المزيد من الأخبار






المغرب يكشف عن مؤشرات واعدة للذهب والمعادن الاستراتيجية


المغرب يكشف عن مؤشرات واعدة للذهب والمعادن الاستراتيجية
ناظورسيتي: متابعة

سجّل المغرب خلال سنة 2025 تقدمًا مهمًا في مجال التنقيب المعدني، بعدما أعلن المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن عن مؤشرات قوية تُشير إلى وجود تراكيز واعدة من الذهب في مناطق متعددة بالأقاليم الجنوبية، أبرزها الورمة وجلوة وإيمطلان-تيشلا، ما يعزز آمال المملكة في التحول إلى لاعب إقليمي رئيسي في قطاع المعادن النفيسة، خصوصًا مع ارتفاع الطلب العالمي على الموارد المعدنية الاستراتيجية.

وبحسب التقرير السنوي للمكتب، أظهرت نتائج الاستكشاف الأخيرة مؤشرات جيولوجية واعدة، تعكس نجاح المقاربة العلمية الحديثة في تحليل المعطيات المعدنية. وقد اعتمد المكتب على تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد لتحديد أكثر المناطق غنى بالموارد، ما رفع دقة التحاليل وسرّع وتيرة عمليات التنقيب.

ولم تقتصر جهود المكتب على الذهب فقط، بل شملت أيضًا المعادن الحيوية ذات القيمة الاستراتيجية مثل النحاس والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة، وهي مكونات أساسية لمشاريع الانتقال الطاقي والاقتصاد الأخضر. كما تم إطلاق حملات ميدانية متقدمة باستخدام الجيوفيزياء والجيوكيمياء لرسم خريطة دقيقة للثروات المعدنية الوطنية.


وعلى المستوى الميداني، واصل المكتب برامجه الاستكشافية في مناطق ترغاط ومريجة وأولاد يعقوب، حيث أظهرت النتائج الأولية مؤشرات إيجابية على معادن حيوية. كما كشفت الدراسات في عين ورما عن رمال سيليسية عالية النقاء تتجاوز 95%، فيما أظهرت بحوث بني يزناسن (بركان) توفر كاولين خزفي عالي الجودة، ما يمهد لإطلاق صناعات تحويلية وطنية في مجالات السيراميك والمواد المتقدمة.

ويرى المكتب أن سنة 2025 تمثل نقطة تحول حقيقية في تطوير القطاع المعدني الوطني، ليس فقط عبر توسيع عمليات التنقيب، بل من خلال تأهيل الكفاءات الوطنية وتعزيز الشراكات الدولية لجذب الاستثمارات الأجنبية.

وفي ظل الارتفاع العالمي في الطلب على المعادن الحيوية المستخدمة في البطاريات والسيارات الكهربائية والتقنيات الطاقية الحديثة، يضع المغرب نفسه في موقع استراتيجي للاستفادة من هذا التحول، من خلال بناء قطاع تعدين مستدام يشكل رافعة للنمو الاقتصادي وركيزة لتعزيز السيادة الصناعية والطاقية للمملكة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح