المزيد من الأخبار






الدكتور عمرو وعليت يتحدث عن الانعكاسات السلبية للسلوكات الغذائية المرافقة لعيد الأضحى


الدكتور عمرو وعليت يتحدث عن الانعكاسات السلبية للسلوكات الغذائية المرافقة لعيد الأضحى
إنجاز: خالد بنحمان

حـــــــوار

-ما رأيكم في شكل الإحتفاء المرافق لعيد الأضحى كمناسبة ذات اعتبار و مكانة لدى المغاربة؟

زيادة على الشروط الدينية فإن الحديث عن عيد الأضحى و شروط الاحتفاء بهذه المناسبة يمكن تلخيصه في مجموع القراءات الدينية و الفقهية التي دققت في كل الجوانب بالدليل و البيان و أكدته الدراسات الطبية و العلمية فيما يخص الضمانات الصحية المرافقة لسنة نبوية و موعد ديني لصلة الرحم يكرس قيم التضامن وليس فقط سلوك غذائي و مظهر من المظاهر السلبية و الدخيلة على ثقافتنا مثل التباهي و الولائم بما لها من انعكاسات نفسية و صحية وجب الانتباه إليها.

- ماذا عن طريقة الذبح و الاستهلاك الصحيح للحم الأضحية؟

ما تضمنه الحديث النبوي الشريف كما جاء في رواية مسلم "إن اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُل شَيءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذبْحَة وَلْيُحِد أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " هو تعبير واضح له مدلوله و تفسيره العلمي و الطبي من أجل تفادي أي مضاعفات جانبية لأن المقصود بذلك هو أن يكون السكين حاد بالقدر الكافي و معقم مع تنظيف و تهيئة المكان و القيام بالذبح في وضعية تتيح للدم التدفق من الوريد بشكل سلس يحول دون تختره، ثم أن عملية سلخ الأضحية عادة ما ترافقها اجتهادات و عادات سلبية من قبيل النفخ الذي يترتب عنه انعكاسات صحية على مستوى الجهاز التنفسي وإمكانية انتقال العدوى و حدوث تسممات، فيما تبقى عملية الاستهلاك في حاجة إلى مستوى عالي من الوعي بخطورة التناول الغير السليم لأحشاء السقيطة كالكبد و الرئة المعرضة للإصابة بأمراض عادة ما تظهر على شكل أكياس مائية و يرقات الدودة الشريطية وهو مرض طفيلي عبارة عن نقط بيضاء، نفس الأمر ينطبق على الرئة المصابة بتلوث الدم ما يفرض القيام بفحص دقيق لإزالة كل الشكوك.
كما تشكل طريقة استهلاك اللحم الحلقة الأساسية الواجب التعامل معها بحذر و توازن دقيق لاعتبارات صحية محضة ارتبطت بأنماط التغذية التي ترسخت بشكل سلبي أبرز تجلياتها تقارب الوجبات و الإفراط في كمية اللحوم التي تتحول إلى وجبة رئيسية بدون منازع على امتداد اليوم و تبتدئ في صبيحة العيد بتناول الكبد و ما يسمى "الملفوف" تليها ما يعرف ب "التقلية" أو "الكرشة" و وصفات أخرى تجعل الجسم غير قادر على تحمل هذا الضغط الغير طبيعي وكلها وجبات غنية بالدهون الثلاثية و الكوليسترول و تتسبب في أمراض الضغط الدموي و تصلب الشرايين و القلب و السكري و الروماتيزم و النقرص و التهاب المفاصل و المرارة ثم البدانة، ناهيك عن أمراض منتشرة بكثرة تصيب الجهاز الهضمي و تتفرع عنها مضاعفات على المدى القريب مثل الإمساك و الإسهال و الغثيان و التخمة و أمراض خطيرة ناتجة عن عدم التوازن في التغذية و تجاوز الكميات المحددة من حيث الحاجة إلى اللحوم التي يجب أن تتراوح ما بين 15 و 20 في المائة من مجموع الوجبة بمختلف مكوناتها. هذا دون الحديث عن الإقبال الملحوظ على المشروبات الغازية و السكريات و أصناف الحلويات المرافقة لمناسبة العيد مما يزيد من تعقيد الأمور.

- تسود ثقافة صحية مغلوطة تفيد بكون لحم الغنم يتوفر على كميات زائدة من السكريات هل من توضيحات أكثر؟

لحم الأغنام لا يحتوي على سكريات كل ما في الأمر أنها غنية بالدهنيات و الشحوم منها ما يظهر و منها ما هو متواجد بين ثنايا طبقات اللحم و يصعب إزالتها مع تفاوت نسبتها حسب نوعية أعضاء السقيطة، و بالأخص رأس الأضحية و أحشاءها المحتوية على دهنيات بكمية وافرة تؤدي إلى الإصابة أو الرفع من نسبة الكوليسترول فتنعكس على وظائف الجسم و تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر فيه و تؤثر بطريقة مباشرة على بعض الأعضاء الحيوية كما هو الشأن بالنسبة للكلي و الأوعية و الشرايين التي يمكن أن تؤدي بالمصاب لشلل نصفي لقدر الله.

- ماهي التوجيهات و النصائح الكفيلة بتفادي هذه المضاعفات أو التقليل من خطورتها؟

بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة و أخرى ترتبط بالجهاز الهضمي يمنع عليهم الاستسلام لمثل هذه العادة الغذائية مع الانضباط للنظام و الحمية المناسبة و استشارة الطبيب باعتباره يمتلك رؤية واضحة و دقيقة، أما التدابير العملية الواجب اتخاذها فتبتدئ من ليلة العيد من خلال عدم تقديم الأكل للأضحية باستثناء الماء وتنفيذ عملية الذبح بمواصفاتها و تفادي النفخ عند سلخ السقيطة التي يجب إفراغ جوفها من الدم و المياه العالقة و التأكد من سلامة اللحم و الأحشاء وترشيد الاستهلاك و تنويع الوجبات التي يستحب أن تكون مشوية و مطهية على البخار مع احترام الفترات البينية للأكل و تعويض لحم الأضحية بلحوم الدواجن و الأسماك و بعض القطاني و الخضر و الانتباه إلى أهمية القيام بأنشطة رياضية و حركية كالمشي أما جانب السلامة المرافقة بحفظ اللحوم فهي مسألة بالغة الأهمية عن طريق استعمال أكياس بلاستيكية مخصصة لذلك بمواصفات الجودة المطلوبة و الاحتفاظ بها في حرارة تقل عن 18 درجة تحت الصفر أو القيام بعملية تمليح والإبقاء على السقيطة في مكان نظيف.

عمر وعليت أخصائي التغذية و السكري و ضغط الدم والغدد.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح