ناظورسيتي: متابعة
شهد المركب الثقافي بمدينة الناظور خلال الأسابيع الأخيرة أشغال صيانة وإصلاح شاملة شملت مختلف مرافقه، وعلى رأسها قاعة العروض التي ظهرت في حلة جديدة بعد سنوات من التدهور والإهمال.
هذه الخطوة لاقت ارتياحا لدى الشارع الناظوري، خصوصا أن المركب ظل لسنوات أحد أبرز المعالم الثقافية بالمدينة، قبل أن يتحول إلى موضوع شكاوى وانتقادات بسبب غياب الصيانة وسوء التدبير.
غير أن ما أثار الجدل مؤخرا هو إعلان عودة مهرجان السينما بالناظور لاستغلال المركب في نسخته الجديدة، ليكون أول نشاط يُقام بعد الترميم، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول مسؤولية الجهات المعنية في ضمان احترام شروط الاستغلال والحفاظ على المرافق العامة.
سبق أن وُجهت للمهرجان اتهامات متكررة بالتسبب في تخريب جزء من تجهيزات المركب خلال دورات سابقة، بعد تغيير مكونات داخلية دون ترخيص، من بينها الستائر والألوان والنوافذ والإضاءة، وهي الخروقات التي وثقها محضر رسمي بطلب من فعاليات جمعوية، أبرزها جمعية "أمزيان"، التي طالبت حينها بفتح تحقيق ومحاسبة المتسببين.
واليوم، بعد تخصيص ميزانية مهمة لإصلاح المركب، تتجدد المخاوف من تكرار نفس السيناريوهات القديمة في ظل غياب دفتر تحملات واضح ينظم عملية الاستغلال. وهنا تبرز مسؤولية المجلس الإقليمي للناظور، الذي كان من المفترض أن يضع شروطا صارمة لاستخدام المرفق العمومي، بدل الاكتفاء بقرارات ظرفية سرعان ما تُنسى بعد كل إصلاح.
إعادة تأهيل المركب لا ينبغي أن تكون نهاية المشكل، بل بداية لمرحلة جديدة من التسيير الرشيد تضمن استدامة البنية الثقافية وتمنع أي جهة من العبث بها. كما أن المجلس الإقليمي مطالب بإخراج نظام قانوني واضح لاستغلال المرافق العمومية يحدد الحقوق والالتزامات والعقوبات في حال الإضرار بالممتلكات العامة.
وفي المقابل، يتوجب على الجهة المنظمة لمهرجان السينما إظهار قدر من المسؤولية والالتزام، ورد الاعتبار للثقافة المحلية، بدل أن تتحول التظاهرة إلى مصدر جدل كل عام. الحفاظ على المركب ليس ترفا، بل واجبا أخلاقيا وثقافيا تجاه المدينة وساكنتها، خصوصا وأن الناظور بحاجة ماسة إلى فضاءات تليق بتاريخها وإشعاعها الفني.
ويبقى السؤال مطروحا في انتظار وضوح تدبير المركب مستقبلا: هل سيتعلم المجلس الإقليمي من أخطاء الماضي، أم أن المركب سيستمر في دورة متكررة من الإصلاح ثم الإهمال؟
شهد المركب الثقافي بمدينة الناظور خلال الأسابيع الأخيرة أشغال صيانة وإصلاح شاملة شملت مختلف مرافقه، وعلى رأسها قاعة العروض التي ظهرت في حلة جديدة بعد سنوات من التدهور والإهمال.
هذه الخطوة لاقت ارتياحا لدى الشارع الناظوري، خصوصا أن المركب ظل لسنوات أحد أبرز المعالم الثقافية بالمدينة، قبل أن يتحول إلى موضوع شكاوى وانتقادات بسبب غياب الصيانة وسوء التدبير.
غير أن ما أثار الجدل مؤخرا هو إعلان عودة مهرجان السينما بالناظور لاستغلال المركب في نسخته الجديدة، ليكون أول نشاط يُقام بعد الترميم، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول مسؤولية الجهات المعنية في ضمان احترام شروط الاستغلال والحفاظ على المرافق العامة.
سبق أن وُجهت للمهرجان اتهامات متكررة بالتسبب في تخريب جزء من تجهيزات المركب خلال دورات سابقة، بعد تغيير مكونات داخلية دون ترخيص، من بينها الستائر والألوان والنوافذ والإضاءة، وهي الخروقات التي وثقها محضر رسمي بطلب من فعاليات جمعوية، أبرزها جمعية "أمزيان"، التي طالبت حينها بفتح تحقيق ومحاسبة المتسببين.
واليوم، بعد تخصيص ميزانية مهمة لإصلاح المركب، تتجدد المخاوف من تكرار نفس السيناريوهات القديمة في ظل غياب دفتر تحملات واضح ينظم عملية الاستغلال. وهنا تبرز مسؤولية المجلس الإقليمي للناظور، الذي كان من المفترض أن يضع شروطا صارمة لاستخدام المرفق العمومي، بدل الاكتفاء بقرارات ظرفية سرعان ما تُنسى بعد كل إصلاح.
إعادة تأهيل المركب لا ينبغي أن تكون نهاية المشكل، بل بداية لمرحلة جديدة من التسيير الرشيد تضمن استدامة البنية الثقافية وتمنع أي جهة من العبث بها. كما أن المجلس الإقليمي مطالب بإخراج نظام قانوني واضح لاستغلال المرافق العمومية يحدد الحقوق والالتزامات والعقوبات في حال الإضرار بالممتلكات العامة.
وفي المقابل، يتوجب على الجهة المنظمة لمهرجان السينما إظهار قدر من المسؤولية والالتزام، ورد الاعتبار للثقافة المحلية، بدل أن تتحول التظاهرة إلى مصدر جدل كل عام. الحفاظ على المركب ليس ترفا، بل واجبا أخلاقيا وثقافيا تجاه المدينة وساكنتها، خصوصا وأن الناظور بحاجة ماسة إلى فضاءات تليق بتاريخها وإشعاعها الفني.
ويبقى السؤال مطروحا في انتظار وضوح تدبير المركب مستقبلا: هل سيتعلم المجلس الإقليمي من أخطاء الماضي، أم أن المركب سيستمر في دورة متكررة من الإصلاح ثم الإهمال؟

بعد أشغال الترميم.. من يحمي المركب الثقافي بالناظور من العودة إلى الفوضى
