المزيد من الأخبار






العصبة المغربية لحقوق الإنسان تحمل مسؤولية مأساة المهاجرين الأفارقة لعصابات الاتجار بالبشر


العصبة المغربية لحقوق الإنسان تحمل مسؤولية مأساة المهاجرين الأفارقة لعصابات الاتجار بالبشر
ناظورسيتي: متابعة

قال المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان بالناظور والدرويش، إنه يتابع إلى جانب عدد من فعاليات المجتمع المدني الحقوقي بأسف عميق وقلق شديد الأحداث المؤلمة والخطيرة وغير المسبوقة التي وقعت جراء إقدام مئات المهاجرين جنوب الصحراء على محاولة اقتحام السياج الحدودي مع مليلية المحتلة، والتي أوقعت العديد من الضحايا والجرحى عدد منهم في حالة جد حرجة بالمستشفيات.

وأوضح بيان للعصبة، توصلت "ناظورسيتي" بنسخة منه، وإذ نؤكد المعطيات الأولية التي تم التوصل إليها إلى كون الهجوم على السياج الحدودي كان سلوكا منظما ومدبرا من قبل عصابات الاتجار بالبشر، نشدد على كون هذا الفعل الجانح لا يمثل سوى الخلفية الإجرامية لتلك العصابات التي ضيقت السلطات مساحات نشاطها، بعد اتخاذها لمجموعة من التدابير الوقائية والاستباقية، كما أن ذلك الهجوم المنظم يأتي في سياق وطني يتسم بتعزيز العديد من الآليات القانونية والحقوقية التي تحمي المهاجرين، وتضمن لهم العديد من الحقوق، مما يعزز فرضية الحدث المدبر والمخطط له مسبقا.

وأضاف البيان "وأمام حزم السلطات ويقظتها حيث أفشلت العديد من محاولات اقتحام السياج الحدودي سابقا، قامت تلك العصابات بالتغرير بهؤلاء المهاجرين الضحايا والدفع بهم نحو ارتكاب أفعال يعاقب عليها القانون من قبيل إحراق جزء من غابة كوروكو ومواجهة قوات حفظ الأمن بالحجارة والعصي، والتدافع الكبير نحو السياج حيث تقول التقديرات أن عدد المهاجرين وصل إلى 2000 مهاجر، مما تسبب في المواجهة مع القوات العمومية، ليخلف هذا الاصطدام ضحايا جرحى في صفوف الجانبين، وقتلى في صفوف المهاجرين وهو الأمر الذي نأسف له كثيرا".


وكشف المصدر نفسه "كما تأسف العصبة المغربية لحقوق الإنسان وتعلن تضامنها مع ضحايا الواجب الوطني حيث أسفرت تلك الأحداث عن أصابات عشرات الأفراد من القوات العمومية، مع التنويه بالاحترافية والمهنية والسرعة في التدخل وتطويق الأمر وإلا كانت الأمور ستصل إلى ما لا يحمد عقباه، وخاصة مع تزامن أحداث الاقتحام مع اشتعال عدد من مناطق بغابة كوروكو مما ضاعف صعوبة التحكم في الوضع دون وقوع ضحايا في الجانبين".

وبناء على ما سبق واستحضارا من المكتب الإقليمي للأوضاع والأحداث المؤلمة التي وقعت جراء هذا الاقتحام المدبر أعلن للرأي العام المحلي والوطني، تضامنه مع ضحايا هذه الأحداث الأليمة التي تسببت فيها عصابات الاتجار بالبشر والتي حملها كامل المسؤولية عن هذه الأحداث.

كما نوهت العصبة بالتعامل المهني للقوات العمومية مع الهجوم كما نعلن تضامننا مع المصابين والجرحى من هذه القوات، وشجبت أيضا "كل الممارسات التي تحاول الركوب على معاناة هؤلاء المهاجرين واستغلالها دون أي مراعاة لوضعيتهم وحقوقهم الأساسية، من بعض دول الجوار والمنظمات، ونعتبرها شريكا في التساهل مع عصابات الاتجار بالبشر".

إلى ذلك طالب المصدر نفسه، بضرورة تعزيز الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء بمزيد التدابير التي تحفظ كرامة المهاجرين الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء وتعزز اندماجهم داخل المجتمع، داعيا القوى الدولية إلى تحمل مسؤوليتها في القضاء على ظاهرة الهجرة خاصة الاتحاد الأوروبي والمرصد الإفريقي للهجرة التابع للاتحاد الافريقي، والذي يفترض فيه استهداف الدول المصدرة للمهاجرين ببرامج تنموية تحول دون نزوحهم نحو الشمال هروبا من الفقر والحروب والمجاعة والأزمات الإنسانية.

ومن جهة ثانية، شدد المكتب الإقليمي للعصبة المغربية لحقوق الإنسان، على ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وإعداد تقرير مفصل حوال النازلة، وذلك انسجاما مع دعوة المكتب المركزي، كما طالب باتخاذ تدابير أكثر احترازية ووقائية وحمائية لتفادي مثل هذه الأحداث مستقبلا.

وفي هذا الإطار، أكد المصدر نفسه دعمه لكل الجهود التي تقوم بها الدولة في تدبير ملف الهجرة والمهاجرين والحرص على تمكينهم من كافة حقوقهم الأساسية والتعامل الإنساني معهم باعتبارهم ضحايا للنزاعات والأوضاع الاقتصادية، وضحايا لعصابات الاتجار البشر العابرة للقارات.

كما دعا، إلى الاستمرار في نهج المقاربة الحقوقية في التعامل مع قضايا المهاجرين جنوب الصحراء غير النظاميين، وتعزيز مختلف الآليات الحمائية لهم، مع تقوية آليات محاربة عصابات الاتجار بالبشر والتصدي لها لكي لا تتكرر مثل تلك الأحداث الأليمة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح