المزيد من الأخبار






المدينة الفاضلة


المدينة الفاضلة
ذ عبد الله الوليد

صفر الحكم وبدأ الكرنفال الموسمي، بدا على المشاركين الحماس والحياء والعياء، ومنهم من طاف المدينة كما عرفناه منذ زمان . وزعوا على المتفرجين الورود والوعود والعهود . انتهى الحفل بتنظيم مسابقة، فاز من فاز وخسر من خسر .التأم بعض الفائزين وعينوا ربان الباخرة، ركب الكثرة والقلة، أقام الآخرون الدنيا وزلزلوا الأرض تحت أقدامهم، اجتمع الحلفاء الكبار فقصفوا القلة، وأصدر المكتب الوطني للزراعة قانونا يمنع ركوب الجرار أو التمسك به أو الاقتراب منه حتى . وجاء القصف أيضا من زعيم الشرق تحت عنوان "الخيانة والإنتحار" .

إجتمع أصدقاء الأمس تحت سقيفة، وتلا أحدهم بلاغ الإفك، فضحك من ضحك واستهزأ من استهزأ ،وصدق من صدق وكذب من كذب، وأصيب من أصيب بالذهول . بعد يوم عاد "ناقل الكفر" نادما ،تائبا معتذرا ،لعل الله يعفو عما سلف . أراد البعض ذبح سيدة عفيفة قربانا وتشهيرا، تألمت السيدة وبكت كما بكت أمنا عائشة

رضي الله عنها يوم الإفك وضياع العقد، كما ضاعت "المضمَة" واتهم الشيعة الواردة أسماؤهم في اللوائح المعلقة على أبواب المدينة وأسوارها.

قررت أن أزور أفلاطون في مدينته الفاضلة لأستفسره ،فقيل لي :عد إلى ديارك فإن أفلاطون قد أصيب بالجنون. رجعت ليلا فوجدت جميع العباد في ساحة عمومية، نظموا حفلا صاخبا مدويا، انتهى بهرج ومرج ،وبالسباب والعتاب والعقاب ،فأصيبوا بفقدان الوعي . في الصباح عندما اشرقت الشمس، تذكر الجميع خطبة الواعظ حين حذرهم من الشقاق وسوء الأخلاق ،فاغتسلوا وتوضؤوا وصلوا جماعة صلاة الإستغفار خلف إمام يدعوهم ليلا ونهارا إلى المودة والمحبة والتسامح والسلام ،من أجل مدينة فاضلة يحلم بها الجميع .


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح