المزيد من الأخبار






الباحث اليزيد يكشف عن إحدى أغرب هواياته: جمع علب الكبريت وأقدم واحدة يملكها تعود إلى 1909


الباحث اليزيد يكشف عن إحدى أغرب هواياته: جمع علب الكبريت وأقدم واحدة يملكها تعود إلى 1909
بدر أعراب

من منا لا يتعاطى إدمانا ما؟ من منا لا يمارس عشقا يستهويه حتى الثمالة؟ فعندما تستميلنا الأشياء لمزاولتها عن طيب خاطر، بل وننغمس فيها حتى الذقن، ونحن نتعاطاها بانتشاء حد الإفتتان، طالما نجد فيها ذواتنا، وتمنح لكينونتنا معنى، ونصرف فيها طاقاتنا السلبية لنوصل أنفسنا بالشحن كبطاريات الهواتف النقالة في حاجة دائمة إلى الشحنات الموجبة، فإننا نكون من متعاطي "الهواية"، إذ هي بصيغة أخرى، إنجذاب من نوع آخر له مفعول المغناطيس تماما، و نوبة جنون أو ضرب من اللامعقول، بدونها لما سرى إبداع البشرية على هذه الوتيرة وعلى هذا النحو اليوم.

فلا شك أننا رأينا من الهوايات ما جعلنا صاغري الأفواه مشدوهين إزاءها على الآخر، إما من كونها نوعا متفردا، أو من حيث إتقان أصحابها، فالباحث الريفي المعروف بغزارة الكتابة اليزيد الدرويش الينبوع المعرفي الذي لا يجف، يأبى إلا أن يفاجئنا دوما كما هو ديدنه، فتارة بأبحاث ماتعة وقيمة ذات حمولة نفيسة، وتارات أخرى بكشوفاته الميدانية المتميزة التي لم يترك شبرا من أرض الريف لم يأتيه ليسلط عليه ضوء تخصصه "التاريخ"، لكن هذه المرة يكشف لنا عن واحدة من أغرب هواياته المتعددة والفريدة من نوعها على الإطلاق، إذ يستهويه جمع علب الكبريت حيث أدمن على ذلك منذ سنة 1987، "يحدث أحيانا أن أجول المغرب طولا وعرضا وفي نهاية المطاف الصيد إما علبتين أو ثلاث" يقول المتحدث لموقع ناظورسيتي.

عند الباحث اليزيد الدرويش وبشكل حصري، تجد كما هائلا من مختلف صنوف علب الكبريت في شتى الألوان والأحجام والأشكال، منها ما يعود إلى عهود غابرة وتواريخ قديمة، حيث تلفي عنده علبة يعود تاريخ صنعها إلى سنة 1909، وثانيها صنعت عام 1965، ومنها ما بذل في سبيل إمتلاكها جهدا لجلبها من الخارج من أقطار بعيدة، ومنها أيضا علبة كبريت تؤرخ لمقابلة جمعت بين ريال مدريد وبرشلونة سنة 1975، عمل على لملمتها من سنوات خلت، وتحديدا منذ تعاطيه لعشقه المتفرد، وفعلا إذ لا نغالي في القول أن يزيد ريفنا لا تنقضي حقا عجائبه.












تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح