المزيد من الأخبار






اللحظات الأخيرة للمغربي أباعود مدبر هجمات باريس كما ترويها والدة قريبته الجهادية أيت لحسن


اللحظات الأخيرة للمغربي أباعود مدبر هجمات باريس كما ترويها والدة قريبته الجهادية أيت لحسن
توفيق السليماني

بعد مرور عام على الهجمات الإرهابية، التي هزت العاصمة الفرنسية في 13 نونبر 2015، والتي خلفت 130 قتيلا، كشفت معطيات أن مهاجرة جزائرية تدعى صونيا (اسم مستعار)، هي التي أخبرت الشرطة الفرنسية بمكان اختباء عبد الحميد أبا عود، العقل المدبر، والمنسق الفعلي، لتلك الهجمات.

كما أنها جنبت فرنسا مجزرة ثانية في 19 نونبر، أي ستة أيام بعد الهجمات الأولى، كان أباعود قريبا من تنفيذها بمجموعة من المواقع في العاصمة.

وفي هذا الصدد، تكشف صحيفة “إلباييس” الإسبانية، نقلا عن كتاب ينشر في هذه الأيام تحت عنوان “شهادة” للمواطنة الفرنسية من جذور جزائرية صونيا، الصديقة، والأم بالتبني للمغربية حسناء أيت لحسن، ابنة خالة الجهادي عبد الحميد أباعود، جزءا من هذه الحقيقة الغامضة، إذ تقول صونيا: “أنا التي أخبرت الشرطة بأن أحد أكثر الإرهابيين، المبحوث عنهم في أوربا، هو الذي حضر، وشارك في الهجمات الدموية في فرنسا”.

والمصدر ذاته، يشير إلى أنه في 15 نونبر الماضي، يومان بعد الهجوم، تلقت حسنة مكالمة هاتفية من بلجيكا من أجل تقديم المساعدة لقريبها أباعود في أحد أحياء باريس، حيث رافقتها في تلك المهمة “صونيا” وزوجها.

وتحكي صونيا أنهم التقوا في منطقة مليئة بالأشجار تحت الطريق السريع A-86 في الحي الباريسي Aubervilliers، بعبد الحميد أباعود، الذي كان مرفوقا بالجهادي شكيب أكروج، وهناك طلب من قريبته حسنة أن تعثر له على شقة يقضي فيها يومين، أو ثلاثة لإتمام مهمة في الأيام المقبلة.

حسناء آيت لحسن

هناك كانت صونيا آخر غريبة تدخل مع أباعود في حوار، حيث أكد لها أنه هو العقل المدبر للهجمات، وأن المهمة لم تنته بعد، بل لاتزال مجازر أخرى في الطريق: سألته صونيا: “من أنت؟”، وأجابها: “عبد الحميد أباعود”؛ وأمام الدهشة، التي أصابتها أضافت: “هل شاركت في الهجمات؟”، فأجابها:”ههه. سترون، سترون ماذا سيحدث في أعيادكم الميلادية. .وفي الأحياء اليهودية.خخخ. سترون”. وعندما عادت صونيا إلى البيت تشاورت مع زوجها، وقررت الاتصال بالشرطة في اليوم الموالي.

يوم 16 نونبر حوالي الساعة 14 مساء، وبعد خروج حسناء من البيت للبحث عن شقة للكراء لقريبها أباعود كما اتفقا على ذلك، اتصلت صونيا بالشرطة، وأخبرتها قائلة: “يوم أمس رأيت أحد الإرهابيين، وهو عبد الحميد أباعود. يقولون في التلفزيون إنه في سوريا، أو توفي، لكنه يوجد هنا. ويريد القيام بهجمات جديدة”، قبل أن تنتقل إلى مخفر الشرطة، وتخبرها بكل التفاصيل لتطلب من المحققين أن لا يقتلوا صديقتها، وابنتها بالتبني حسناء، وقالت: “لا تلمسوا حسناء، ولا تقتلوها”.

وبعد أن حل الظلام عادت صونيا إلى البيت لتجد حسناء تشرب الخمر، وتدخن، وهي تذرف الدموع قائلة: “لقد كنت مع أباعود، وطلب مني أن أقتلك. لا يرغب في أن يترك شهودا. أخبرني أنه سيموت شهيدا”.

وفي يوم 17 نونبر عادت حسناء لتحكي أيضا لصديقة قريبة منها، لم يتم كشف هويتها، تفاصيل مخططات اللحظات الأخيرة لعبد الحميد أباعود، وقالت: “أباعود وصديقه أكروح سيقومان بهجمات يوم 19 نونبر في المركز التجاري Quatre Temps في الحي المالي “ديفونس”، وفي محطة للقطار قريبة، علاوة على مخفر للشرطة”. وأضافت المتحدثة نفسها “بعدها قررا أن يفجرا نفسيهما”. حسناء أخبرت صديقتها أنها لا ترغب في الانتحار، قبل أن تستدرك: “وأنا يتوجب علي أن أفجر نفسي في Belleville، الحي اليهودي. لا أرغب في ذلك”.

حسناء لم تكن تعلم أن صديقتها صونيا أخبرت الشرطة، والتي كانت تراقب تحركاتها، إذ بعد تلقيها مكالمة من أباعود انتقلت في ليلية 17 نونبر إلى الشقة 8، التي كان يختبئ فيها بشارع “Corbillon” في سان دوني. وحوالي الساعة 4 صباحا من يوم 18 نونبر اقتحم الكومندو الأمني الأول الشقة، قبل أن تتوالى طلقات النار والانفجارات لمدة ساعتين تقريبا، وهي الانفجارات، التي توفي فيها كل من أباعود، وقريبته حسناء، وصديقه أكروح.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح