المزيد من الأخبار






المجتمع الرجولي بين ناقصات عقل ودين و مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق


المجتمع الرجولي بين ناقصات عقل ودين و مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
بقلم الاستاذ / جمال ازضوض

استبشرت خيرا حين سماعي ان للمرأة يوما بأكمله خاص بها وانه عالمي و ان كل الناس في بقاع العالم يحتفلون به و يتبادلون الهدايا و يوافق الثامن من مارس من كل سنة. فعلى الاقل ستشعر بوجودها داخل مجتمع يطبعه طابع رجولي محض كما انها ستجيب على تساؤلات عدة من قبيل هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي في مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ هي اسئلة طرحت في مؤتمر النصارى سنة 586م ويشهد التاريخ على ان المؤتمر قد انتهى بالاعتراف بها على انها انسان ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب. فهل فعلا المرأة خلقت لخدمة الرجل و لا شيء دون ذلك ؟ ام انها مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق ؟ وماذا عن القائلين ان المرأة ناقصة عقل ودين ؟.

لنكون صادقين في قولنا. ما وصل اليه المجتمع الغربي من تقدم و حضارة و اقتصاد ضخم, ما كان ليكون لولا وجود ذلك الجنس الاخر الذي خلق من ضلع الرجل و ما خلقه الله من ضلعه الا ليحميه ويحول دون ايذائه وهذا ما اتخذه الغرب مبدء له في التعامل مع "الجنس اللطيف" فبعدما كان الغربيون يحتقرونها ويعاملونها كشيء او اداة للتسلية اصبحوا الان يصدرون عقوبات زجرية في حق معنفي المرأة و مغتصبيها كما اصبحوا ينادون بتحريرها و مساواتها بالرجل. ان كنا نختلف مع الغربيين في سلبياتهم فعلى الاقل لنكن اذكياء في التعامل معهم و نأخذ منهم ما ينفعنا كما نفعهم, اي نحميها و نصون لها حقوقها و نحفظ لها شرفها فما تحتاج اليه المرأة العربية ليس مساواتها بالرجل في الارث او تجريم عدد زوجات الرجل بل كل ما تبحث عنه هو ان تحس بمروءتها داخل مجتمع يقر بضرورة وجودها داخله و فاعليتها فيه. وبذلك ستساهم هي الاخرى في تنميته في كل المجالات و من جهتنا سنكون قد اقررنا بان المرأة ما خلقت لخدمة الرجل فقط بل هي فعلا مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا كاملا و متكاملا.

سئل بن باز رحمه الله عن مقصد الحديث النبوي الشريف القائل "ناقصات عقل و دين" فبين ان النبي عليه الصلاة و السلام لما قال ناقصات عقل فهو كان يقصد ان المرأة تغلب عليها العاطفة ورقة الطبع الذي هو زينة لها فشهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل وذلك حكم الله وعذر لها و اما ناقصات دين فلانها تمكث اياما لا تصلي و لا تصوم وهي فترة الحيض وهذا بالنسبة للمرأة يعد كمالا لان المرأة التي لا تحيض امرأة غير ولود وعقيم.

هذا الحديث الشريف هو ما اتخذه بعض الحاقدين على الاسلام ذريعة لخوض حرب ايديولوجية على المرأة المسلمة الامر الذي قاد العديد من النساء الى الثقة بهؤلاء والايمان بمعتقداتهم الباطلة, لكن في اخر المطاف المرأة ليست الا ضحية لمؤامرات فاشلة في غياب دور المؤسسات التي يمكن ان تعلي من شان المرأة و تحسسها بدورها الجلي في المجتمع حتى لا تسقط فريسة لكل من سولت له نفسه ان يقود نساءنا العفيفات الطاهرات الى العهر و الفساد و يجردهن من شرفهن بدعوى الحضارة و التخلي عن دين يصفهن بناقصات عقل ودين .

وقفت المرأة العربية في مجتمع يطبعه طابع رجولي حائرة بين ناقصات عقل ودين ومدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا كاملا. فلا هي فهمت ما المقصود من الاول فأغلقت افواه المتربصين بها و لا هي علمت ان تقدم المجتمع بأكمله يقف عندها فاستعادت ثقتها بنفسها ثم فاعليتها في المجتمع. لكن ما دوري انا و انت و هم ان لم نخرج المرأة من حيرتها؟ عيدك سعيد وكل سنة وانت حرة، عفيفة، طاهرة.



1.أرسلت من قبل مريم في 09/03/2017 11:16
حفظك الله على هاته الكلمات الرائعة في حق المرأة

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح