الخبيرة والمستشارة الدولية نعيمة لهبيل التجمعتي تحل ضيفة على ماستر اللغات والثقافات المغربية والبيئة

متابعة: خالد بنحمان- تصوير: محمد العبوسي
انفتاحا من الكلية متعددة التخصصات بالناظور على محيطها ، بما يوفر مجالات واسعة من التكوين لفائدة الطلبة الباحثين نظم ماستر اللغات والثقافات المغربية والبيئة الدرس الإفتتاحي للموسم الجامعي الجديد استضاف من خلاله الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي التي اختارت عنوانا لمحاضرتها " الثقافة والتنمية: علاقة ضرورية، محفوفة بالمخاطر وربما مثمرة ". بحضور أساتذة وطلبة باحثين.
في البداية تناول الكلمة الدكتور محمد أتونتي نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بالناظور أوضح فيها أهمية الدور الذي تلعبه الكلية على أصعدة مختلفة مسلطا الضوء على الحصيلة الإيجابية من حيث التظاهرات والأنشطة العلمية التي تنظمها مختلف الشعب بما فيها ماستر اللغات والثقافات المغربية والبيئة الذي اعتبره السيد نائب العميد قيمة مضافة تستحق كل التنويه لما تتيحه من فرص البحث للطلبة في مجال الثقافة واللغات والبيئة.
بعده رحب الدكتور مومن شيكار منسق ماستر اللغات والثقافات المغربية والبيئة، بضيفة الناظور الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي مقدما لمحة موجزة عنها باعتبارها وجها انسائيا بارزا في الحقل الأكاديمي بفضل ما راكمته من خبرة و رصيد علمي واسع على مدى أكثر من ربع قرن كأستاذة جامعية، إذ تعتبر من الكفاءات المغربية المهتمة بميدان البحث في التراث الثقافي حاصلة على شهادة الدكتوراه في الإقتصاد وخبيرة ومستشارة لدى هيئات دولية كاليونيسكو و الاتحاد الاوربي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان إضافة إلى اهتماماتها بالجوانب الفنية والثقافية عبر إشرافها على مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية ، فهي نجلة رجل الدولة الراحل مبارك لهبيل البكاي الذي عين سنة 1955 كأول رئيس حكومة مغربية كما وقع بصفته هذه على استقلال المغرب في أبريل من سنة 1956. وفي هذا الصدد أكد مومن شيكار منسق الماستر على أن حضور الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي التي لها إنتاجات روائية مهمة أبرزها كتابها "اللائحة La Liste " ودراسات عديدة في مجال سياسات المدينة وتأهيل العمران العتيق خاصة برنامج إنقاذ مدينة فاس، من شأنه أن يعطي قيمة علمية مضافة بالنسبة لطلبة ماستر اللغات والثقافات والبيئة بالنظر للحمولة الفكرية التي تميز محاضراتها وأبحاثها في مجال الثقافة والمجتمع بصفة عامة.
من جهتها استهلت المحاضرة الدرس الافتتاحي بالتعبير عن سعادتها بالتواجد داخل فضاء الكلية متعددة التخصصات بالناظور كضيفة لتقديم محاضرتها بمناسبة افتتاح الموسم الجامعي لماستر اللغات والثقافات والبيئة الذي أعربت عن إهتمامها وإعجابها بالمواضيع المتنوعة التي يطرحها ويغوص بين ثناياها لاسيما وأن الماستر يشتغل على مكونين أساسيين وهما اللغات والثقافات. وأشارت الخبيرة الإقتصادية والإجتماعية إلى أن الدرس الإفتتاحي هو مناسبة أيضا بالنسبة لها لتبادل وجهات النظر وتقاسمها مع الطلبة الباحثين.
وفي معرض تحليلها لموضوع محاضرتها الذي نال استحسان الحاضرين تحدثت عن التحولات التي تشهدها الأنماط والتعبيرات الثقافية داخل مجتمع المنطقة الشرقية التي لم تعد تحتفظ بخصائصها وبصمتها وعاداتها لاسيما في الأعراس والأكل والفلكلور والملبس بالرغم من أن المنطقة عرفت في السابق بمميزاتها و خصوياتها الثقافية الغنية وبالتالي تضيف المحاضرة أن مظاهر التعدد الثقافي والتنوع الحضاري أخذت تتراجع أمام هيمنة أنماط موحدة يتهافت عليها الجميع عبر مختلف المجالات الجغرافية وكأنها ضرورة وجب الأخذ بها وتقليدها مع تغييب الأنماط المحلية التي يفترض أن تبرز التنوع والتبادل الثقافيين.
وعن علاقة الثقافة بالتنمية و الإقتصاد أوضحت الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي أنهما مكونين مترابطين عكس ما يعتقده الكثير، فإذا كان النمو الإقتصادي يعتمد على المؤشرات والأرقام فإن التنمية مجال أوسع يرتبط بماهو نوعي وبالتالي يلامس مجالات كثيرة كالتربية كما تلتقي مع الثقافة التي تعتبر مجالا للإستثمار ولتحقيق الإقلاع الإقتصادي حيث أن برز وعي الحكومات والمنظمات الدولية بضرورة استحضار الثقافة في كل السياسات المعتمدة في مقدمتها البنك الدولي انخرط في مجموعة من التدابير والإستراتيجيات من خلال تخصيص إعتمادات مهمة قصد استثمارها في مجال الثقافة مشيرة إلى مخطط إعادة تأهيل وإنقاذ مدينة فاس الذي يندرج ضمن برنامج البنك الدولي حيث أنجزت دراسات عدة همت العمران الآيل للسقوط وكذلك خريطة الفقر والهشاشة بالمدينة بإشراف ومشاركة جامعة هارفرد وهي الدراسة التي ساهمت فيها الدكتورة نعيمة لهبيل بالنظر لمؤهلاتها واشتغالها في مجال السكن الغير اللائق ومعرفتها بخصوصية المجتمع الفاسي داخل المدينة العتيقة.
مشيرة إلى أن هذه الدراسة التي انطلقت في التسعينات وجدت أمامها مجموعة من المعيقات أبرزها عدم اقتناع الحكومة المغربية انذاك بجدوى المشروع ومردوديته الإقتصادية والإجتماعية باعتباره مشروعا ثقافيا لا يحظى بالأولوية، في الوقت الذي يعتبر الاشتغال على الثقافة جانب جد مربح من الناحية الإقتصادية فهي لا تقتصر على نخبة معينة إنما هي قاطرة لتحسين مستويات التنمية، لأن الغنى الثقافي يتجلى على عدة أصعدة فقد نجده في الصناعات التقليدية مثلا و المسرح و الفنون بتلاوينها المختلفة والمهرجانات الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على قطاعات السياحة والشغل ولعل تجارب ثقافية في مدن مغربية كالصويرة وفاس ومراكش مثالا يعكس بوضوح أهمية الثقافة وارتباطها بمفهوم التنمية. فالثقافة تضيف المحاضرة ليست مجالا للاستهلاك وهدر المال كما قد يبدو لفئات كثيرة بل هي عنصر محفز لتحصيل المداخيل وفي نفس الوقت لا يجب أن يشغلنا الإهتمام بالجانب الاستثماري المربح في الثقافة عن باقي التجليات الثقافية الأخرى التي لا تحقق الربح لكنها تبرز عمق هويتنا وتنوعنا حتى لا نفرغها من قيمتها الفنية والإبداعية فهي إذن جسر للحوار والتبادل المعرفي والحضاري بل للبناء المجتمعي وتحقيق التنمية البشرية. فالثقافة في نظر الدكتورة نعيمة لهبيل لها أثر تنموي
cy[cy[
انفتاحا من الكلية متعددة التخصصات بالناظور على محيطها ، بما يوفر مجالات واسعة من التكوين لفائدة الطلبة الباحثين نظم ماستر اللغات والثقافات المغربية والبيئة الدرس الإفتتاحي للموسم الجامعي الجديد استضاف من خلاله الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي التي اختارت عنوانا لمحاضرتها " الثقافة والتنمية: علاقة ضرورية، محفوفة بالمخاطر وربما مثمرة ". بحضور أساتذة وطلبة باحثين.

في البداية تناول الكلمة الدكتور محمد أتونتي نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بالناظور أوضح فيها أهمية الدور الذي تلعبه الكلية على أصعدة مختلفة مسلطا الضوء على الحصيلة الإيجابية من حيث التظاهرات والأنشطة العلمية التي تنظمها مختلف الشعب بما فيها ماستر اللغات والثقافات المغربية والبيئة الذي اعتبره السيد نائب العميد قيمة مضافة تستحق كل التنويه لما تتيحه من فرص البحث للطلبة في مجال الثقافة واللغات والبيئة.

بعده رحب الدكتور مومن شيكار منسق ماستر اللغات والثقافات المغربية والبيئة، بضيفة الناظور الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي مقدما لمحة موجزة عنها باعتبارها وجها انسائيا بارزا في الحقل الأكاديمي بفضل ما راكمته من خبرة و رصيد علمي واسع على مدى أكثر من ربع قرن كأستاذة جامعية، إذ تعتبر من الكفاءات المغربية المهتمة بميدان البحث في التراث الثقافي حاصلة على شهادة الدكتوراه في الإقتصاد وخبيرة ومستشارة لدى هيئات دولية كاليونيسكو و الاتحاد الاوربي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان إضافة إلى اهتماماتها بالجوانب الفنية والثقافية عبر إشرافها على مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية ، فهي نجلة رجل الدولة الراحل مبارك لهبيل البكاي الذي عين سنة 1955 كأول رئيس حكومة مغربية كما وقع بصفته هذه على استقلال المغرب في أبريل من سنة 1956. وفي هذا الصدد أكد مومن شيكار منسق الماستر على أن حضور الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي التي لها إنتاجات روائية مهمة أبرزها كتابها "اللائحة La Liste " ودراسات عديدة في مجال سياسات المدينة وتأهيل العمران العتيق خاصة برنامج إنقاذ مدينة فاس، من شأنه أن يعطي قيمة علمية مضافة بالنسبة لطلبة ماستر اللغات والثقافات والبيئة بالنظر للحمولة الفكرية التي تميز محاضراتها وأبحاثها في مجال الثقافة والمجتمع بصفة عامة.

من جهتها استهلت المحاضرة الدرس الافتتاحي بالتعبير عن سعادتها بالتواجد داخل فضاء الكلية متعددة التخصصات بالناظور كضيفة لتقديم محاضرتها بمناسبة افتتاح الموسم الجامعي لماستر اللغات والثقافات والبيئة الذي أعربت عن إهتمامها وإعجابها بالمواضيع المتنوعة التي يطرحها ويغوص بين ثناياها لاسيما وأن الماستر يشتغل على مكونين أساسيين وهما اللغات والثقافات. وأشارت الخبيرة الإقتصادية والإجتماعية إلى أن الدرس الإفتتاحي هو مناسبة أيضا بالنسبة لها لتبادل وجهات النظر وتقاسمها مع الطلبة الباحثين.
وفي معرض تحليلها لموضوع محاضرتها الذي نال استحسان الحاضرين تحدثت عن التحولات التي تشهدها الأنماط والتعبيرات الثقافية داخل مجتمع المنطقة الشرقية التي لم تعد تحتفظ بخصائصها وبصمتها وعاداتها لاسيما في الأعراس والأكل والفلكلور والملبس بالرغم من أن المنطقة عرفت في السابق بمميزاتها و خصوياتها الثقافية الغنية وبالتالي تضيف المحاضرة أن مظاهر التعدد الثقافي والتنوع الحضاري أخذت تتراجع أمام هيمنة أنماط موحدة يتهافت عليها الجميع عبر مختلف المجالات الجغرافية وكأنها ضرورة وجب الأخذ بها وتقليدها مع تغييب الأنماط المحلية التي يفترض أن تبرز التنوع والتبادل الثقافيين.

وعن علاقة الثقافة بالتنمية و الإقتصاد أوضحت الدكتورة نعيمة لهبيل التجمعتي أنهما مكونين مترابطين عكس ما يعتقده الكثير، فإذا كان النمو الإقتصادي يعتمد على المؤشرات والأرقام فإن التنمية مجال أوسع يرتبط بماهو نوعي وبالتالي يلامس مجالات كثيرة كالتربية كما تلتقي مع الثقافة التي تعتبر مجالا للإستثمار ولتحقيق الإقلاع الإقتصادي حيث أن برز وعي الحكومات والمنظمات الدولية بضرورة استحضار الثقافة في كل السياسات المعتمدة في مقدمتها البنك الدولي انخرط في مجموعة من التدابير والإستراتيجيات من خلال تخصيص إعتمادات مهمة قصد استثمارها في مجال الثقافة مشيرة إلى مخطط إعادة تأهيل وإنقاذ مدينة فاس الذي يندرج ضمن برنامج البنك الدولي حيث أنجزت دراسات عدة همت العمران الآيل للسقوط وكذلك خريطة الفقر والهشاشة بالمدينة بإشراف ومشاركة جامعة هارفرد وهي الدراسة التي ساهمت فيها الدكتورة نعيمة لهبيل بالنظر لمؤهلاتها واشتغالها في مجال السكن الغير اللائق ومعرفتها بخصوصية المجتمع الفاسي داخل المدينة العتيقة.

مشيرة إلى أن هذه الدراسة التي انطلقت في التسعينات وجدت أمامها مجموعة من المعيقات أبرزها عدم اقتناع الحكومة المغربية انذاك بجدوى المشروع ومردوديته الإقتصادية والإجتماعية باعتباره مشروعا ثقافيا لا يحظى بالأولوية، في الوقت الذي يعتبر الاشتغال على الثقافة جانب جد مربح من الناحية الإقتصادية فهي لا تقتصر على نخبة معينة إنما هي قاطرة لتحسين مستويات التنمية، لأن الغنى الثقافي يتجلى على عدة أصعدة فقد نجده في الصناعات التقليدية مثلا و المسرح و الفنون بتلاوينها المختلفة والمهرجانات الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على قطاعات السياحة والشغل ولعل تجارب ثقافية في مدن مغربية كالصويرة وفاس ومراكش مثالا يعكس بوضوح أهمية الثقافة وارتباطها بمفهوم التنمية. فالثقافة تضيف المحاضرة ليست مجالا للاستهلاك وهدر المال كما قد يبدو لفئات كثيرة بل هي عنصر محفز لتحصيل المداخيل وفي نفس الوقت لا يجب أن يشغلنا الإهتمام بالجانب الاستثماري المربح في الثقافة عن باقي التجليات الثقافية الأخرى التي لا تحقق الربح لكنها تبرز عمق هويتنا وتنوعنا حتى لا نفرغها من قيمتها الفنية والإبداعية فهي إذن جسر للحوار والتبادل المعرفي والحضاري بل للبناء المجتمعي وتحقيق التنمية البشرية. فالثقافة في نظر الدكتورة نعيمة لهبيل لها أثر تنموي





















