المزيد من الأخبار






السياحة..بين أرقام رسمية وضبابية الواقع الصيفي


السياحة..بين أرقام رسمية وضبابية الواقع الصيفي
ناظورسيتي: متابعة

بالرغم من إعلان وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي أن مداخيل القطاع السياحي في المغرب بلغت ما مجموعه 54 مليار درهم إلى غاية يونيو 2025، مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 9,6 في المائة مقارنةً مع نفس الفترة من سنة 2024، إلا أن ملامح الانتعاشة الفعلية لا تزال غامضة على أرض الواقع، وفق معطيات ميدانية وتصريحات شبه رسمية.

وتأتي هذه الأرقام، التي تعني إضافة 4,7 مليارات درهم عن السنة الماضية، في وقتٍ تعرف فيه البلاد ذروة الموسم الصيفي، ما يجعل من الأداء الحقيقي للقطاع محل تساؤلات، خصوصًا في ظل غياب التوضيحات الرسمية من الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة السياحة والمرصد الوطني للسياحة.

وفي خضم هذا الغموض، كشف الخبير السياحي الزوبير بوحوت، في تصريح لموقع تيلكيل عربي، أن الأرقام الرسمية لا تعكس بالضرورة واقع القطاع خلال فصل الصيف، مشيرًا إلى أن عدم خروج الوزارة بأي توضيح يُعقد الصورة ويُربك توقعات الفاعلين والمتابعين، خاصة مع اقتراب شهري غشت وشتنبر.


من جهة أخرى، أورد المسؤول ذاته أن وزير الشؤون الخارجية سبق أن صرّح بأن عدد مغاربة العالم الذين دخلوا أرض الوطن بين 10 يونيو و10 يوليوز بلغ مليونا و520 ألف شخص، مسجلين بذلك زيادة بنسبة 13 في المائة، وهو رقم وصفه بوحوت بـ"المطمئن" نسبيًا.

ورغم هذا المعطى، لم تهدأ النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تَكاثرت الفيديوهات القادمة من مدن مثل السعيدية ومراكش، بين من يتحدث عن ركود واضح في الحركة السياحية، وآخرين ينقلون صورًا لانتعاش نسبي، في حين خرج مسؤول يمثل الجمعية الجهوية للفنادق بتصريح يؤكد فيه وجود تراجع في النشاط تراوح بين 15 و25 في المائة، ما يضفي مزيدًا من التباين على تقييم الموسم.

وتابع الخبير أن الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية شهدت ارتفاعًا تراكميًا في النشاط السياحي بنسبة 19 في المائة، غير أن شهر يونيو شكّل الاستثناء، حيث لم يتجاوز النمو فيه 11 في المائة، مقابل نسب فاقت 20 في المائة في أشهر مثل يناير وماي.

ودعا بوحوت في ختام تصريحه إلى ضرورة اعتماد الشفافية والتواصل الرقمي في تتبع المؤشرات السياحية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لأن تتخلى الوزارة عن "سياسة النعامة"، وأن تنهض المؤسسات المهنية، من قبيل الكونفدرالية والفيدرالية السياحية، بدورها في تقديم المعطيات للرأي العام، وفق منهجية مضبوطة وواقعية، تراعي أهمية السياحة كرافعة اقتصادية حيوية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح