المزيد من الأخبار






اسبانيا تتخلى عن النشاط التجاري مع الجزائر وتعوضه بالروسي


ناظورسيتي: جابر الزكاني

يقال أن العلاقات الدولية منذ ما بعد القرن السابع عشر وهي تتميز بظاهرة "اللايقين" كما ترسم معالمها مدارس فلسفية تنظيرية في هذا العلم، هكذا الحال يعتري العديد من العلاقات بين بلدان حوض المتوسط.

وقد غيرت اسبانيا من سياستها مع الجزائر، حيث وجهت اهتمامها التجاري نحو روسيا رغم الحرب في أوكرانيا، وهو الشيء الذي يؤكد التغير الكبير في السياسة الخارجية لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز. حسب صحيفة “ذي أوبجتكيف” الإسبانية.

وقالت ذات الصحيفة أن إسبانيا اشترت من روسيا ما نسبته تفوق 32 في المئة، مقارنة مع الماضي،رغم الغزو الروسي وفرض عقوبات غربية على موسكو، بينما تراجعت صادرات الإيبيريين إلى الجزائر بنسبة 80 في المئة.


وتظهر الأرقام الرسمية في الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى غشت من هذا العامـ، نموا كبيرا في التجارة مع روسيا، إذ وصلت الواردات، وفق الصحيفة، في هذه الفترة 5,347.4 مليونا، بزيادة قدرها 49.2٪ عن الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021.

وكانت الجارة الشرقية الجزائر لسنوات ودهر طويل، من أكبر مزودي إسبانيا بالغاز، سيما عبر شركة “ميدغاز” التي تسير خط الأنابيب الرابط بين البلدين، الشركة المالكة لسوناطراك 51 بالمئة منها وناتورجي 49 بالمئة.

وكانت المملكة المجاورة قد وجهت إشارات تصالحية إلى الجزائر، من أجل استعادة الوضع الطبيعي للعلاقات الثنائية وتجاوز الأزمة معها، وأرسلت بأكثر من إشارة، إلا أن الجزائر فضلت عصابات الإنفصال على كل من المغرب واسبانيا وهو ما دل على قصر الفهم لكابرانات الجزائر الذين يقتاتون من "التهريب".

وعود على بدء، تظل المصالح هي الطاغية ضمن العناصر المتحكمة في العلاقات الدولية، ولا تتماشى الأخيرة وفق أفلاطون في جمهوريته المثلى، أو ميكيافيلي، أو الأخلاقيين، بقدر ما تحكم المآرب الخاصة بالدول سير علاقاتها مع محيطها خارج الحدود، ففي ظل الإغلاقات المتفق عليها ضد روسيا في أوروبا والعالم، ومن رحم الإتحاد الأوروبي، تظل بلغاريا -مثلا- مفضلة لمصلحتها الإقتصادية، على أي اتفاق دولي يدخل ضمن التزاماتها في العلاقات الدولية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح