المزيد من الأخبار






المغرب الجزائر الحذر المتبادل.. كتاب شيق يطرح اشكاليات وحلول للأزمة بين البلدين


المغرب الجزائر الحذر المتبادل.. كتاب شيق يطرح اشكاليات وحلول للأزمة بين البلدين
ناظورسيتي: متابعة

صدرت مؤخرا النسخة العربية للكتاب "المغرب الجزائر الحذر المتبادل" للصحفي الطيب دكار، الذي عاش لمدة 10 سنوات في الجزائر في مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ الجارة الجزائر والتي عرفت متغيرات سياسية عميقة وكذا اندلاع اعمال العنف، وكان خلال هذه الفترة قريبا من مجموعة من المسؤولين الجزائرين بحكم اشتغاله مديرا لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بالجزائر.

وبما أن الجهة الشرقية تعتبر منطقة حدودية مع دولة الجزائر، ولما في هذا الكتاب من معلومات مهمة، حول مجموعة من الأمور التي تهم القضية الوطنية الأولى، نقدم لكم هذه القراءة في مضامين الكتاب الشيق الذي يحتوي على 259 صفحة ، يحلل من خلاله الكاتب العديد من المراحل والحقبات المهمة ويعطي من خلالها حلولا جوهرية للأزمة بين البلدين.

بوتفليقة ومسؤولية تدهور العلاقة

يقول الصحفي دكار في تمهيد كتابه على أن بوتفليقة يتحمل مسؤولية كبيرة في تدهور العلاقة بين المغرب والجزائر، ووضع في البداية سؤالا مهما حول تصريح ادلى به بوتفليقة لوكالة المغرب العربي للأنباء سنة 1975 بمطار الرباط، حين قال بأن الجزائر "لا ناقة ولا جمل لها في الصحراء"، وقال دكار أين نحن من هذا التصريح.

وأضاف في كتابه الصادر حديثا، "إن كل الآمال التي كان بعض المغاربة يعقدونها في انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تبخرت واندثرت. كان المغاربة ينظرون إليه كشاهد على مسؤولية بلده الكاملة في المأساة التي تعرفها العلاقات بين البلدين منذ زمن بعيد إذ أنه هو من وقع جميع الاتفاقيات بين البلدين"

وحسب تقديره الشخصي فإن الوضع في الصحراء سيبقى متوترا وسوف يعرف تصعيدا خطيرا قد يشكل سابقة منذ 1975 اذا ما أقدمت الجزائر على نقل اللاجئين المتواجدين بتندوف إلى ما وراء جدار الدفاع المغربي للتخلص من هذا الإرث الثقيل للنظام الجزائري

فتح مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء


يحكي دكار في كتابه على أنه وصل إلى الجزائر، كأول مراسل لوكالة المغرب العربي للأنباء، وان افتتاح هذا المكتب أتى من أجل تطبيع العلاقة مع الجزائر، وعودة المياه الديبلوماسية إلى مجاريها.

ويبرز دكار على أن الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الشادلي، عينا شخصيتين مرموقتين كسفيرين من أجل حسن تدبير المرجلة الأولى للتطبيع.

ويوضح الطيب كيف عاشت الجزائر ازمة كبرى في المواد الغذائية والمواد الإستهلاكية، وكيف كانوا يخزنون ما يحتاجونه في المنازل، حتى أصبح غياب الزبدة عن المتاجر يلهم الفنانيين الشباب، بالإضافة الى غياب كل قطاع الغيار المتعلقة بالسيارات

ووسط هذا الحكي وظروف الحياة في الجزائر الذي عاشها في سنته الأولى يحكي دكار، على أنه كان في عطلة بالمغرب وبمدينة وجدة، ليتم الإتصال به من الوكالة وطلب منه للإتحاق بالرباط، ليخبروه بتعيينه بمكتب الوكالة بالجزائر.

ويعبر بنا الكاتب الى اكتشفاه جملة من الامور الغريبة في دولة الجزائر، وكيف كان اعضاء الحزب الواحد ذوي النفوذ يعيشون حياة الرفاهية عكس ما يروجوه عن ايمانهم بالإشتراكية.

البداية في الجزائر وفوز الجبهة الشعبية للانقاذ في الانتخابات


يبدوا أن قدر دكار ربط انتقاله بحدث مهم في الجزائر وهو اقالة الرئيس الجزائري لرئيس حكومته، ورفض رئيس الجهاز الأمن العسكري إخلاء مقر رئاسة الحكومة شارحا الأسباب التي شجعلته يقومب بذلك.

بالإضافة الى مسيرات بين للإسلاميين، والتي ابرزوا فيها قوتهم الجماهيرية، ويعبر بنا الكاتب لمرحلة مهمة وهي رضوخ النظام الى التيار الاسلامي والجلوس معهم في طاولة الحوار.

ويغوص بنا الكاتب هنا في مجموعة من الأحداث ويعطي معطيات مهمة حول الوضع الاجتماعي والمستجدات التي تعرفها الساحة.

ويعبر بنا للحكي عن عودة المعارضين السياسيين الى الجزائر، وكيف تمكنت الجبهة الإسلامية للإنقاذ من الفوز بالإنتخابات التشريعية، ويشرح كيف كانت تدار التحالفات وعن التنازلات التي قدمها أي طرف، معرجا عن استقالة الرئيس الجزائري الشادلي وكيف تم حل البرلمان قبل ذلك حتى لا يخلف بلخادم رئيس الدولة في المرحلة الانتقالية ويكشف معطيات اخرى.

فوز الجبهة يحكي دكار خلقت تخوف لدى مجموعة من الجهات المتحكمة بدواليب الحكم في الجزائر، ورغم فوزها تم حل الجبهة الاسلامية للانقاذ واعادة الانتخابات وتم احتجاز قيادات اعضاء الجبهة الإسلامية.

وفي خضم كل هذا عاد بوضياف الى الجزائر وعين سلاميه على سفير ما يسمى الجمهورية العربية الصحراوي، ودعاه الى البحث عن تسوية مع المملكة المغربية.

العديد من الأحداث المهمة


الكاتب والصحفي دكار ينطلق في سرد مجموعة من المعطيات والوقائع، والمرتبطة بتصعيد إضراب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وطمأنت عباسي مدني للمغرب، وكيف تم إعاد النظر في التسيير الاشتراكي، وارتياب بومدين، وكيف خدعة الأزمة الشاذلي بني جديد، وعرج عن تحيز وذاتية الصحافة الجزائرية والإستثناءات، والطابوهات الممنوعة عن الصحافى.

ووقف دكار عند إفلاس نظام بومدين، وكيف انهارت جميع ركائز الحكم، باستثناء واحدة، وهي تدبير قضية الصحراء والتي تحولت إلا "عقيدة" لا تقبل النقاش، رغم ان النظام الجزائري كان يصرف عليها اموالا هائلة.

كما يشير في كتابه، عن كيف كان لبوتفليقة دور في وقف الانفتاح عن المغرب وكيف لعب دورا سلبيا في حل الأزمة

تفاصيل مهمة لوقائع لها تأثيرات كبيرة

المشوق في كتاب دكار ، أنه أثار تفاصيل صغيرة وكبيرة ووقائع لها تأثيرات في المسار السياسي للجزائر، من بينها معلومات حول الحدود وتخوفات الجزائر، وكيف غدر الوطنيين الجزائريين المغرب، وعدم ثقة الحسن الثاني في النظام الجزائري الذي كان يدعم ويسلح المعارضين المتطرفين.

ووقف الى اسوء ما اقدمت عليه الجزائر في حق المغاربة، وهو طرد خمسة وثلاثين الف مغربي، والقرار التعسفي والعنصري والغير شرعي واللا إنساني الذي اتخذه الرئيس بومدين.

بعدها يشرح كيف أصبح الاف الجزائريين يتدفقون إلى المغرب، بمجرد فتح الحدود بين البلدين، حتى الجزائريين القاطنين بالمهجر كانوا يختارون المرور عبر المملكة عند العودة مباشرة إلى الجزائر، ويعرج على المسؤولية الجزائرية في إغلاق الحدود وارجاع هذا القرار الغير مسؤول الى تضرر الاقتصاد الجزائري بسبب التهريب، وفي الحقيقة أن مشكلة الجزائر كانت فشل النظام في الاستجابة المستعجلة والملحة للمجتمع الجزائري.

ويتناول دكار في كتابه كيف تم إعدام بوضياف بتهمة الخيانة، بعد عودته إلى الجزائر بستة أشهر فقط، حيث تم اغتياله من أحد حراسه الشخصيين الذي تم تعينه 48 ساعة فقط عن عملية الاغتيال، وكيف أنه وقبل هذا الخلاف حدث اختلاف بين بوضياف والجيش حول رغبة بوضياف بزيارة المغرب والحضور لحفل زفاف ابنه.

الجزائر والأفق الضائع


يؤكد الطيب دكار ان الجزائر لم تكن تتصور ان قضية الصحراء، ستتحول إلى قضية كبيرة ولها ابعاد عدة مختلفة، ما وضعهم في موقف معقد وهو استقبال ولأزيد من 4 عقود ساكنة في حاجة لموارد ضخمة للعيش.

ويقف الكاتب في إحدى فصول كتابه الشيق عن الإنتقال الديمقراطي الصعب الذي عاشته الجزائر، وكيف أيد وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم استعمار سبتة ومليلية ما سجل كوصمة عار على النظام الجزائر وإهانة لتاريخ النضال المشترك بين الشعبين ضد الإستعمار.

وعرج الكاتب عن العديد من الأحداث، منها ابعاد مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء عن الرئاسة الجزائرية، ويشرح في فصل أخر كيف غرقت الجزائر في قضية الصحراء دون أن يكون لها أي تصور للمستقبل، وكيف غير المغرب استراتجيته خصوصا مع اعتلاء الملك محمد السادس للعرش، واقتراح الحكم الذاتي كحل شل من قدرات الجزائر دوليا.

ويؤكد دكار في كتابه على تراجع النظام الجزائري عن تعهداته، خصوصا بوتفليقة الذي بعث رسالة الى قائد الحركة الانفصالية يلتزم فيها بالتوجه الى طرابلس لحظور مؤتمر قمة اتحاد المغرب العربي دون التخلي عن قناعاته بخصوص قضية الصحراء.

ويبرز دكار خلال كتابه كيف ان الصحراء كانت في قلب استراتيجية الجيش الجزائري، وان كبار ضباط كانو يعارضون كل تطبيع مع المملكة المغربية، كما يشرح كيف يركز الجيش كل قوته من اجل اضعاف المملكة المغربية.

حلول موضوعية

ما يميز كتاب الصحفي دكار، انه اعطى مجموعة من الحلول الموضوعية، وأفكار يمكن العمل عليها من أجل ايجاد حل لقضية الصحراء، وبدأ دكار ذلك بتسليط الضوء عن فرص التنمية الضائعة بسبب عدم التعاون بين البلدين، حيث يوضح كيف يمكن ان يصبح البلدين قوة اقتصادية ان تم التنسيق بينهما حيث أن لكل بلد مميزاته وموارد تكمل بعضها البعض، ويقترح دكار من بين الحلول ان يتم ترسيم الحدود واستغلال مشترك لمناجم غار جبيلات، وايجاد حل تسوية شاملة لمشكل المغاربة المطرودين من الجزائر، بالإضافة الى حل مشكل مغربة الأراضي التي كانت في حوزة مزارعين فرنسيين من اصل جزائري.، وان يعتمد نظام فيدرالي وان يفتح امام المغاربة والجزائريين كل الامكانيات الخاصة بالإقامة في هذا البلد او ذاك.

ويقترح دكار فضاء من حجم ألمانيا، حيث يوضح البلدين وعدد سكانهما هو نفس مساحة وعدد سكان المانيا، التي تعتبر القوة الاقتصادية الرابعة دون ان تتوفر على اي موارد باطنية، ويدعوا السياسيين التخلي كليا عن اي حساب ضيق ينطلق من مفاهيم الربح والخسارة، ويبرز أن المغرب والجزائر سيشكلان اكبر مجموعة على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط بل في حوض البحر الأبيض المتوسط برمته.

ويؤكد دكار ان هذا الورش الطموح يستحيل اطلاقه بسبب قضية الصحراء، ويعترف ان هذا الأمر قائم لكن ان كانت هناك ارادة في الانخراط في هذا المشروع الكبير، فستجد قضية الصحراء مخرجا طبيعيا وعاديا لها، عبر القنوات الديبلوماسية وفي مجلس الأمن الدولي، عبر المصادقة على مشروع الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية والذي يشكل احد الركائز الأساسية لهذا الورش، وان الجهوية اختيار استراتيجي بالنسبة للجزائر والمغرب، من شأنه ان يعزز القدرات الاقتصادية للكيانات الجهوية، وان يكون هذا المشروع مدعما شعبيا وأن يكون هناك توحيد معايير الحكامة، وذلك عبر توحيد انظمة الحكامة الجهوية واعادة تنظيمها، ووضع دستور فيدرالي تتم المصادقة عليه بشكل ديمقراطي من قبل الشعبين ومجموعة من النقاط الأخرى، وأن يتم تجاوز منطق المواجهة .

<br /><img src="http://srv.nadorimg.com/images/2019/07/15/eVOTW.jpg" border="0" />
<br /><img src="http://srv.nadorimg.com/images/2019/07/15/fynso.jpg" border="0" />


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح