المزيد من الأخبار






"الريف زمن الحماية الاسبانية"..جمعية "أمزيان" تحتفي بإصدار للباحث الناظوري ميمون أزيزا


"الريف زمن الحماية الاسبانية"..جمعية "أمزيان" تحتفي بإصدار للباحث الناظوري ميمون أزيزا
ناظورسيتي: محمد العبوسي


بصمت جمعية "أمزيـان" بنجاح زوال السبت 20 نونبر الجاري، بقاعة مكتبة المركب الثقافي بالناظور، على تنظيم حفل تقديم وتوقيع كتاب "الرّيف زمن الحماية الاسبانيّة"، الذي صدر حديثا للدكتور أستاذ التاريخ المعاصر بـ"كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس" سليل الناظور ميمون أزيزا، وذلك بمناسبة حلول الذكرى المئوية لمعركة أنوال المجيدة، المتزامنة مع تخليد الذكرى التاريخية لعيد الاستقـلال.

وأثّـث أطوار المسائية، كلا من الدكتور محمد أحميان بوصفه أستاذاً في التّاريخ المعاصر بـ"جامعة محمد الأول بوجدة"، والدكتور الباحث في تاريخ الريف عبد الوهاب برومي، وذلك بحضور باحثين أكاديميين ومتخصصين ومهتمين بتاريخ منطقة الرّيف، إلى جانب ثلّـة من نشطاء المجتمع المدني، الذين أغنوا اللقـاء بآرائهم وتساؤلاتهم وتفاعلهم المكثف مع الإصدار الذي ألقى الضوء على تاريخ المنطقة "من الأسفل" بتعبير مُؤلفـه.

وقـال محمد أحميان، في تقديمه للكتاب الموسوم بعنوانٍ فرعي "1912 - 1956 الاستعمار الهامشي"، إن الإصدار موضوع الحديث، لـه أهمية بالغة في مجال تاريخ الرّيف، على اعتبار أنه يتناول عدة قضايا هامّـة، كما أنّ له مكانةً كبيرة في خزانة المؤلفات البحثية والدراسات التاريخية المنجزة حول الرّيف، مورداً أن المُنجز البحثي يستمد أهميته من كونه يتناول موضوعاً لم يتعرّض له العديد من الباحثين والدّارسين، منه بالأساس رصده للتحوّلات الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الاستعمار الإسباني للمنطقة.


ومن جملة القضايا الهامّة التي تناولها الدكتور أزيزا في كتابه - يضيف أحميان - قضية الهجرة إلى الرّيف، التي أخذت ظاهرتها في التنامي منذ منتصف القرن التاسع عشر والتي استمرت إلى غاية استقلال الجزائر، ورصد تحوّلاتها من هجرة موسمية إلى هجرة مستقرة وكذا تحوّلها على المستوى العددي زمن الاحتلال الإسباني؛ وتناول المؤلَف أيضاً مسألة ظهور الفئة العمّالية بالرّيف عقب توالي هجرات الرّيفيّين شرقا إلى الجزائر، قبل إتساع رقعة القوّة العاملة مع دخول الاستعمار الإسباني شمال المغرب.


مردفـاً أنّ كتاب "الريف زمن الحماية الإسبانية" يرصد كذلك مسألة التحولات المجالية التي ظهرت مع بداية الاحتلال، وظهور مجموعة من المراكز الحضرية التي كان لها أساساً الارتباط بالأنشطة الاقتصادية، كاِرتباط مركز "أزغنغان" بمنجم الحديد، و"صبرا" بالاستغلال الزراعي، و"تيزطوطين" بالاستغلال الفلاحي، وتطرقه أيضاً إلى دور ثغر مليلية المحتّل في تحوّلات المنطقة ومدى احتكاك الأهالي الذي أفرز تأثيرات مهمة على هذه الربوع إنْ اقتصاديا واجتماعيا.


بدوره أبرز الباحث عبد الوهاب برومي، أن الكتاب المُحتفى به، درس إشكاليات جمّة، من ذلك ما يتعلق بالمجال السكّاني والعمل المأجور والهجرة وغيرها من الإشكاليات الأخرى، موضحا أن هذا المنجز البحثي هـو في الأصل أطروحة جامعية أعدّها الدكتور ميمون أزيزا باللغة الفرنسية سنة 1994، قبل ترجمة نسختها الأصلية إلى الإسبانية سنة 2003، ثم ترجمتها إلى العربية بعد إخضاعها لتنقيحٍ وتطعيم أتاحت إضافات قيّمة جدّ مهمة، مما أصبح بذلك الكتاب يشكل منعطفاً في مسار الكتابات التاريخية حول منطقة الريف.


وأشار برومي في معرض مداخلته، إلى أن الدكتور ميمون أزيزا، حالفه التوفيق كما نجح إلى حدّ كبير في محاولته مدّ الجسور بين البحث التاريخي والبحث الاجتماعي، لافتـا إلى أنّ ما تعرّض لـهُ في مؤلَفِه "الريف زمن الحماية الاسبانية" لم يجرِ التطرق لـه قبلاً من لدن الباحثين الدارسين لتاريخ منطقة شمال المغرب.


وعـن "الريف زمن الحماية الاسبانية، يُبيّن الباحث ميمون أزيزا، أن كتابه كان في صيغته الأولى موجهاً للجامعيين والباحثين المتخصصين، غير أنّـه حاول لاحقاً تقريبه للمهتمين عبر ترجمته للعربية لتعميم الفائدة، إذ يسلط الضوء على بعض سمات الاستعمار الإسباني بشمال المغرب، كما يحاول تحديد طبيعة هذه التجربة الاستعمارية المختلفة عن مثيلتها الفرنسية، وتحديدا احتكاك ما أسماه بالاستعمار الهامشي مع فقراء وبسطاء المنطقة.


وأوضح المتحدث أن مُؤلفَهُ يتحدث عن تاريخ الريف من الأسفل، في محاولة لإبراز خصوصية المنطقة قبل وبعد الماكينة الاستعمارية وكيفية تحوّل الإنسان الريفيّ انطلاقا من احتكاكه مع الوافد الإسباني المستعمِر، معتبراً أنّ كتابه وإنْ كـان قد صيغ لغرضٍ أكاديميّ صرفٍ على شكل أطروحة جامعية، فإنـه مـا يزال إلى الحين ورشـاً بحثيّا ودراسيا مفتوحـا، قائمـاً على استناداتٍ ووثائق ومعطيات تاريخيّة متحصل عليها، كما أنـه لـم يتكئ على التّاريخ الرسمي قـطّ.


تجدر الإشارة إلى أن الباحث ميمون أزيزا، سليل حاضرة الناظور، حصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة باريس الثامنة سنة 1994، وهـو حاليا أستاذٌ في التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، فضلا عن عمله كأستاذٍ زائر في جامعات أجنبية وعربية، إضافة إلى كونه عضوًّا بمركز الدراسات المتوسطية بجامعة مدريد المستقلة وفي الجمعية المغربية للبحث التاريخي، كما تتمحور أبحاثه حول الحضور الإسباني بالمغرب وتاريخ العلاقات الإسبانية المغربية.


هذا وعلى صعيد آخر، سُجّل غياب المندوب الاقليمي لوزارة الثقافة بالناظور "حفيظ البدري"، عن حضور أشغال اللقاء كما هي عادتـه منذ سنوات مع المواعيد والأنشطة الثقافية والفكرية الهامة بالناظور، وذلك رغم الطلب الذي تلقاه من لدن جمعية أمزيان بتاريخ 04 نوفمبر الجاري، وكذلك مراسلتها الموجهة بهذا الخصوص للمدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة بجهة الشرق، وهـو ما بات يثير امتعاضا واستياءً عارمين في أوساط نشطاء المجتمع المدنـي.



DSC-2706

DSC-2711

DSC-2714

DSC-2716

DSC-2719

DSC-2721

DSC-2722

DSC-2723

DSC-2727

DSC-2730

DSC-2732

DSC-2734

DSC-2737

DSC-2740

DSC-2741

DSC-2742

DSC-2747

DSC-2749

DSC-2759

DSC-2761

DSC-2767

DSC-2770

DSC-2775

DSC-2785

DSC-2790

DSC-2795

DSC-2798

DSC-2801

DSC-2805

DSC-2809

DSC-2814

DSC-2817

DSC-2820

DSC-2822

DSC-2823

DSC-2828

DSC-2830

DSC-2832

DSC-2833

DSC-2834

DSC-2835

DSC-2839

DSC-2841

DSC-2843

DSC-2845

DSC-2846

DSC-2849

DSC-2850

DSC-2853

DSC-2855

DSC-2856

DSC-2859

DSC-2862

DSC-2864

DSC-2868

DSC-2873

DSC-2885

DSC-2896


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح