المزيد من الأخبار






الشيشاوي المعتقل السياسي السابق يحذر من استفادة الفكر الأحادي عدو الانفتاح من ضعف البام


الشيشاوي المعتقل السياسي السابق يحذر من استفادة الفكر الأحادي عدو الانفتاح من ضعف البام
متابعة

في حوار مع جريدة المساء في عددها الصادر الإثنين 24 يونيو الجاري قال جمال الشيشاوي القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة وعضو مكتبه الفيدرالي، أن الحزب يعيش حاليا صراعا داخليا، يمكن وصفه "بالأزمة الداخلية والتي لها في نفس الوقت ارتدادات خارجية على المشهد الحزبي والسياسي والمؤسساتي ببلادنا".

وفي معرض جوابه على أسئلة الجريدة أن الحزب يعرف حالة تجاذب وتصارع داخلي طبيعي وعادي مع بعض الملاحظات والمؤاخذات على التيار المناوىء لمؤسسة الأمانة العامة فيما يخص تطاول التيار المتخاصم على قواعد الشرعية الداخلية للحزب المتمثلة في المرجعية وفي النصوص التنظيمية لعمل الحزب.

وحول وصفه لهذه الأزمة الداخلية ميزها في ثلاث عناوين رئيسية. العنوان الأول، حسب الشيشاوي المعتقل السياسي السابق، هو "البحث عن إجابة على سؤال هوية الحزب السياسية والثقافية بالمعنى الواسع. هل مازلنا على عهد الولادة والتزاماتها الأخلاقية والسياسية والثقافية أيضا تجاه الدولة والمجتمع، أم انزحنا عنها إلى شخصنة الفعل الحزبي، وبالتالي البحث عن طوحات شخصية ومنافع ذاتية خاصة، سواء من أجل التموقع داخل الحزب للمستقبل القربب أو من أجل تحقيق مآرب لا علاقة لها بالأهداف السياسية الكبرى من وراء إنشاء الحزب". وعن العنوان الثاني فاختصره في ضرورة الإجابة على سؤال قيمة التعبير عن احترام المؤسسات في ظل رفع المعاول لهدمها إعلاميا وتنظيميا بشكل سكيزوفريني. موضحا أن "الصراع لم يعد تنظيميا واشتباكا فكريا داخليا لخلق قواعد تسيير الحزب نحو أهداف معينة، وإنما غدا صراعا مفتوحا لا بوصلة له يرفض الاحتكام إلى الشرعية الداخلية والى المؤسسات، في وقت نحن معنيون ومطالبون بنشر هذه القيمة بين المواطنين".

فيما يرى أن العنوان الثالث للأزمة هو "الإفراط في استهلاك خطاب إعلامي تشكيكي ونشر اتهامات من قبل التيار المناوىء لشرعية الأمانة العامة للحزب، مما يشكل سيرا في طريق اللاعودة ويشكل جرحا كن الصعب أن يندمل في القريب العاجل"، حسب تعبيره.

وتعليقا على مدى احترام مرجعية الحزب من قبل المتخاصمين، يقول جمال أن أحد أهم عوامل الأزمة الحالية داخل التنظيم "هو تفكك المرجعية الاساسية، والتي أصبحت بحاجة إلى إعادة التجميع والترتيب والبلورة والاتفاق حولها مجددا، لصياغة ميثاق سياسي داخلي جديد، من أجل الانطلاق إلى الفعل السياسي المجتمعي الخلاق لسياسات وأفكار تدبيرية جديدة للشأن العام، من شأنها حل مشاكل اجتماعية متراكمة كثيرة". وعن تناقضات التيار المناوىء لحكيم بنشماس الذي يتزعمه وهبي واخشيشن والحموتي وفاطمة الزهراء المنصوري وغيرهم، قال أن هذا التيار "له قراءة غير واضحة للمرجعية السياسية للحزب، فهم تارة يقولون أن الحزب حاد عن أهداف التأسيس والولادة وتارة يروجون أفكار متضاربة ومتناقضة عن تفسيرهم للواقع السياسي".

وفي هذا السياق أعطى الشيشاوي أمثلة عن التناقض مع المرجعية الحزبية للبام قائلا أن "هناك اشخاص خرجوا مبكرا عن المرجعية، فمنهم من أصبح صديقا لحزب كبير خصم سياسي وبالتالي أصبح مزاجيا في تعامله مع مرجعية الحزب ولا يرجع إليها في تعاطيه مع قيادات البيجيدي مثلا. هذا سلوك شخصي لكنه مؤثر على صورة الحزب ولا يتشاورون بشأنه ويعطي الانطباع بأن الأصالة والمعاصرة فشل وأصبح مناضلوه الكبار مناصرون لأفكار عند الخصوم، هذه حالة وهبي مثلا. آخرون متورطون في تدبير فاشل للشأن العام وتحوم حولهم شبهات وتشكيكات، مما يعد أمرا يحتاج إلى محاكمات داخلية بناء على مرجعية التنظيم التي تقول بالوفاء لقيم تخليق الحياة العامة والحرص على المال العام تحديدا. هذه حالة اخشيشن وتقارير فشل المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم، والتي يتهرب من مواجهتها بالهروب إلى الأمام في معركة مع بنشماس، للحصول على موقع كبير يمنعه من المحاسبة السياسية والقضائية. وهناك ثغرات أخرى كثيرة في تيارهم غير المنسجم لايسع المجال هنا لحصرها"، حسب نص الحوار.

وعن تأثير هذا الصراع الداخلي الذي وصفه بصراع "من أجل المواقع للانتفاع بها وليس لخلق عمل سياسي حقيقي مؤثر في قضايا الوطن والمواطن"، على المشهد السياسي بالمغرب، معبرا تمسكه بالشرعية التي يجسدها الأمين العام حكيم بنشماس، قال أن أزمة حزبه "لها تأثيرات كبيرة وخطيرة على هندسة الخريطة السياسية الانتخابية، وبالتالي على المؤسسات الدستورية المنتخبة". كما حذر في ذات الحوار أن هذا التصارع من شأنه أن يخلق فضاء سياسيا تسود فيه ثقافة أحادية، في إشارة ضمنية لحزب العدالة والتنمية، وذلك في حال إذا وقع للجرار عطب في السير تكون في صالح خصوم الانفتاح والحريات.

واستطرد في وصف تأثيرات هذه الأزمة على المشهد الحزبي والسياسي بالمغرب، معتبرا أن المشهد عبارة عن حلقات إذا انفصلت إحداها أو تعطلت لا شك أنها إما "تساهم في تعطيل حلقات أخرى وقنوات مؤسساتية، أو تقوي حلقات أخرى تفضل الاشتغال بشكل منفصل وأحادي تنتشي عندما يضعف الآخرون، مستغلة فرصة ضعف الآخرين لكي تصبح قوية في مواجهة الدولة ومؤسساتها، بهدف السيطرة عليها بدون رقابة سياسية مخالفة، وهذا ما ينبغي أن يتفطن له الفاعلون في هذه الدوامة الدائرة داخل الأصالة والمعاصرة. نعم نحن مع الشرعية نعم نحن مع التجديد الفكري المرجعي والسلوكي السياسي لكن لسنا مع الانتهازيين الفاشلين الطامعين في القيادة بدون خبرة أو معرفة أو إدراك وطني عميق لإشكالات السياسة والمجتمع بالمغرب" حسب تعبيره.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح