسيروي مانويل هذا المشهد الدرامي للملك ألفونصو الثالث عشر الذي استقبله بعد الحدث بخمسة أيام في جلسة خاصة.واعترف: "خرجت دون أن اسلم عليه لتضايقي من الأحداث".
كان جهاز الراديو ما يزال بخيلر، وقام سيلفيستري بإرسال اخر برقية إلى برنكر يخبره فيها بأن العدو يتقدم نحو الأمام في فرق يزداد عددها في كل لحظة،ولا شيء في حوزته سوى مائة خرطوشة لكل رجل،وأنه اصدر أوامره بالرحيل إلى ابن طيب.وفي فندق تطوان تسلم البرقية ضابط طويل القامة يعرف باسم الكومندان خوان بيغبيدر أتيينثا كان عمره 33 سنة، وهو من أصبح فيما بعد مقيما عاما ثم وزيرا للشؤون الخارجية ما بين 1942و1944 في عهد فرانكو.وسجل بيغبيدرو هذه الجمل المأساوية التي تنذر بحلول فاجعة قريبة وأسرع بتسليم النص إلى رئيسه برنكر...