المزيد من الأخبار






الجزائر تفتح أجواءها للقاذفات الأمريكية لقصف إيران


الجزائر تفتح أجواءها للقاذفات الأمريكية لقصف إيران
ناظورسيتي: متابعة

مرة أخرى، تكشف الجزائر عن تناقض صارخ في مواقفها السياسية، بعد أن أصدرت بيانا رسميا تعبر فيه عن "أسفها الشديد" للهجوم الأمريكي على إيران. لكن المفاجأة الكبرى جاءت مع ظهور صورة توثق مسار القاذفات الأمريكية التي نفذت الضربات، حيث أظهرت بوضوح مرور هذه القاذفات فوق الأجواء الجزائرية.

في الوقت الذي تدّعي فيه الجزائر دعمها للمواقف الإيرانية المناهضة للولايات المتحدة، يبدو أن الواقع يكشف عكس ذلك. القاذفات الأمريكية من طراز B-2، التي استهدفت مواقع نووية في إيران، مرت عبر الأجواء الجزائرية دون أي اعتراض. هذا السلوك يثير تساؤلات كبيرة حول ازدواجية المعايير الجزائرية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمصالح الأمريكية.


في تناقض صارخ، لا تزال الجزائر تبقي أجواءها مغلقة أمام الطائرات المغربية المدنية منذ عام 2021، بذريعة "العداء مع المغرب". ورغم هذا التشدد تجاه المغرب، نجدها تفتح أجواءها أمام القاذفات الأمريكية التي تستهدف حليفتها إيران. الأمر لا يتوقف هنا، فقد سبق للجزائر أن فتحت أجواءها للطائرات الفرنسية أثناء العمليات العسكرية في مالي، مما يعكس خضوعها التام أمام القوى الكبرى.

إيران، التي لطالما اعتبرتها الجزائر شريكا استراتيجيا، تجد نفسها اليوم أمام طعنة غير متوقعة. السماح بمرور القاذفات الأمريكية عبر الأجواء الجزائرية لا يمكن تفسيره سوى كتواطؤ مع العمليات العسكرية ضد إيران، مما يضع الجزائر في موقف محرج أمام طهران وأمام الرأي العام الدولي.

في الوقت الذي تصدر فيه بيانات رسمية تنتقد التدخلات العسكرية، تواصل الجزائر تقديم خدماتها اللوجستية للقوى الكبرى. هذا التناقض يكشف عن نفاق سياسي يستهدف تحقيق مكاسب ظرفية على حساب المبادئ المعلنة.

الجزائر اليوم أمام اختبار حقيقي لمصداقيتها. لا يمكن الاستمرار في لعب دور "المدافع عن الشعوب" بينما تفتح أجواءها للطائرات الحربية الأمريكية والفرنسية. المصداقية تحتاج إلى أفعال تتماشى مع الأقوال، وإلا فإن هذه التناقضات ستظل وصمة عار في سجلها الدبلوماسي.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح