المزيد من الأخبار






الخضر الورياشي يكتب: كلمتي عن "السرطان" التي ذهبت في مهبِّ الريح


الخضر الورياشي يكتب: كلمتي عن "السرطان" التي ذهبت في مهبِّ الريح
بقلم: الخضر الورياشي


بسبب داءِ السرطان، اضطرَّت هذه الحشودُ من أبناء إقليم الناظور للخروج للتعبير عن احْتجاجِها ومطالبتِها المسؤولين إنشاء مستشفى لعلاج مرضى السرطان، وإنها المرة الثانية التي يقع فيها هذا الحدثُ المباركُ، ويجتمعُ أبناءُ الناظور على قلبٍ واحدٍ، وهو قلبٌ يتألم ويتوجَّعُ بسبب ما يُعاني الكثيرون منهم جرَّاءَ هذا المرض الخطير، وبسبب ما يحصدُ من أرواحٍ غاليةٍ، ويزهق من نفوسٍ عزيزةٍ، ويُخلِّف بعدهم أحزاناً وأوجاعاً، فيكادُ لا يمرُّ أسبوعٌ إلاَّ ونسمعُ أنَّ فلاناً أو فلانةً قد ودَّعه أهلُه، وأوْدعوه القبر، بعد أن استنزف منهم المرضُ المالَ والجُهد والعناءَ والدُّعاءَ، ولم يُخَلِّفْ لهم سوى الدموع والحسرات.

وأشدُّ الحسرات ما كان بسبب الضَّرِّ الذي اختبروه مدى أيامٍ وليالٍ، فلا يخْفى على جميع أبناء الناظور ما يَلْقى المريضُ وأهْلُهُ من مِحنٍ وشدائدَ ومتاعب أثناء رحلة العلاج.

نعم، هناك رحلةٌ، وهناك سفرٌ، وهناك نفقاتٌ مضاعفةٌ، وهناك خسائرٌ مُتراكمةٌ، يتورَّطُ فيها هؤلاء لأنّه لا مستشفى لعلاج السرطان في مدينتهم، التي تعتبر من أغنى مدن المملكة.

فيا للأسف، ويا للحسرة، أن تكون مدينةُ الناظور من أغنى المدن، ولا تقدمُ العلاجَ لأبنائها، ولا تخدمهم في حاجاتهم الضروريَّةِ، وتضطرُّهم إلى أن يسافروا إلى مدنٍ أخرى، ويضاعفوا نفقاتهم، وتزدادُ محنُهم وشقاؤُهم.

والمصيبَةُ أنَّ أغلب الحالات لا تظفرُ ببُغْيَتِها، وتعودُ بخُفَّي حُنيْنِ، وتكون خسارتُها كبيرةً.

وفي تصريحٍ منشور في موقع (ناظور سيتي) قال شابٌّ في كلمةٍ بليغةٍ:
(إنَّ كثيراً من العائلات صارت فقيرة بعد أن كانت غنيَّةً بسبب هذا المرض!)

لن نزيد قوْلاً على هذا القول، وننتهزُ فُرْصَةَ هذا الخروج المبارك لنطالب جميعُنا أصحابَ الشأن، والوزارة الوصيَّةَ، والمسؤولين، والمنتخبين، والهيئات والأجهزة المختلفة المعنية بمصالح المواطنين، أن يعملوا وبسرعة على إنشاء مستشفى مختص في علاج مرض السرطان، يكون مجهَّزاً بالأجهزة والآليات والمعدات ومختبرات التحليل والأدوية والفحوصات والعمليات الجراحية، ويعملُ فيه أطباء وممرضون مختصون، ويكون ذلك بأسعار مناسبةٍ للجميع، وفي آجالٍ قريبةٍ.

ونودُّ أن نُذكِّرَ وزارةَ الصحةِ أن السيد الوزير سبق وقام بتدشينِ مركز لتشخيص السرطان، ثم لم نرَ أثراً لإنشاء هذا المركز، لذا نطالبُ بالشروع في هذا الإنجاز الموعود، وفوْراً دون تسويفٍ أو مزيدٍ من التأخير.. ولا نقتصرُ في هذا النداء على عملية التشخيص، وإنما نطالبُ بعملية العلاج كُلِّها، وبكل ما يستلزمُ العلاجُ من إمكانيات وطاقاتٍ.

وفي انتظار ذلك، نطالبُ بالنظر في حالات المرض المنتشرة حالياً، والمتزايدة يوماً بعد يومٍ، وأن تأخذ الوزارة والمنتخبون بعيْن الاعتبار مرضى السرطان الموجودين حالياً، وتقف إلى جانبهم، وتقدم لهم الخدمات بأقل تكلفة، وتوفِّرَ لهم وسائل النقل إلى المدن الأخرى، وفي أسرع وقتٍ، ولا تدعهم في قاعة الانتظار، وفي حالات اليأس والضياع.

كما نُوجَّه كلمةَ عتابٍ شديدةً لجميع المنتخبين الذين وعَدوا السكانَ بأخذِ مشكل السرطان بعين الاعتبار، فضربوا وعودَهم عرض الحائطِ، وهؤلاء نريدُ أن تتمَّ مُحاسبتُهم لأنَّ هذا مِما يدخل في عملية الغش والاحتيال والكذب السياسي والنفاق الاجتماعي.



1.أرسلت من قبل amaghrabi في 16/09/2018 17:07
كلام جميل من الأستاذ المحترم الخضر الورياشي,فقراء الناضور المصابين بهذا المرض الخطير يجب من المنتخبين والمجتمع الدولي وإدارة الصحة في الناظور والمجلس الإقليمي ان يجدوا حلا للتنقل والسكن لهؤلاء المرضى الفقراء.كلام اخي الورياشي في الصميم وأتمنى ان يتحقق ولا يكون في مهب الريح ذما قلت,لانه كلام وجيه ويضع المسؤولين امام امر الواقع وأتمنى من السيد الرئيس في المجلس البلدي ان لا يقتصر فقط على التساؤلات البرلمانية وانما يبادر الى وسائل عملية كما يقوم في بعض المناسبات بمبادرات ايضافية من اجل نظافة مدينة الناضور.واتمنى ان يكثر النقاش حول هذه النقطة المهمة في مديتنا لان كل شيئ يرجى تحقيقه لابد من فتح الحوار المجتمعي حتى تتحقق الحلول الأولية الى ان نحصل على المستشفى الحقيقي الذي ينهي ان شاء هذه المعانات التي يعاني بها اخواني الناظوريين ان شاء الله

2.أرسلت من قبل Ayoub Be في 17/09/2018 00:34
مع احترامي لشخصك الخلوق إلا أن قولك بأن :
(( وإنها المرة الثانية التي يقع فيها هذا الحدثُ المباركُ، ويجتمعُ أبناءُ الناظور على قلبٍ واحدٍ )))
دفعتني مباشرة للتعليق رغم عدم استكمال مقالك الذي لم ارى له داعيا بعد تجاهلك لمن دفعوا ثمن خروجهم لنفس المطالب الاجتماعية بمافيها مكز الاونكلوجي .. فكيف يعقل أن نتناسى من ضحوا من اجل الريف سواء من ابناء الناظور او الحسيمة ممن تنكر لهم جل الحاضرين في تلك الوقفة التي شملتك انت ايضا والتي لم تشهد قمعا او عنفا كما شهدته وقفات واصوات من نادوا لشهور من أجل تحقيق مطالب الشعب والريف الوطن وخرجوا عشرات بل مئات المرات .. وإني لاعتبر الامر وقاحة ولاأجد للامر عذرا أبدا بتجاهل الشرفاء ممن فضلوا السجن لنعيش نحن كمجتمع بكرامة ... دون الدخول في مسألة وتساؤل حول سبب قمع مطالبهم والترخيص لمطالب معشر قوم اخر من نفس المنطقة بل والتشهير بكلمتهم والحفاظ على الأمن حولهم في ماتسمى ساحة تحرير شهدت وتشهد كالعادة قمع الافواه الحرة من أجل نفس المطالب
والله ان الريق لجف في الفم من هول مايثير الاشمئزاز من كيل بمكاييل عديدة رغم ادراك القاصي والداني لحقيقة مسرحيات اتفق الجميع على استساغة بروتوكولاتها بصمة وترديد اكاذيبها الحقة التي اريد بها باطل لغاية في انفس ظلمة الوطن
والسلام على الصادقين

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح