المزيد من الأخبار






الحرائق "موضةُ" سنة 2014 بالنّاظور


الحرائق "موضةُ" سنة 2014 بالنّاظور
بقلم : عبد الكريم هرواش

وكأنّ لعنةَ الحرائق كانت مربوطةً عِقالها لدى "السّوبر مارشي" لمدّة طويلةٍ فانطلقتْ أكثرَ شراسةً..

فمُباشرةً بعد احتراق هذا السّوقِ الكبير، الذي أدمعتْ لمرأى النّار تُعانق شموخَه، جميعُ عيونِ النّاظوريّين، وولولتْ لدُخّانه المُتصاعدِ من قبّته الُوسطى جميعُ الحناجر الغليظةِ والرّقيقة.. تطايرتْ شرارات النّيران تنتشرُ في كلّ مكان.. كما تنتشرُ أيّة "موضة" بين النّاس!

أذكرُ أنّه لم يَمضِ سوى أسبوع أو أقلّ حتّى سمع الجميعُ خبر اندلاع شرارةٍ في سوقِ المركبّ التجاري البلدي، تمّت مُحاصرتها في الوقتِ المناسب، من طرفِ من؟ منْ طرفِ التّجار الذين أخذوا الدّرس من "السّوبر مارشي" وباتوا يرون النّار في أحلامهم كما في يقظتهم، ولذلك فعيونهمْ دائمًا على طريقة "الجي بي إس" تستشعرُ النّار من بعيدٍ حتّى إذا حاول أحدهم إشعالَ سيجارة، فكلّ العيونُ تتابع تفاصيل هذه العمليّة تَحسّبًا لأيّ طارق قد ياتي على رزقهم في رمشة عينٍ.. والنار لا تعرفُ معنى الشّفقة!

وبعدها بدأتِ "الموضة" تزدادُ انتشارًا.. ففي الوقتِ الذي احترقت فيه بعض الشّقق والأشياء التي تمت تغطيتها جميعًا على صفحات الإعلام المحلّي، أخذتِ النّار تتربّصُ أكثرَ بالمركب التجاري البلدي.. وبعدَ محاولاتٍ عديدة فاشلة، تمكّنتِ هذه النّار العنيدة، صباح هذا اليوم، في غفلة أو يقظة من الجميع، من إلحاق الضّرر أخيرًا بعد أن بذلت مجهودًا إضافيًّا مع اقترابِ عيد الأضحى المبارك، كما بذلتْه نار "السّوبر مارشي" مع اقتراب شهر رمضان المنصرم حينئذِ.. كأنّ حكمةِ القدر في سنة 2014، لكلّ مناسبة حريق!

والحقَّ أقولُ، إنّ النّار تقومُ بواجبها.. فهي مهما تكنْ ليستْ سوى نارٍ تستجيب لمُؤثّراتٍ خارجيّة، ولا تُولدُ من فراغ.. أما الذين لا يقومون بواجبهم، فهم المسؤولون الذين لا يعنيهمْ شيئًا من هذه الأسواقِ التي لا تُشكّل في نظرهم مراكز اقتصاديّة أساسية بالمدينةِ ينال من خلالها أكثر من نصف هذه الساكنة لقمة عيشهم، بل مُجرّد بناياتٍ تحتلّ مكانها عبثًا.. شيءٌ طبيعيّ إذنْ فنشاطُ هؤلاء في السّرقة، وليسَ في التّجارة.. ولا يُدرك قيمة الشّيء إلا صاحبهُ! ولذلك فاللوحات الكهربائية المُهترئة التي هي مصدر هذه الحرائق، ما تزالُ على حالها تنتظر أن يُحوّلها "مصباح علاء الدين" إلى لوحات متطوّرة لا تسبّب في أي تماس كهربائي، ولا أية كارثة ولا أي خوفٍ على قلبِ بشر.. متى إذنْ سيتمّ تحويلها، حتىّ تُحوّل السّوق إلى رماد؟!

وأخيرً، لأنّ سنة 2014 باتتْ على أبوابِ الرّحيل.. نرجو أن تتغيّر في سنة 2015 "الموضة" في اللّباس أو التزيين أو المظهر أو في أي شيء آخر يعنينا أو لا يعنينا.. سوى في الفجائع، يكفينا فاجعة احتراق "السوبرمارشي"!


للتّواصل :

Adib.rif@gmail.com

https://www.facebook.com/karim.adib.90


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح