
ناظورسيتي - بـدر أعراب
لـو طُلـب من معارفه وأصدقائه وكل من قيض لـه الاشتغال إلى جانبه، أو حتى ممن لم يعرفوه عن كثب، أنْ يختصروا حياة الفنان المقتدر عمر خلوقي الذي رحل في صمت، سواء حياته الخاصة أو الفنية، في كلمة واحدة، لـكانت الإجابة بلا ريب، أنه كان "عصامي" ولا شيء غير ذلـك.
لـقد تَوَّج "عمر خلوقي" الذي حافظ على طبعه البدوي بين أرجاء بلدة "رخميس أقذيم"، الطبع الذي طالما اِفتخر بكون المدينة التي عاش على إيقاع صخبها وضوضائها، لم تؤثر في شخصه، مساره الدراسي بإجازة في شعبة الأدب العربي من كلية العلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، قبل أن يعود إلى رحابها بعد عقود زمنية، ليستأنف تحصيله العلمي في سلك الماستر.
وبـعد إفراغـه من الدراسة، خصص قسطا كبيرا من وقته لممارسة عشقه الذي اِفتتن به حدّ الهوس، وهو "أبو الفنون" الذي سنَح لـه باعتلاء الرّكح، بحيث جسَّد تحت أضوائه الساطعة أدواراً محورية ورئيسية ضمن عروضٍ مسرحية، نجحت في إذاعة صيتها وإشعاعها داخل أرض الوطن وخارجه كالعمل الصائت "أرياز ن وارغ" التي جاب فريقها الديار الأوربية لبث الفرجوية.
ولـم يستطع خلوقي، الإنسان الذي ترعرع في أحضان البادية مغترفاً من مشرب بيئتها الصلبة والوعرة، عيش حياة البطالة بعد نيله ديبلومه الجامعي، على غرار فئة واسعة من شباب المدينة، بحيث راح يستعيض عن بلائِها بمزاولة بيع الخضر والفواكـه، مقتدياً بـ"الفلاحين" من ذوي الآنفة الذين ليس الاقتعاد عن العمل من شيمهم ولا من "الرجولة"..
وإلـى جانب ارتياده باستمرار الأسواق الأسبوعية بالمنطقة لمزاولة تجارته، اِمتهن أيضا الراحل عمر خلوقي التدريس خلال تسعينيات القرن الماضي ومطلع عشرية الألفية الثالثة، بعدما اِلتحق بإحدى المدارس الخصوصية التي تتلمذ خلالها على يديه أفواج من أبناء الناظور، بعدما أفلح في المزاوجة بين "التجارة والتدريس" اللتين كانتا تحققان في دواخله سعادة لا توصف لسببين، الأول كونه نشأ "فلاحاً" من جهة، ومن جهة أخرى شغفه بالعلم وحبّه الثقافـة التي مكّنه موقع "التدريس" من التوّسع في مجالها.
خلوقي الأستاذ وبائع الخضروات، الذي فارق الحياة بسبب مرض عضال إشتد بـه، يوم أمس الأحد، عن سنّ 51 ربيعاً، تاركاً أسرة صغيرة تواجه نوائب الدهر في عناية ربٍّ رحيم، لـم يأسف يوماً لخذلان العشيرة، ولم يكشو يوماً تقصير أحدٍ اتجاهـه، مع أنّ القليل ممن هُم معدودون على رؤوس الأصابع، من بادروا إلى عيادته وهـو طريح الفراش، إلى أن غادر في صمت دونما حتى أن يوّجه لوماً لأحـد فنانا كان أو صديقاً أو وصيا على قطاع..
الرّاحل عمر خلوقي، كان قيد حياته، يعتبر أقدم خضّار بالأسواق الأسبوعية المحلية، وأحـبّ فنانٍ إلى قلوب فناني المنطقة ونخبتها المثقفـة، وأعـزّ أستاذ لدى رقعة كبيرة من التلامذة الذين عاصروا مرحلة مزاولته التدريس، أحبّه الصغير قبل الكبير، بفضل روحه المرحة وثقافته الواسعة وبساطته وطيبته التي كان يغمر بها الجميع، لذلك عندما نعاه كل من يعرفه بثوا على جدران مواقع التواصل الاجتماعية، كلمة واحدة قائلة "لن ننساك يا بطـل..".
لـو طُلـب من معارفه وأصدقائه وكل من قيض لـه الاشتغال إلى جانبه، أو حتى ممن لم يعرفوه عن كثب، أنْ يختصروا حياة الفنان المقتدر عمر خلوقي الذي رحل في صمت، سواء حياته الخاصة أو الفنية، في كلمة واحدة، لـكانت الإجابة بلا ريب، أنه كان "عصامي" ولا شيء غير ذلـك.
لـقد تَوَّج "عمر خلوقي" الذي حافظ على طبعه البدوي بين أرجاء بلدة "رخميس أقذيم"، الطبع الذي طالما اِفتخر بكون المدينة التي عاش على إيقاع صخبها وضوضائها، لم تؤثر في شخصه، مساره الدراسي بإجازة في شعبة الأدب العربي من كلية العلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، قبل أن يعود إلى رحابها بعد عقود زمنية، ليستأنف تحصيله العلمي في سلك الماستر.
وبـعد إفراغـه من الدراسة، خصص قسطا كبيرا من وقته لممارسة عشقه الذي اِفتتن به حدّ الهوس، وهو "أبو الفنون" الذي سنَح لـه باعتلاء الرّكح، بحيث جسَّد تحت أضوائه الساطعة أدواراً محورية ورئيسية ضمن عروضٍ مسرحية، نجحت في إذاعة صيتها وإشعاعها داخل أرض الوطن وخارجه كالعمل الصائت "أرياز ن وارغ" التي جاب فريقها الديار الأوربية لبث الفرجوية.
ولـم يستطع خلوقي، الإنسان الذي ترعرع في أحضان البادية مغترفاً من مشرب بيئتها الصلبة والوعرة، عيش حياة البطالة بعد نيله ديبلومه الجامعي، على غرار فئة واسعة من شباب المدينة، بحيث راح يستعيض عن بلائِها بمزاولة بيع الخضر والفواكـه، مقتدياً بـ"الفلاحين" من ذوي الآنفة الذين ليس الاقتعاد عن العمل من شيمهم ولا من "الرجولة"..
وإلـى جانب ارتياده باستمرار الأسواق الأسبوعية بالمنطقة لمزاولة تجارته، اِمتهن أيضا الراحل عمر خلوقي التدريس خلال تسعينيات القرن الماضي ومطلع عشرية الألفية الثالثة، بعدما اِلتحق بإحدى المدارس الخصوصية التي تتلمذ خلالها على يديه أفواج من أبناء الناظور، بعدما أفلح في المزاوجة بين "التجارة والتدريس" اللتين كانتا تحققان في دواخله سعادة لا توصف لسببين، الأول كونه نشأ "فلاحاً" من جهة، ومن جهة أخرى شغفه بالعلم وحبّه الثقافـة التي مكّنه موقع "التدريس" من التوّسع في مجالها.
خلوقي الأستاذ وبائع الخضروات، الذي فارق الحياة بسبب مرض عضال إشتد بـه، يوم أمس الأحد، عن سنّ 51 ربيعاً، تاركاً أسرة صغيرة تواجه نوائب الدهر في عناية ربٍّ رحيم، لـم يأسف يوماً لخذلان العشيرة، ولم يكشو يوماً تقصير أحدٍ اتجاهـه، مع أنّ القليل ممن هُم معدودون على رؤوس الأصابع، من بادروا إلى عيادته وهـو طريح الفراش، إلى أن غادر في صمت دونما حتى أن يوّجه لوماً لأحـد فنانا كان أو صديقاً أو وصيا على قطاع..
الرّاحل عمر خلوقي، كان قيد حياته، يعتبر أقدم خضّار بالأسواق الأسبوعية المحلية، وأحـبّ فنانٍ إلى قلوب فناني المنطقة ونخبتها المثقفـة، وأعـزّ أستاذ لدى رقعة كبيرة من التلامذة الذين عاصروا مرحلة مزاولته التدريس، أحبّه الصغير قبل الكبير، بفضل روحه المرحة وثقافته الواسعة وبساطته وطيبته التي كان يغمر بها الجميع، لذلك عندما نعاه كل من يعرفه بثوا على جدران مواقع التواصل الاجتماعية، كلمة واحدة قائلة "لن ننساك يا بطـل..".