المزيد من الأخبار






القفّة الرمضانية بالناظور.. تكريسٌ لثقافة التسوّل أم حملة إنتخابية مغلفة بحسّ خيري؟


القفّة الرمضانية بالناظور.. تكريسٌ لثقافة التسوّل أم حملة إنتخابية مغلفة بحسّ خيري؟
ناظورسيتي | وليد بدري

خلافاً لسيناريوهات السنوات الماضية تماما، لاحظ عدد من المتتبعين للشأن المحلي لإقليم الناظور، منذ مطلع شهر رمضان الكريم لهذه السنة بالذات، الإقبال المتزايد والمنقطع النظير للجمعيات التي تعمد إلى توزيع قُفف بعض المواد الغذائية على فئة المعوزين، بحيث يتنافس في هذا الخصوص المتنافسون تحت مظلة جمعيات مدنية لا تُحصى من حيث العدد، على مستوى الإقليم.

ويكفي في هذا الصدد مراجعة التحيينات اليومية للمواقع الإلكترونية المعنية بشؤون المنطقة، حتى تتكشف للقارئ وبصورة أوضح لا تذر مجالا للضبابية، أعداد التقارير الصحفية الخاصة بتوثيق مشاهد عملية التوزيع في إطار التغطية الصحفية، والتي يستشف منها بالموازاة مع ذلك، حرص أعضاء هذه الجمعيات، على دعوة ممثلي المنابر التي يُرفع عنها العُتب بطبيعة الحال طالما أن المسألة تعتبر واجبا من صميم عملها المهني تماشيا مع المبدأ الإعلامي الثابت ألا وهو الحياد، ويتم ذلك على أساس أخذ الصور التي يأملون إدراجها أمام الملأ وكأن الأمر لا يتعلق بحالة إنسانية بقدر ما هو رياء بعينه.

فالعديد من المراقبين للشأن العام بالإقليم، لا يحيدون عن تفسير أمر القفّات، في سياق الإنتخابات المقبلة على الأبواب، حيث يربطون حملات القفّة الرمضانية لهذا العام بالحملات الدعائية السابقة لأونها، أكثر منها عملاً خيرياً، بحجة ما قد تسفر عنه الإجابة على سؤال أين كانت هذه الجمعيات التي إستفاق لديها أخيراً الحسّ الإنساني، خلال أشهر رمضان إبان السنوات الفائتة؟

في حين أن آخرين يتبنون رأيا مغايراً تماماً بخصوص القفة الرمضانية التي تكاثر عليها الإقبال خلال رمضان هذه السنة في كلّ ربوع المغرب، بحيث يقولون أن الأمر يكرّس ثقافة "السعاية" أي التسوّل، إذ تعمل على زرع أنفاس الإتكالية لدى المعوزين، فعوض ترشيد هذه الأموال الطائلة التي تذهب سدًى دون أن تغني ولا تسمن من جوع أحد، في إتجاه التفكير في إحداث مشاريع وإنْ صغرى بإسم الجمعيات للمساهمة في التنمية البشرية حتى تتعمم الإستفادة وتستديم، فإن العكس هو ما إختاره المجتمع المدني في المغرب ككل.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح